جرش: إنجاز %60 من متنزه دبين.. وتوقعات بانخفاض التنزه العشوائي
بعد إنجاز وزارتي البيئة والزراعة 60 % من مشروع المتنزه البيئي في غابات دبين، ليغدو الأول من نوعه في محافظة جرش، فإن غابات دبين، ستتنفس الصعداء، لتوقف السياحة العشوائية فيها، والتي سبق وألحقت أضرارا بها.
مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة، قال إن مساحة الأرض التي خصصت للمشروع وهي في نطاق أراضي غابات دبين، لا تقل عن 23 دونما، وتقع قرب محمية الغزلان.
ويعمل المتنزه البيئي، وفق الحراحشة، على توفير مواقع طبيعية يؤمها المتنزهون، وتتوافر فيها خدمات سياحية للزوار، تتضمن مرافق عامة ومواقع خاصة بالشواء وألعاب أطفال، ومواقف السيارات.
وأضاف، أنه سيكون هناك مبلغ رمزي سيدفعه الزائر كـ”دخولية” للمتنزه، بهدف استخدامه لمتابعة نظافة الموقع يوميا، وتطويره وتحديثه وتوسعته.
وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع انتهت، وتبلورت بتسييج الموقع وتحديد مساحة المتنزه، وتجهيز المقاعد ومواقع الشواء، لافتا الى ان المتنزه قريب من محمية الغزلان، ما سيجذب آلاف الزوار اليه، بخاصة وان الزوار يقصدون المحمية منذ سنوات، وتعتبر وجهة سياحية نشطة على مدار العام.
وبين الحراحشة، أن الأعمال الإنشائية في الموقع، صممت وفق شكل ونظام معينين، يضمنان الحفاظ على البيئة وحماية اشجار الغابات الحرجية من التقطيع والتخريب.
ولفت الى أن المتنزه مصمم كصديق للبيئة، ويجري التعامل مع مرافقه وخدماته على نحو آمن على البيئة، والهدف الرئيس منه، تنظيم عملية التنزه في غابات دبين، اذ يتوقع بأن يبدأ المشروع عمله في استقبال الزوار الشهور القليلة المقبلة، بعد الانتهاء من تجهيز بنيته التحتية.
ويعتقد بأن السنوات الأخيرة، شهدت زيادة في التنزه العشوائي، ما ألحق أضرارا بجذوع الأشجار الحرجية، بسبب اصطفاف السيارات العشوائي، وتراكم أطنان من النفايات التي ألحقت الضرر بالغابات، واندلاع الحرائق جراء ترك مخلفات الشواء بعد الانتهاء من التنزه واستخدام أغصان الأشجار الحرجية في عمليات الشواء.
رئيس قسم الإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة قال إنه يتوقع بأن تدير البلدية المشروع، وهو أول مشروع سياحي تديره، فضلا عن أنها ستجهز بنيته التحتية، وتزيل الصخور وتجهز الموقع وتركب وحدات جمع النفايات ومتابعة أعمال تنظيفه على مدار الساعة، ليكون جاهزا لاستقبال الزوار.
وتوقع الرماضنة، تشغيل الموقع مع بداية فصل الربيع المقبل، وهي الفترة التي يبدأ فيها موسم السياحة الداخلية في المحافظة، لا سيما وأن الزوار يفضلون السياحة البيئية، وهي سياحة مجانية، غير أن المتنزه وفر خدمات سياحية يحتاجها الزوار في الموقع.
وقال إن المتنزه سيحافظ على ما تبقى من مساحات حرجية في غابات دبين، والتي تتعرض للضرر باستمرار جراء التنزه العشوائي، لافتا الى أن تنظيم التنزه يحافظ على حماية الغابات والاشجار المعمرة من العبث والتخريب والتنزه العشوائي الذي يخلف آلاف أطنان النفايات، وتحتاج لمئات العمال يوميا لإزالتها.
وبين أن وجود المتنزه، يسهم بتخفيف حجم النفايات العشوائية التي تتسبب بتشوهات بصرية وصحية واقتصادية في الغابات.
وبين الرماضنة، أن المتنزه يقع في أراضي بلدية المعراض، وستديره بعد توقيع اتفاقية بينها وبين الجهات المعنية، لتنظيم آلية العمل في الموقع، للحفاظ على ديمومته والحفاظ على البيئة، وضمان عدم إلحاق الضرر بثروته الحرجية.
عضو مجلس المحافظة السابق والدليل السياحي الدكتور يوسف زريقات، قال إن الزوار يفضلون في هذه المرحلة أي مرحلة التعافي من جائحة كورونا، التنزه البيئي وسياحة المزارع، وهاتان السياحتان، تعتمدان أولا على زيارة المحميات الطبيعية والغابات والمسارات السياحية وسياحة المغامرات.
ولفت الى ان ذلك يعرض الثروة الحرجية للضرر، لذا يجب اتخاذ إجراءات صارمة لحمايتها، وحماية الواقع البيئي في المحافظة من التنزه العشوائي، ووجود متنزه بيئي في غابات دبين، يسهم بالحد من التنزه العشوائي.
ويعتقد بأن التنزه العشوائي يعالج عبر المنتزهات الطبيعية والحدائق العامة والمحميات الطبيعية، وتحديد مواقع للزوار وتوفير خدمات سياحة فيها، ومن أهمها المرافق العامة وتوفير مواقف خاصة للمركبات، والحد من انتشار الزوار في المواقع ووقف إشعال النيران فيها، ومنع رمي النفايات، فهذه السلوكيات تدمر البنية التحتية للثروة الحرجية.
وبين زريقات ان الزوار يفضلون التنزه البيئي في فصلي الربيع والصيف، لاعتدال درجات الحرارة في المحافظة، وتنوعها البيئي والطبيعي، وانخفاض تكاليف التنزه مقارنة بالمواقع السياحية الأخرى، وتعدد المحميات الطبيعية، وفيها أكبر المحميات وهي غابات دبين وسوف، ومحميات الأمير حمزة والمأوى والغزلان والأرز.
في المقابل قامت الجمعية العلمية الملكية، باتخاذ إجراءات لحماية بذور الصنوبر الحلبي، ومنع التنزه العشوائي، ودخول السيارات والرعي الجائر، لحماية مختلف الأنواع النادرة والمعمرة من الأشجار الحرجية في غابات دبين بشكل خاص، والتي تتعرض للعبث بعدة طرق وتتهدد ديمومتها ونموها، وفق تصريحات صحفية لمديرها المهندس بشير العياصرة.
وشملت الإجراءات كذلك، تسييج الموقع بأسلاك شائكة بطول 1700 متر على جانبي الطرق وسط المنتزه، من أصل 28 ألف متر، وفق العياصرة.
وقال إنّ السياج سيقام لـ7 سنوات؛ للمحافظة على التجدد الطبيعي في محمية دبين، بما يضمن السماح لبذور الصنوبر الحلبي بالنمو من جديد والتجديد الطبيعي.
وأوضح، أن المحمية تسعى إلى تغيير نمط التنزه داخل غابات دبين، ليغدو نمطا بيئيا يراعي شروط استدامة البيئة وتجددها.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.