جرش.. أصحاب مشاريع سياحية يطورون أدواتهم لاستقطاب الزوار خلال الشتاء
جرش- يتجه أصحاب بيوت الضيافة والمزارع الخاصة التي تنتشر بشكل واسع في محافظة جرش، إلى تغيير وتطوير أدواتهم المتبعة، وذلك سعيا منهم في تنشيط السياحة الداخلية خلال فصل الشتاء، حيث بات العديد منهم يقومون بتدفئة المزارع وبرك السباحة وإغلاقها، وبناء خيم وأكواخ تتناسب مع الأجواء الشتوية داخل الغابات، لا سيما أن الحركة في منشآتهم تتوقف بشكل شبه كامل في الشتاء، مما يرتب عليهم خسائر كبيرة.
وقام المئات من المزارعين في السنوات الخمس الأخيرة باستثمار مزارعهم وتحويلها إلى مزارع سياحية تتناسب مع طبيعة محافظة جرش السياحية، وكانت تلك المزارع وما تُعرف “بيوت الضيافة” تستقطب الآلاف من الزوار شهريا إلى محافظة جرش كونها تحافظ على خصوصية الزوار وتوفر لهم كافة المستلزمات الأساسية بأسعار مناسبة، وأصبحت من أهم وأكبر الاستثمارات السياحية على مستوى المحافظة، ووفرت كذلك مصادر دخل ثابتة لهم، ويرون أنها أكثر جدوى اقتصادية من الزراعة، في ظل تراجع الإنتاج الزراعي وانخفاض أسعاره المحاصيل وتضرر المواسم من التغير المناخي.
وتبنت جمعيات خيرية وهيئات شبابية ومستثمرون في القطاع الخاص، إقامة مخيمات طبيعية وسط الغابات وبالقرب من المحميات الطبيعية، والتي تتوفر فيها مواقع مبيت ومرافق عامة وخدمات الطعام والشراب ومرافق ترفيهية للأطفال ومواقف سيارات وجلسات، كما تتوفر فيها وسائل تدفئة وبأسعار تفضيلية كنمط سياحي جديد يمكن الاستفادة منه كذلك في السياحة الشتوية.
ووفق الخبير السياحي ورئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، فإن “هذه المشاريع تعد أنماطا سياحية جديدة تسهم في توفير فرص عمل لأبناء القرى والبلدات وتستثمر الغابات والمحميات الطبيعية وتنشط السياحة الشتوية، كون هذه المخيمات والشاليهات والمزارع وبيوت الضيافة تتوفر فيها وسائل تدفئة وتقام في أجواء ومواقع مميزة، ومواقع عبور للمسارات السياحية وسياحة المغامرات، وهي مواقع مميزة في فصل الشتاء وتجذب هواة التصوير والمدونين”.
وأضاف، أن هذه الإجراءات والأنماط السياحية الحديثة قد تساهم إلى حد ما في تنشيط السياحة الداخلية، والتي من الطبيعي أنها تتراجع في فصل الشتاء نظراً للظروف الجوية، مما يتيح للمستثمرين تغطية جزء من تكاليف العمل أو تغطية جزء من الالتزامات التشغيلية لهذه المشاريع، غير أنها فرصة جيدة للسياحة في فصل الشتاء وتغيير الأنماط الحياتية وزيارة المواقع السياحية في أجواء الشتاء الذي يضفي عليها مزيدا من التميز والتغيير والاختلاف عن باقي المواقع في الفصول الأخرى.
وقال زريقات، إن هذه المشاريع تشيد بجهود فردية وشخصية من عاملين ومهتمين بالقطاع السياحي، ويجب أن يتم الترويج لها ووضعها على الخريطة السياحية من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لضمان نجاحها والحفاظ على استمراريتها.
بدوره قال أحد أصحاب هذه الاستثمارات أحمد عبد الدايم، إنه “قام قبل بضعة سنوات بتحويل المزرعة إلى استثمار سياحي أكثر جدوى من العمل الزراعي، وقد بلغت تكلفة هذا الاستثمار ما يزيد على 100 ألف دينار، وكان الإقبال عليها جيداً، إلا أن الأحداث السياحية الأخيرة التي تمر بها المنطقة تسببت في حالة ركود غير مسبوقة لكافة المشاريع، ومنها بيوت الضيافة وعددها لا يقل عن 300 مشروع في محافظة جرش، مما يضطرهم إلى تغيير الأنماط المتبعة حتى تتناسب مع طبيعة فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة”.
وأضاف هبد الدائم أن “أصحاب هذه المزارع يقومون بتدفئتها وتدفئة البرك وتغطية الأسقف المكشوفة وتعزيز وسائل التدفئة وتوفير مواصلات آمنة عليها وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها الزائر، فضلا عن تخفيض الأسعار بنسبة لا تقل عن 50 % في سبيل تنشيط السياحة الداخلية وإنعاش عملها مجدداً وتعويض جزء من خسائرهم”.
من جانبه، قال مصدر مطلع في سياحة جرش، إن “جرش فيها مشاريع سياحية عديدة ومتنوعة كونها تتميز بوجود مواقع أثرية وغابات ومحميات طبيعية، وهذه المشاريع السياحية يمكن إقامتها من خلال مستثمرين وعاملين في القطاع السياحي، فيما تقوم الوزارة بمتابعتها ومراقبة عملها وتشجيعها على العمل كونها نوع سياحي جديد ويشجع السياحة الداخلية الشتوية”.
ويبلغ عدد المزارع الخاصة أو ما يُعرف ببيوت الضيافة بالمئات في محافظة جرش، ومواقعها قريبة من الغابات والمحميات والمتنزهات الطبيعية وفي مناطق جبلية مرتفعة ودرجات الحرارة فيها منخفضة حالياً مقارنة بالقرى والبلدات المنخفضة، مما يسبب حالة من ضعف الإقبال عليها، إلا إذا توفرت عوامل تتناسب مع أجواء فصل الشتاء.
إلى ذلك أكد مصدر مسؤول في محافظة جرش، أن عدد المزارع السياحية وبيوت الضيافة والنزل البيئية 400 موقع موزعة في مختلف القرى والبلدات في محافظة جرش، مضيفا، أن هذه المواقع التي توفر خدمات سياحية ويتم استثمارها بشكل شخصي من قبل أصحابها.