جرشيات”: آمال بفتح قنوات لتسويق منتجات تقليدية لأبناء المحافظة
جرش– يعول جرشيون ومنتجون وحرفيون بمحافظة جرش على أن يحقق المعرض الزراعي الأول للمنتجات الريفية والزراعية الذي افتتح أول من أمس تحت عنوان “جرشيات”، ويقام لأول مرة في مركز زوار المدينة، لتسويق منتجات أبناء المنطقة التي تشهد ركودا تجاريا منذ أشهر.
ويشكل “جرشيات”، وفق مديرية زراعة جرش، فرصة مهمة للتشبيك بين المنتجين من أبناء وبنات المحافظة، والمؤسسات المهتمة بمنتجاتهم وتسويقها، وتصديرها إذا تسنت الفرص لذلك، ما يساعدهم بتحقيق دخول مناسبة، تعينهم على استمرار الدورة الإنتاجية، وتحسين ظروفهم المعيشية، بخاصة وأن الفترة الحالية تشهد توقفا شبه تام للحركة السياحية الداخلية والخارجية في المحافظة التي تعد السياحة مصدرا لتسويق منتجاتها.
ويرى حرفيون ومنتجون، أن مثل هذا المهرجان الذي سيقام في الموقع الأثري الذي يتوسط قلب مدينة جرش، يسهل الوصول إليه، إلى جانب أن له ميزات تاريخية وأثرية جذابة، تمنح الزوار والمتسوقين متعة التجول في الموقع الأثري وتسوق منتجات المنطقة، ما يضفي حياة على الموقع جراء حركة المتسوقين.
وفي ظل الركود التجاري في المحافظة، فيتوقع أن تتمكن فاعليات المهرجان من تسويق المنتج الجرشي، بخاصة في ظل انعدام حركة البيع والشراء لمنتجات العاملين في قطاع الحرف ومشاريع تمكين المرآة والمنتجين في مجالات متنوعة، ما سينشط الحركة السياحية الداخلية، ويوفر فرصا تسويقية عن طريق بناء شركات داعمة للمنتج الجرشي، بخاصة مشاريع تمكين السيدات والجمعيات التعاونية والخيرية وهي عديدة في المحافظة.
وترى رئيسة جمعية نجدة والحسينيات المشاركة نبيلة أبو غليون، أن جزءا من أسباب الركود والكساد في السوق الجرشي، بدأت تتوضح ملامحه مع بدء حرب الاحتلال العدوانية على قطاع غزة، وما يشهده الإقليم من أحداث سياسية عاصفة.
وبينت أبو غليون، أن المشاركة بالمهرجان تتيح للزوار، أكانوا من خارج المحافظة أو من أبنائها، فرصا لتسويق منتجات سيدات الجمعية، لافتة إلى أن حجم منتجاتهن كبير ومميز، لكنه متكدس ولا إقبال عليه منذ أشهر، متأملة بأن يسهم “جرشيات” بفتح أسواق جديدة لمنتجاتهن، بعد أن يعرضنها للجمهور.
ورأت أن موقع المهرجان جاذب ومناسب والوصول إليه سهل، كما أن طابعه التاريخي سيجعل الإقبال عليه بمنزلة رحلة استمتاع وتسوق في آن واحد، بخاصة وأنه يأتي في فترة الأعياد المسيحية ونهاية الشهر، لافتة إلى أن موقع المهرجان مزود بوسائل راحة وتدفئة تناسب المتسوقين، ومفتوح للزوار طوال اليوم.
وأوضحت أبو غليون، أن مثل هذه المعارض والمهرجانات، تسهم بتنشيط حركة البيع والشراء في المدينة، بخاصة للمنتجات التي تتفرد بها من المأكولات والحرف، بخاصة وأن المنتجين في هذا القطاع بالآلاف، وغالبيتهم سيدات يعملن لإعالة أسرهن، وقد جهزن للعرض ألوانا مختلفة من المونة الريفية، ومنتجات ألبان وزيت زيتون، وزيتون ومخللات، وألبسة تقليدية وأعمال فنية حرفية ذات طابع تراثي وجمالي، وصناعات تجميلية موادها من البيئة.
بدورها، قالت المنتجة جمانة الكردي التي تصنع صابونا منزليا ومنتجات تجميل مختلف أنواعها، إنها تنتظر مثل هذه المهرجانات والمعارض سنويا، لتعرض فيها منتجاتها، مبينة أنها لا تستطيع المشاركة في معارض ومهرجانات خارج محافظة جرش، لبعد المسافة، وللكلفة العالية لتلك المشاركات، لذا تفضل المشاركة بأنشطة وفعاليات في جرش، لقربها من مشغلها ومنزلها، ولأن ذلك يخفف عنها تكاليف وأجور النقل وغيرها.
وتعتقد الكردي، بأن هذه المهرجانات، تساعد بتسويق منتجاتها إذا ما خطط لها جيدا، وجرى دعمها من جهات داعمة، بخاصة السياحية لتساعد بتنشيط الحركة السياحية الداخلية، وتعمل على عقد شراكات معها أو مع جهات تجارية واقتصادية، وتنظيم لقاءات وفعاليات بين المنتجيين والحرفيين والداعمين، للتشبيك معهم بفتح قنوات تسويق وإنتاج مشترك.
وأشارت الكردي إلى أهمية أن تولي المؤسسات المعنية، اهتماما بالحرف والمهن التراثية والتقليدية، وتعمل على تسويقها خارج الأردن، لخلق حركة إنتاج مستمرة في المحافظة وغيرها من مناطق المملكة، ودعم المنتجين الصغار على نحو مستمر جراء تسويق منتجاتهم للخارج.
من جانبه، طالب رئيس رواق جرش الثقافي أحمد الصمادي، بأن تعقد هذه المهرجانات دوريا على مدار العام في المحافظة، كما يمكن وضع إستراتيجيات لها لأن تتنقل في مختلف المناطق، وتشجيع ثقافة التسوق من المهرجانات المحلية الإنتاجية، وإفساح الفرص لتدريب المنتجين على الوصول إلى منتجات ذات عمر افتراضي طويل، بخاصة الغذائية، وتطوير مهارات الحرفيين، وتمكينهم من الحصول على أدوات أشغال مناسبة تعزز جودة منتجاتهم، وتمنحها طابعا خاصا، يبرز الثقافة الأردنية، لتكون مناسبة للتسويق الخارجي للتعريف بثقافتنا، وهذا يتطلب مساهمات من الجهات العاملة في قطاع السياحة.
وكان نائب محافظ جرش د. محمد العوامرة، رعى بحضور رئيس جامعة جرش د. محمد الخلايلة افتتاح “جرشيات” أول من أمس، الذي يستمر ليومين، بمشاركة مئات المنتجين والمنتجات الجرشيين من حرفين وحرفيات، وأعضاء في جمعيات خيرية وتعاونية وتمكين المرأة.
ولفت العوامرة إلى اهمية هذا المهرجان، آملا بأن تلقى المنتجات الجرشية فيه الإقبال، وكسر حدة الركود التجاري في المحافظة، وأن يتمكن المشاركون من تطوير قنوات تسويق منتجاتهم خارج المحافظة والأردن، عبر التشبيك مع جهات معنية بهذه الحرف والمنتجات، ما سيوفر فرص عمل للكثيرين.
الخلايلة بدوره دعا لإحداث نقلة في تسويق الصناعات التقليدية الغذائية والحرفية، تتعزز فيها مفاهيم التعريف بثقافتنا خارج الأردن، وتشجيع الإقبال على مثل هذه الفعاليات محليا، وتطويرها بما يجعلها أكثر من مجرد مهرجانات تسويقية، بل الارتقاء بها لتشكل وعيا بأهمية المنتجات التقليدية، وجودتها. لافتا إلى مشاركة كلية الزراعة بالمهرجان.
من جانبه قال مدير زراعة جرش فايز الخوالدة، يعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات في بلدنا الحبيب، وتقدم مديرية زراعة جرش العديد من الخدمات النوعية للمزارعين، وأهم هذه المشاريع مشتل فيصل التابع لزراعة جرش، والذي يقدم جميع أنواع الأشجار المثمرة والحرجية للمواطنين، لاسيما وأن محافظة جرش تمتاز بأشجار الزيتون، وإنتاج زيت الزيتون الذي يركز المعرض على عرضه بمختلف الأنواع والأشكال وبجودة عالية، كما قدم الشكر لكل الداعمين لهذا المعرض.
وجال نائب المحافظ العوامرة والخلايلة، على أقسام المهرجان، الذي يحوي صناعات تقليدية يدوية وحرفية، ومأكولات شعبية، ومنتجات للتخزين تشتهر بها المحافظة، وغيرها.