جرش.. ترميم أقدم مبنيين تراثيين وآمال بتعزيز النشاط السياحي

تشكل السياحة في أي دول من دول العالم المختلفة، أحد الأعمدة الرئيسة في بناء الاقتصاد الوطني، وتعتبر هدفا رئيسا لأي حكومة تفكر جديا، وبكل اهتمام، بتنشيط عجلة الاقتصاد من خلال ما تمتلكه الدولة من أماكن سياحية، أكانت تاريخية أم تراثية أم دينية.

وتسعى وزارة السياحة والآثار إلى تعزيز النشاط السياحي في مدينة جرش الأثرية، لما تمتلكه من مقومات، وميزات مناخية وجغرافية، من شأنها أن تعود بالنفع الإيجابي على المدينة وقاطنيها بشكل خاص، والوطن بشكل عام.

وتعمل مديرية محافظة سياحة جرش بهذا الخصوص، جاهدة لتحقيق عدة أهداف من شأنها النهوض بالسياحة بشكل عام في هذه المنطقة، أولها وأهمها: إطالة مدة إقامة السائح داخل المدينة الأثرية، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتنشيط المسارات السياحية، ثم تعزيز الاستثمارات السياحية الأخرى، والتي تنفذ بالشراكة مع القطاع الخاص.
وطالما أكد مهتمون بالشأن السياحي أن هناك علاقة طردية ما بين نشاط الحركة السياحية، وتعزيز الأوضاع الاقتصادية، إذ تسهم بطريقة أو أخرى بتخفيف معدلات البطالة وبالتالي أرقام الفقر، فهناك أدلاء سياحيين يعملون طالما هناك سياح، كما أن تجار السوق الحرفي وعامليه يستفيدون، فضلا عن المحال والمطاعم والاستراحات الأخرى.
ومن أجل تعزير السياحة في مدينة جرش، فقد قامت الجهات المعنية بإنجاز عدة مشاريع سياحية، فضلا عن ترميم وصيانة، أقدم البيوت التراثية في مستوى المملكة، وهما: قصر الباشا في بلدة سوف، والبيت العثماني داخل المدينة الأثرية، وذلك لغايات استثمارهما بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص.
ولم يتم استثمار هذين البيتين التراثيين، رغم أن عمر بنائهما يزيد عن الـ120 عاما، ومستملكين منذ عشرات الأعوام لوزارة السياحة والآثار، لا بل قد تحولا، خلال الفترة الماضية، إلى “مكب” نفايات، ومراع للأغنام.
بدوره، يقول مدير سياحة جرش، فراس الخطاطبة، إن مشروع ترميم البيت العثماني، الذي تم استلامه بداية العام الحالي، تكفل مجلس محافظة جرش بقيمة “الترميم”، والبالغة 100 ألف دينار.
وأضاف أنه سيتم طرح عطاء استثمار البيت العثماني، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص، فيما سيتم تحديد طبيعة الاستثمار، بعيد إجراء الدراسات الكاملة والشاملة للمشاريع المتاحة، ومدى الاستفادة منها، وتناسبها مع طبيعة الموقع الأثري.
وأوضح الخطاطبة أن من أحد الأهداف الرئيسة لهذا المشروع، المطل على الوسط التجاري داخل مدينة جرش، هو إطالة مدة إقامة الزائر أو السائح، والتي كانت لا تتجاوز الساعتين في أفضل حالاتها.
وتوقع افتتاح مشاريع سياحية أخرى، من قبيل مطعم سياحي تراثي، أو متحف، أو معرض تسويقي، أو معرض لـ”السوفونير”، وذلك  بالقرب من البيت العثماني، الذي يعتبر من أهم المشاريع، التي تسهم في دمج المدينة الأثرية بـ”الحضرية”، خصوصا بعد تشغيل مسار وادي الذهب.
وفيما يتعلق بمشروع صيانة وترميم وتحديث قصر الباشا في بلدة سوف، بين الخطاطبة أن نسبة الإنجاز بلغت ما يقرب من الـ95 %، مضيفا أن تكلفته الإجمالية تبلغ نحو 195 ألف دينار، جزء منها من مخصصات موازنة محافظة جرش، والجزء الآخر من موازنة وزارة السياحة والآثار.
وقال الخطاطبة إن “قصر الباشا” يعتبر أيقونة سياحية، ومن أهم المشاريع في محافظة جرش، كونه يمثل أهم مبنى تراثي وتاريخي في المدينة الأثرية، مضيفا أن ترميمه وصيانته سيكون له أثر إيجابي يعود بالنفع على الحركة السياحية بشكل عام، وتطوير العمل السياحي وجذب أعداد أكبر من الزوار والسياح للموقع وللمسارات السياحية الأخرى التي يشملها المشروع.
وتوقع أن يتم استلام هذا المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة، ليتم بعدها طرح عطاء الاستثمار بـ”قصر الباشا”، وبالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص أيضا، وذلك بما يتناسب مع طبيعة الموقع والعمل والنشاط السياحي في محافظة جرش.
وما تزال الحركة السياحية في قمة نشاطها داخل المواقع الأثرية في جرش، حيث تجاوز عدد الزوار حتى نهاية الشهر الماضي 200 ألف زائر، أكان محليا أم أجنبيا، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأعداد خلال عطلة الصيف، وعودة المغتربين، وبدء موسم المهرجانات الدولية والعربية، على ما أضاف الخطاطبة .

الغد/صابرين الطعيمات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة