جرش: الحركة تعود لمشروعي وادي الذهب وغابات دبين السياحيين
أسهم تعافي قطاع السياحة بعد جائحة كورونا، بتحريك المشاريع السياحية في محافظة جرش، وأهمها مشروعا: تطوير وصيانة وتحديث وادي الذهب، الذي تقدر كلفته بأكثر من مليون دينار، إذ يتوقع البدء بأولى مراحله خلال الربع الأول من العام المقبل، والمتنزه البيئي في غابات دبين الذي أنجز منه 60 %، وهو من أوائل المشاريع السياحية البيئية في المحافظة.
رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، قال “إن البلدية أنهت دراسات الجدوى ومخططات المشروع، بانتظار الحصول على الموافقات النهائية للبدء بتنفيذه”.
وأوضح البنا، أن منطقة وادي الذهب التي تحتفظ بأحد أهم وأقدم البيوت التراثية في المحافظة، وهو بيت حسين الكايد، الى جانب مساحة أرض واسعة تقع بين المدينة الأثرية وموقع الحمامات الشرقية، يمكن الاستفادة منها واستثمارها سياحيا.
وبين أن البلدية، وقعت عقدا مع مستثمر من أبناء المحافظة وصاحب استثمارات في قطاع السياحة، تقدم فيه بموجب العقد 300 ألف دينار من تكلفة المشروع، بينما يقدم المستثمر 800 ألف، ليصبح المشروع شراكة بينهما لـ20 عاما، بعدها تتحول ملكيته كاملة الى البلدية.
ويقوم المشروع، بموجب الاتفاقية، بتطوير منطقة الوادي من الجهة الغربية كاملة، وأجزاء واسعة من الجهة الشرقية، وإقامة مطعم شعبي ومقهى تراثي يحافظ على هوية الموقع، و24 شاليها، ونزلا بيئيا متنقلا يستخدم كفندق بيئي سياحي، لعدم وجود فنادق في المحافظة للآن، الى جانب إنشاء مشتل بذور وأشجار وزهور تتميز بها المنطقة، وربط بيت الكايد بجسر خشبي، وتطوير البيت، واستخدام سقفه ككفتيريا.
وأكد البنا، أن المشروع من أبرز المشاريع التي يترقب قطاع السياحة تنفيذها في المحافظة منذ عقود، بخاصة وأن منطقة الوادي حاليا، هي الأقرب لموقع المدينة الأثرية، لكنها وخلال الفترة الماضية، تحولت إلى مكب نفايات ومكرهة صحية، كما دمر جزء كبير من بيوتها التراثية القديمة، ولم يبق سوى بيت الكايد، وفي حال تأخر تنفيذ المشروع أكثر من ذلك، فإن وضع بيت الكايد، سيكون أسوأ مما هو عليه حاليا.
ويعتقد بأن تنفيذ مشروع تطوير وادي الذهب، سيدفع الى حدوث نهضة سياحية في المنطقة، ما سيوفر مئات فرص العمل للمتعطلين، ويشجع على السياحة الخارجية والداخلية، في ظل وجود شاليهات ومواقع مبيت مميزة للزوار قرب المدينة الأثرية وغيرها من المواقع التاريخية، لاسيما وأن جرش تخلو من أي مواقع لمبيت الزوار، وهذا أحد أسباب قصر مدة إقامة السائح فيها.
وأضاف البنا، أن المدينة بحاجة إلى مشروع حيوي، يسهم بنقلة نوعية لقطاع السياحة فيها، لافتا الى أنه يجري حاليا تطوير وصيانة السوق القديم، بتكلفة لا تقل عن مليون ونصف مليون دينار، إذ أعدت بلدية جرش دراساته ومخططاته، ولا يوجد أي مصدر تمويل لغاية الآن.
وبين أن مشروع السوق مهم جدا، إذ يحتوي على عشرات البيوت القديمة والتراثية والتاريخية التي هجرها أصحابها، وتحولت إلى مساكن للعمالة الوافدة، وتسبب سوء استخدامها بتدمير بنيتها التحتية، وإلحاق الأضرار فيها، ومنها ما تحول إلى مكاره صحية ومواقع للعابثين.
إلى ذلك، أنجزت وزارتا الزراعة والبيئة 60 % من مشروع المتنزه البيئي في غابات دبين الذي أقيم على مساحة أرض، خصصت للمشروع من ضمن أراضي الغابات لا تقل عن 23 دونما قرب محمية الغزلان، ويعد متنزها بيئيا يوفر مواقع تنزه طبيعية تشتمل على خدمات سياحية للزوار، كالمرافق العامة ومواقع الشواء ومواقف السيارات وألعاب الأطفال.
ولفت الى أن دخولية المتنزه، ستكون رمزية، يجري استخدامها بمتابعة تنظيف الموقع يوميا وتطويره وتحديثه وتوسعته، وفق رئيس قسم حراج جرش المهندس فايز الحراحشة.
وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع انتهت، بعد تسييج الموقع وتحديد مساحة المتنزه وتجهيز المقاعد ومواقع الشواء، وتقع فيه أيضا محمية الغزلان، ما سيجذب آلاف الزوار للمتنزه.
وبين الحراحشة أن الأعمال الإنشائية في الموقع، يجري تصميمها وفق شكل ونظام معينين، يحافظان على البيئة، الى جانب حماية الأشجار الحرجية في الموقع من الاعتداءات، فضلا عن أن تصميم المتنزه أساسا ينبني على تصاميم المباني صديقة البيئة، ومرافقه وخدماته كافة آمنة بيئيا، إذ يهدف لتنظيم التنزه في غابات دبين، ويتوقع البدء به في الأشهر القليلة المقبلة بعد الانتهاء من تجهيز بنيته التحتية.
ويعتقد أن السنوات الأخيرة، شهدت زيادة في التنزه العشوائي في المنطقة، ما ألحق أضرارا بجذوع الأشجار الحرجية، جراء الاصطفاف العشوائي عليها، وتفاقم تراكم النفايات التي تلحق الضرر بالغابات، الى جانب اندلاع الحرائق جراء ترك مخلفات الشواء بعد الانتهاء من التنزه، واستخدام أغصان الأشجار الحرجية في الشواء.
رئيس قسم الإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة، قال إنه يتوقع بأن تدير البلدية المشروع، وهو أول المشاريع السياحية التي تديرها بلدية المعراض، فضلا عن أن البلدية ستجهز البنية التحتية للمشروع، إذ ستزيل الصخور وتجهز الموقع وتركب وحدات لجمع النفايات ومتابعة أعمال تنظيف الموقع، ليكون الموقع جاهزا لاستقبال الزوار.
وتوقع الرماضنة، تشغيل الموقع مع بداية فصل الربيع المقبل، وهي الفترة التي يبدأ فيها موسم السياحة الداخلية في المحافظة، لاسيما وأن الزوار يفضلون السياحة البيئية لأنها مجانية، غير أن المتنزه وفر خدمات سياحية للزوار في الموقع.
وقال، إن المتنزه سيحافظ على ما تبقى من مساحات حرجية في غابات دبين، كانت تتعرض للضرر باستمرار جراء ظاهرة التنزه العشوائي، ويحافظ تنظيم عمليات التنزه على الغابات والأشجار المعمرة من العبث والتخريب.
ولفت الى أن التنزه العشوائي خلف آلافا من أطنان النفايات، اذ تحتاج إلى مئات العمال يوميا لإزالتها، مبينا أن المتنزه يسهم بتخفيف حجم النفايات العشوائية التي سببت تشوهات بصرية وصحية واقتصادية في الغابات.
وبين الرماضنة، أن المتنزه يقع في أراضي بلدية المعراض التي ستدير الموقع بعد توقيع الاتفاقية مع الجهات المعنية، وتنظيم آلية العمل في الموقع للحفاظ على ديمومته وطبيعته، وحماية الثروة الحرجية فيه.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.