جرشيون يترقبون “المهرجان”.. باب رزق للمجتمع المحلي ونافذة تسويقية للأعمال الإبداعية
جرش – يترقب جرشيون بفارغ الصبر انطلاق الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان جرش في الرابع والعشرين من الشهر الحالي تحت شعار “ويستمر الوعد”، كونه يعد فرصة موسمية ثمينة بالنسبة لكثيرين، ممن يجدون فيه فرصة لبيع منتجاتهم على اختلافها، فيما يعد فرصة مهمة كذلك للعديد من الباحثين عن نافذة تسويقية لأعمالهم الفنية والإبداعية أو منتجاتهم المختلفة.
ولأن المهرجان الذي بلغ عدد زواره في دورته الماضية 250 ألف زائر، يأتي هذا العام في ظرف استثنائي يتمثل باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد قررت إدارة المهرجان تخصيص ريع تذاكر الدخول إلى المهرجان للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، إضافة إلى اقتطاع مبالغ مالية من ثمن اللوحات التي ستباع في معرض الفن التشكيلي لفنانين عرب، دعما لجهودها الإغاثية في قطاع غزة، مثلما ستتضمن فعاليات المهرجان وأنشطته رسائل فنية وثقافية داعمة لصمود أهلنا في غزة.
وسيشهد المهرجان الذي تشارك في فعالياته هذا العام، أكثر من 40 دولة شقيقة وصديقة، إقامة فعاليات فلسطينية عديدة، تأتي بمقدمتها فرقة “صول” القادمة إلى المهرجان من قطاع غزة، وهي الفرقة التي قاومت الموت بالغناء من فوق أنقاض المنازل المدمرة في القطاع، فيما يوفر المهرجان من جهة أخرى، فرصا تشغيلية للعديد من القطاعات من أبناء المجتمع المحلي، ويمكن مئات من سيدات المجتمع من خلال بيع منتجاتهن مباشرة لرواد وزوار المهرجان، إضافة إلى المئات من الحرفيين وما يقارب الألف مشارك من الحقول الفنية كافة، من فرق تراثية وفرق موسيقية ومسرحية وغيرها.
الحرفي أحمد الحوامدة الذي يمتهن الرسم بالرمل، يقول أنه “ينتظر المهرجان بفارغ الصبر كونه فرصة تسويقية لما ينتجه والآخرون في مختلف المهن، ويدر دخلا يعينهم على مواجهة الظروف المعيشية ومتطلبات الحياة”.
وأضاف الحوامدة، أن “هذا العام له وضعه الخاص نظرا للأوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة وانعكاس ذلك على الحركة السياحية التي يعتمد عليها الحرفيون والمهنيون في جرش، ذلك أن عدد المهرجانات والورشات والمعارض التسويقية يكاد يكون شبه معدوم، لذلك، فإن مهرجان جرش هو المنقذ، فضلا عن أنه يعد نافذة مهمة للتسويق والترويج لمنتوجاتهم التي تكدست منذ الموسم الماضي ولغاية الآن”.
أما الفنان التشكيلي غسان العياصرة، وهو رئيس معرض الفنانين التشكيليين، فيشدد على أن “المهرجان يعد فرصة تسويقية وتجارية وإعلانية، داخل المهرجان الذي يعد واحدا من أكبر المهرجانات الثقافية على مستوى العالم، فضلا عن أن المهرجان يتيح فرصة تشبيك بينهم وبين أهم وأكبر الفنانين على مستوى العالم، مما يطور من مواهبهم وقدراتهم الفنية”.
وتجد السيدة المنتجة أم محمد فريحات فرصة ثمينة لبيع منتجاتها في المهرجان، في الوقت الذي تلفت فيه إلى أن “حركة التسويق هذا العام متواضعة، ولا تغطي تكاليف الإنتاج والعمل، نظرا لتراجع قطاع السياحة الذي يعتمد عليه المنتجون في التسويق، بسبب تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة”.
وأكدت فريحات التي تمتلك مطبخا إنتاجيا للعديد من الأصناف الغذائية، أن “مهرجان جرش من أهم وأكبر الفرص التسويقية والسياحية والإعلانية والتشبيكية التي تربط المنتجين مع المواطنين والداعمين والشركات والمستوردين، وينتظره الحرفيون والمنتجون من جميع أنحاء الممكلة بفارغ الصبر، خصوصا أن المهرجان مدته طويلة إلى حد ما، وعدد زواره اليومي كبير جدا”.
من جانبها، تقول رئيس جمعية سيدات جرش هبة زريقات، إن “ما يزيد على 200 منتج وحرفي ومهني يشاركون سنويا في مهرجان جرش، من خلال تخصيص طاولات ومساحات خاصة لكل منتج منهم في الساحة الرئيسية التي تعد الممر الأول لزوار المهرجان، وتقام فيها العديد من الفعاليات الثقافية والفنية”.
وأوضحت زريقات، أن “جميع الهيئات والحرفيين والمهنيين في جرش وغيرها من محافظات المملكة، يحرصون على المشاركة في المهرجان وحضور الفعاليات وعرض منتجاتهم وتسويقها والتشبيك مع شركات ومؤسسات عربية وعالمية تسوق هذه المنتجات وتعزز فرص ضمان الحفاظ على ديمومتها، لا سيما أن هذا العام شهد ركودا كبيرا في الحركة السياحية، ولم يبق أمل أمام المنتجين وخاصة السيدات سوى مهرجان جرش”.
وبينت أن “المهرجان يركز على الجانب الثقافي ويدعم مشاريع تمكين المرأة من محافظة جرش وغيرها من المحافظات، لا سيما أن جرش تتميز بالمنتجات الغذائية والحرفية والمهنية بمختلف أنواعها وأشكالها، وقد عزز مهرجان جرش هذه الحرف والمهن ودعمها، كونه أيضا يتيح فرصة المشاركة للجميع”.
وبشأن المهام الملقاة على عاتق بلدية جرش الكبرى، تؤكد البلدية أنها انتهت بلدية من تجهيز المدينة الأثرية والمستلزمات والمرافق الأساسية التي تخدم الزوار والمشاركين في المهرجان، مشيرة إلى أنها عملت كذلك على توفير كافة الاحتياجات الضرورية من مرافق عامة ومواقف للسيارات مجانية، وفي مواقع قريبة من المهرجان، وتتسع لما يزيد على 10 آلاف مركبة، بالإضافة إلى ورش ميكانيك متخصصة لإصلاح السيارات التي قد تتعرض للعطل، وكذلك أكشاك ومطاعم بمختلف الدرجات لتقديم الخدمات الأساسية للزوار وعلى مدار أيام المهرجان، حيث تم أبناء المجتمع المحلي عطاءات المطاعم وتقديم المشروبات للاستفادة من المهرجان.
كما تنفذ البلدية حملات نظافة يومية في المدينة الأثرية والحضرية، وحملات رش لمكافحة الحشرات، وتم أيضا إضاءة المدينة بإضاءة تجميلية بشكل كامل، لافتة إلى أن المسارح الرئيسية والفرعية ودور العرض والأندية الثقافية التي ستشهد عدة فعاليات، أصبحت جاهزة تماما من حيث توفر الإضاءة اللازمة وتجهيز معدات الصوت ومكبرات صوت حديثة وتنظيم عملية وأماكن دخول وخروج الزوار وتوزيع برنامج المهرجان، وتوفير حماية أمنية مناسبة للزوار والضيوف وإشارات إرشادية لموقع المدينة والفعاليات الرئيسية تسهيلا على الزوار ولضمان عدم حدوث إرباك وفوضى خلال الفعاليات.
التعليقات مغلقة.