جرش.. لماذا تترك أعشاب الربيع لتجف وتصبح وقودا لحرائق الغابات؟

جرش– تتجدد المخاوف من استمرار ترك الأعشاب التي تنمو بكثافة بين غابات جرش، خلال فصلي الشتاء والربيع، وعدم إزالتها قبل جفافها وتحولها لوقود الحرائق صيفا، فيما هذا العام، يدق مهتمون بالشأن البيئي جرس الإنذار مبكرا، في ظل موسم ربيعي يبدو مختلفا، وشهد نموا كثيفا للأعشاب التي ستكون خطرا كبيرا على الغابات بعد أقل من شهرين، عندما تجف وتصبح أكثر قابلية للاشتعال.

ويحذر هؤلاء المهتمون، من أن ترك الأعشاب خلال هذه الفترة يعني صعوبة إزالتها لاحقا، مؤكدين ضرورة أن تسارع الجهات المعنية بوضع خطط لمعالجة هذا الخطر.

في المقابل، تؤكد مديرية زراعة جرش أن أعمال إزالة وتنظيف الأعشاب، ستبدأ بعد عطلة عيد الفطر المقبل، مباشرة، موضحة أن الانتظار عائد لعدم تعيين عمال لهذه الغاية حتى الآن.
ويطالب الخبير السياحي ورئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، بضرورة أن يتم عمل حملات لجمع النفايات وتنظيف الأعشاب والحشائش قبل بدء الموسم السياحي بالغابات، حتى تسوق هذه المواقع السياحية بشكل سليم، وتكون بكامل جاهزيتها، ولا تشكل خطرا على الزوار، خاصة خطر الحرائق بعد إشعال النيران من قبل المتنزهين وتركها بعد انتهاء التنزه.
وأوضح أن التوجه السياحي العالمي حاليا نحو السياحة البيئية وسياحة المغامرات وسياحة المسارات، وتعتبر غابات ومحميات محافظة جرش هي نقطة انطلاق، وهي وجهة سياحية بيئية نشطة نظرا لمناخها وتوسطها بين المحافظات.
وأوضح أن هذه الأعشاب قنابل موقوتة إذا تركت بدون تنظيف، وجفت، مبينا أن مجلس المحافظة رصد مخصصات مالية لزراعة جرش ومديرية السياحة ومديرية الآثار لغاية تعيين عمال على نظام المياومة والبدء مبكرا بتنظيف الأعشاب والحشائش.
في هذا الخصوص، يقول مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة إن حركة التنزه البيئي وسياحة المغامرات وسياحة المسارات ستبدأ بعد عطلة العيد مباشرة، وقد ساعدت المنخفضات الجوية الأخيرة على نمو الأعشاب والحشائش بشكل كثيف وعلى امتداد مساحات واسعة.
ولفت إلى أن مديرية الزراعة بجرش بدأت بحراثة جوانب الطرقات لإزالة الأعشاب بواسطة “تراكتور” واحد ولم يتم تعيين عمال حتى الآن على نظام المياومة لغاية البدء بعمليات تنظيف الأعشاب من المواقع الحيوية يدويا.
وأكد الحراحشة أن تعيين العمال سيكون بعد عطلة العيد، ولن يقل عددهم عن 20 عاملا، وسيتم توزيعهم على المشاتل ومواقع أخرى، كما سيتم إيكالهم مهمة تنظيف الأعشاب والحشائش في مواقع التنزه والمواقع القريبة من الغابات وجوانب الطرق.
وأوضح أن قسم الحراج يقوم حاليا بزراعة 4 آلاف شتلة حرجية في المصطبة و4 آلاف شتلة حرجية في بلدة بليلا ضمن مشاريع التحريج التابعة للمنظمات الدولية، ويعمل في كل مشروع 35 عاملا على موازنة المنظمات.
ويعتقد أن حركة التنزه ستبدأ بالتحسن تدريجيا بعد ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم السياحة الداخلية بالأخص إلى محافظة جرش التي تتميز بغاباتها ومناخها ومحمياتها الطبيعية، متوقعا ان يتجاوز عدد الزوار الآلاف في عطلة نهاية الأسبوع، ما يتطلب جهودا أكبر للسيطرة على وضع النظافة والأعشاب والحشائش في غابات جرش، والتي بحاجة إلى جهود مشتركة من البلديات والأشغال والمؤسسات الأهلية والأندية الشبابية والجمعيات والمتطوعين.
بدوره، قال الناشط المهندس خلدون عتمه، إن محافظة جرش تتميز بغاباتها الجميلة والتي تتعرض للحرائق سنويا وآخرها حريق غابات وديان الشام العام الماضي، والذي أتى على مئات الدونمات واستمر لعدة أيام.
وبين أن من أهم أسباب انتشار الحرائق الأعشاب الجافة والشجيرات التي تشكل بيئة خصبة للحرائق وتساهم في انتشارها بسرعة كبيرة.
ولفت إلى ضرورة أن تنفذ الجهات المعنية مبادرات إزالة الأعشاب والحشائش وتنظيف الغابات والطرقات وممرات التنزه وتعشيبها حاليا قبل جفافها وقبل نمو كميات ومساحات أوسع يصعب السيطرة عليها فيما بعد، سيما وأن الغابات ومواقع التنزه ممتدة على مساحات واسعة في جرش، ويجب السيطرة عليها في أسرع وقت.

 صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة