“جرب التين” يصيب %80 من الأشجار بجرش.. لماذا غابت المكافحة المسبقة؟
بات تدارك ومكافحة الانتشار المقلق لما يعرف بمرض “الجرب” الذي اصاب اشجار التين بمحافظة جرش، أمرا شبه مستحيل، وفق مزارعين، قالوا إن “نسبة الاصابة بين الأشجار وصلت إلى 80 %، ومكافحة المرض حاليا غير مجد وتسبب بإتلاف الثمار”.
ويحمل مزارعون مسؤولية الانتشار الواسع للمرض الى مديرية الزراعة، التي يفترض أن يكون لها دور مبكر في إرشاد المزارع وتوجيهه إلى أفضل الطرق، في وقت تؤكد “زراعة جرش” أنها “على تواصل مستمر مع المزارعين وتتلقى ملاحظاتهم ويتم متابعتها وارشادهم لاتباع افضل الطرق الزرعاية ومكافحة الآفات”.
غير أن مزارعين يرون ان ما تشهده المنطقة من تغيرات مناخية، فرض تحديات تفوق قدرة المزارع على مواجهتها وتحتاج إلى جهات بخبرات وامكانات لا يمتلكها غالبية المزارعين.
وأبدى المزارع نضال العياصرة استياءه من تدني جودة وكمية ثمار التين هذا الموسم، والذي تتميز فيه محافظة جرش عن غيرها من المحافظات.
وأوضح أن هذا الموسم انتشر مرض “جرب التين” بشكل واسع، وهو من الأمراض التي عادة ما تصيب أشجار التين بشكل خاص ويظهر على شكل حبوب على الأوراق والأغصان والثمار وتنتقل العدوى بين الأشجار بسرعة كبيرة ولا يمكن تفادي الأصابات كونها تظهر مع بدء نضوج الثمر، فضلا عن أن التغيرات المناخية ساهمت في سرعة إنتشار المرض.
وبين أن المرض ألحق بالمزارعين الخسائر، ورغم أن أسعار ثمار التين ارتفعت بنسبة 70 % الى أن قلة الانتاج غير مجد مع هذا الارتفاع.
وانتقد مديرية زراعة جرش، على ما اعتبره “تقصيرا” في توعية وارشاد المزارعين حول الآفات الزراعية التي بدأت تنتشر خلال السنوات الأخيرة في ظل التغيرات المناخية والتي تتطلب خبرة علمية في مواجهتها.
وطالب بأن يرافق عمليات الإرشاد، توفير المبيدات أو الأسمدة أو المعدات، وان لا يترك المزارع وحده في مواجهة تحديات تفوق قدراته وامكاناته.
وقال المزارع محمود الريموني إن اشجار التين من الزراعات التقليدية في محافظة جرش، وهي تزرع على شكل أسيجة حول المزارع والبيوت وإنتاجها وفير ويعتمد على مدى العناية بالأشجار وتقديم الخدمات الزراعية لها.
ولفت إلى أن ثمار التين تباع عادة بأسعار مناسبة وتوفر دخلا للمزارعين، غير أن الموسم الحالي جاء مختلفا بعد أن ضرب مرض “الجرب” غالبية الثمار.
وبين أن عمليات مكافحة المرض يجب أن تبدأ مبكرا في فصل الخريف، وتتطلب تقليما جيدا للأشجار لمنع انتشار العدوى، وقص الجذوع والأغصان المصابة، والتخلص منها من خلال حرقها، ورش الأشجار بمجموعة من المبيدات الحشرية المناسبة، وهو أمر قد لا يعلمه بعض المزارعين أو ربما ليس لديهم الامكانات لفعله، وهنا يأتي دور الجانب الارشادي لمديرية الزراعة.
المزارع رمزي السوالمة قال إن المزارع لا يستطيع تحديد موعد ظهور مرض جبرب التين ولا يعلم مدى تأثير التغيرات المناخية على منتوجاته الزراعية، وكان من الأولى أن تقوم وزارة الزراعة بتوجيه المزارعين لهذه التأثيرات على أشجارهم وارشادهم الى طرق المعالجة والمكافحة المناسبة في الوقت المناسب.
واضاف أنه كان يحقق ربحا لا يقل عن 500 دينار من بيع ثمار التين التي يزرعها حول منزله سنويا، وكانت تغطي جزءا من نفقات أبنائه في المدارس والجامعات، إلا أن الموسم الحالي لم يعد عليه بالنفع والانتاج شبه معدوم.
بدوره، أكد رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة جرش المهندس هاني البكار أن إنتاج التين في جرش هذا العام شبه معدوم بسبب التغيرات المناخية التي خفضت كمية الإنتاج وتسببت في تسريع نضوج الثمر وتساقطه قبل موعد القطاف، فضلا عن مرض جرب التين وهو من الأمراض الشائعة التي تصيب التين وتتم مكافحتها قبل موسم القطاف من خلال رش الاشجار بالمبيدات المناسبة.
وأوضح لـ”الغد”، أن قلة الإنتاج من الطبيعي أن تكون سببا في ارتفاع أسعار التين الذي يقصده الزوار من كافة محافظات المملكة نظرا لطبيعة الإنتاج وحجمه وجودته وميزاته التي تختلف عن باقي الإنتاج في محافظات المملكة.
وبين أن أشجار التين تزرع حول البيوت وفي الأراضي الزراعية على مساحات متفاوتة، بخاصة في بلدتي سوف وساكب، اللتين تشتهران بزراعة التين والعنب والفواكه، لافتا الى أن غالبية من يزرعون التين، يعتاشون على بيع ثماره، وهي بذلك توفر دخلا لآلاف الأسر.
واوضح أن “جرب التين” مرض عادي، لا يؤثر في الشجرة بشكل كامل، كما لا يمكن علاجه في موسم القطاف، فثمار التين حساسة من عمليات الرش والمكافحة، ويجب معالجتها في فصل الخريف، وبعد تساقط الأوراق، عن طريق تنظيف أغصانها المصابة بمواد المكافحة المناسبة.
وبين أن قسم الإرشاد الزراعي في الوزارة وأقسام المديرية كافة، على تواصل مباشر ويومي مع المزارعين، قائلا “نتلقى ملاحظاتهم وشكاواهم حول الأمراض التي تصيب أشجارهم، ونرشدهم إلى طرق المكافحة والوقاية فضلا عن عقد ورشات عمل ودورات تدريبية للمزارعين على نحو دوري”.
التعليقات مغلقة.