جرش بدورته الـ «35» .. إقامته مرهونة بتحسّن الوضع الوبائي بالأردن

تعكف الحكومة حاليا على دراسة اقامة مهرجان جرش بدورته الخامسة والثلاثين.
اللجنة العليا للمهرجان في حالة انعقاد دائم لتوفير المتطلبات المناسبة لاقامته، كما إن استئناف إقامة المهرجان «مرهون بتحسّن الوضع الوبائي في الأردن»، وجميع الخيارات بشأن إقامته مفتوحة، فيما أهالي جرش يشاركون سنويا بمختلف الفعاليات في المهرجان خاصة السيدات المنتجات والحرفيين والمهنيين، وتسوق منتجاتهم على مستوى العالم في مهرجانهم السنوي، وبعد التبعات الصحية والاجتماعية والنفسية التي خلفتها الجائحة أصبح الزوار والسياح بأمس الحاجة لهذه المناسبات الاجتماعية والثقافية والفنية التي تعمل على معالجتهم النفسية من آثار الجائحة.
فنانون وندوات
مصادر رجحت في حالة اقامة المهرجان اسماء عدد من الفنانين والفنانات العرب «المتوقع» مشاركتهم في المهرجان ومنهم الفنانة ماجدة الرومي- لبنان، الفنانة نجوى كرم-لبنان، الفنان جورج وسوف- سوريا، الفنان حسين الديك- سوريا، سيف نبيل- العراق، مي فاروق – مصر، وعدد من الفنانين والموسقيين الأردنيين، وفرق عربية وأجنبية وغيرهم، فيما أن فعاليات مهرجان جرش 35، يشمل في برنامجه الثقافي العديد من الفعاليات، ففي افتتاحه لمهرجان الشعر «دورة جريس سماوي» تعقد جلسة وندوة تذكارية عن الراحل الشاعر جريس سماوي وشهادات ابداعية يحكيها مبدعون من الدول العربية وقراءات من شعر جريس سماوي، وفي ملتقى جرش النقدي حول الرواية تقام جلسات عن «عمان والقدس في الرواية الاردنية»، والجدل السياسي والتاريخي» جماليات أسلوبية، كما تقام ندوات عن الدراما والأفاق الجديدة، ويتم اختيار الفائز بجائزة مهرجان جرش للرواية الاردنية عن مجمل الأعمال.
الوضع الوبائي
بدوره كان أكد المدير العام لمهرجان جرش أيمن سماوي في تصريحات صحفية مؤخرا، إقامة فعاليات المهرجان نهاية شهر أيلول الحالي، وأن تحديد الطاقة الاستيعابية للمسرح في المهرجان ستكون وفق الوضع الوبائي بعد مناقشتها اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وبأنه في حال كان الوضع الوبائي مستقرا سيكون المهرجان كعادته على المستوى العربي والدولي، مشددا على أنه تجري الاستعدادات حاليا والتحضير للمهرجان، وأن «المهرجان سيعيد الفرح والبسمة لكل أهلنا وشعبنا وزوار الأردن».
نراقب الوضع
بدوره صرح عضو اللجنة الوطنية لمعالجة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور بسام حجاوي، إن مهرجان جرش يعتبر ضمن المنشآت والفعاليات السياحية المتضمنة لخطط الحكومة لفتح القطاعات التي بدأت في الأول من شهر أيلول الحالي، مؤكدا أن إقامة المهرجان ستكون ضمن بروتوكول صحي ليتناسب مع الوضع الوبائي، وأن الحكومة لا تزال تراقب الوضع الوبائي عن كثب لتتمكن من استكمال خطتها في ظل ظروف وبائية غير مستقرة على المستوى العالمي لفيروس كورونا.
وأكد حجاوي، على وجود بروتوكول خاص للمهرجان سيتم تأكيده و إقراره من قبل لجنة الأوبئة تمهيدًا لإعلان الحكومة للفتح الشامل في أيلول الحالي، مبينًا أن البروتوكول الصحي جاء لتنظيم الدخول للمهرجان من خلال تقييم مستمر أسبوعي إلى حين إصدار الحكومة قرارها في تنفيذ خطتها، وأنّ الوضع الوبائي للأردن حاليا تحت سيطرة النظام الصحي وخطة الحكومة الأولى والثانية ناجحة مع الاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوّة للفتح الآمن، الأمر الذي يزيد من نسبة الجرعات والتحصين والالتزام بإجراءات السلامة العامة.
وكان اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين أكد في بيان له، حرص إدارة المهرجان على المشاركة الفاعلة لأعضاء اتحاد الكتاب من المبدعين في شتى صنوف الآداب والثقافة، وثمن الاتحاد لإدارة المهرجان بإطلاق «دورة جريس سماوي» على البرنامج الثقافي للمهرجان في دورته الحالية التي سوف تقام خلال الفترة المقبلة وذلك حسب الحالة الصحية التي نتمنى أن تسمح بإقامة الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية، مع زيادة عدد المشاركين من اعضاء الاتحاد ليصل إلى 43 عضو سوف يشاركون في امسيات شعرية في مقر الاتحاد في العاصمة وكذلك في الامسيات الشعرية في المجتمعات المحلية، وايضا في الندوات الفكرية في المركز الثقافي الملكي، وفي المكتبة الوطنية حيث يشاركون في ندوات حول الحركة الثقافية خلال مائة عام في ذكرى مئوية الدولة، وكذلك في المحافظات الاردنية حيث يشارك الاتحاد في قاعة البلدية بالمفرق، وفي مركز الملك عبدالله بالزرقاء وفي مركز الشابات المسيحيات بمادبا، وكذلك في السلط بمؤسسة إعمار السلط في حراك ثقافي فريد لهذا العام.
وكانت وزارة الثقافة جمدت في عام 2020، فعاليات مهرجان جرش بسبب ازدياد تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا وقتها، حيث كان من المقرر إقامته بحفل رمزي حيث يتم افتتاح واختتام الفعاليات خلال ساعة دون جمهور مع الالتزام بالتدابير الصحية الوقائية، وأن «دور وزارة الثقافة حاضر وسيكون عليها دور كبير في بث الروح الإيجابية بين أبناء المجتمع خاصة في ظل ما تركته جائحة كورونا من أثر على المجتمعات».
ويعتبر أهالي جرش  أن مهرجان جرش للثقافة والفنون هو رئة المحافظة، وهو الحدث العالمي المهم الذي ارتبط بها منذ عشرات السنين، وهو المنقذ الاقتصادي الذي تستفيد منه سيدات جرش وجمعياتها وسوقها الحرفي ومختلف المطاعم السياحية والشعبية ومحطات المحروقات، فضلا عن مشاركة نخبة من أبناء المحافظة فيه من مثقفين وإعلاميين وشعراء وتجار وهيئات شبابية وتطوعية مختلفة، وبإنه من الضروري في حال تم إقامة مهرجان جرش هذا العام إذا سمحت الظروف الوبائية بإقامته ضمن البروتوكول الطبي الموصى به، خاصة وأن المهرجان هو بوابة الثقافة في جرش، وان يتم العمل على تنمية وتطوير مواهب المثقفين في جرش من الشعراء والأدباء والعلماء، والفرق الشعبية والشبابية، والمراكز الثقافية والشبابية.
يذكر ان مهرجان جرش كان توقف مرة واحدة فقط منذ انطلاقته عام 1981 وذلك في العام 2007 ليحل محله مهرجان الأردن الذي انطلقت فعالياته في صيف العام 2008 في عمان ومدينة جرش الأثرية «شمال عمان» ومدينة البترا الأثرية «جنوب المملكة» وعلى شاطئ البحر الميت، لكن المهرجان استؤنف في العام 2011 وحتى اليوم، فيما يقام المهرجان الذي تأسس عام 1983، في مدينة جرش الأثرية الواقعة على بعد 42 كيلومتراً من العاصمة عمان، ويتميز بإحياء الفنون الفلكلورية الأردنية ومزجها بالمواهب الشابة الجديدة، كما يجذب في كل عام كبار الفنانين والمثقفين والشعراء من مختلف الدول العربية، ليقدموا حفلات غنائية ويشاركوا في الندوات والأمسيات وورش العمل المتخصصة.

حسام عطية/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة