جرش: مبادرات توعوية ومنظومة مراقبة لحماية الآثار من العبث
جرش – أطلقت العديد من الهيئات الرسمية والأهلية في محافظة جرش مبادرات تهدف للحد من ظاهرة العبث بالمواقع الأثرية، وتوعية المواطنين والزوار بقيمتها التاريخية السياحية والاقتصادية.
وتأتي هذه المبادرات بالتزامن مع منظومة من الإجراءات والمشاريع التي تنفذها وزارة السياحة داخل الموقع الأثري بجرش، بقصد حمايته من العبث.
وأكد قائمون على هذه المبادرات أن الهدف الرئيس منها هو حماية الآثار من العبث بمختلف أشكاله وأبرزها الكتابة عليه بالطلاء كما حصل الاسبوع الماضي أو البحث عن الدفائن أو افتعال الحرائق فيها أو تكسير الآثار وتدميرها أو الإعتداء على أرضيتها، لاسيما وأن مدينة جرش تضم أكبر المدن الأثرية الرومانية على مستوى العالم ويزورها آلاف الزوار سنويا وخاصة في هذه الفترة التي تعتبر ذروة الموسم السياحي.
وتهدف المبادرات التي تطلق يوميا بالموقع الأثري إلى توعية المواطنين والزوار بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها من العبث والتدمير لنقل صورة حضارية عنها وتسويقها عبر مختلف دول العالم والاستفادة من الحركة السياحية فيها والمهرجانات التي تقام فيها سنويا.
وكان الموقع الأثري قد تعرض للعبث الأسبوع الماضي من خلال الكتابة على الأعمدة والأثار بالطلاء مما سبب تشوها بصريا وتاريخيا وحضاريا في الموقع وتحول الاعتداء إلى قضية رأي عام في الوقت الذي فتحت فيه الجهات الأمنية تحقيقا بالحادث وقد تم إلقاء القبض على الشخص الذي قام بالعبث بالموقع الأثري والكتابة على الآثار بألفاظ نابية، في حين عمدت الجهات المعنية على معالجة الاعتداء مؤقتا بالطين لحين معالجته بطريقة فنية تحافظ على قيمة الآثار وتاريخها.
وأطلقت مديرية شرطة جرش الأسبوع الماضي مبادرة بعنوان ” آثارنا تاريخنا وهويتنا” بالتعاون مع مديرية التربية ومديرية السياحية وجمعية سيدات جرش بهدف تعريف المجتمع المحلي بأهمية وقيمة الآثار وضرورة الحفاظ عليها وقد تم خلال المبادرة توزيع المنشورات والأعلام الأردنية على زوار الموقع الأثري.
وقال نائب مدير شرطة جرش فرحان العموش إن العبث الذي حصل في الموقع الأثري الأسبوع الماضي مرفوض وهو عمل مستنكر وغير مسؤول ويشوه صورة الموقع الأثري، لاسيما وأن مدينة جرش من أكبر المدن الأثرية على مستوى العالم.
وأوضح أن المبادرة التي أطلقت هدفها الأول هو الحفاظ على الآثار ورعايتها والحرص على تسويقها عبر العالم بصورة وطريقة لائقة وحضارية تعكس صورة الشعب الأردني عامة والجرشيين بشكل خاص، والذين لن يسمحوا بالعبث بالموقع الأثري بأي شكل.
ودعا الناشط نصر العتوم الى أن تتعاون كل الجهات المعنية في سبيل إطلاق المزيد من المبادرات الشبابية والرسمية والأهلية التي بهدف تنظيف الموقع الاثري وإزالة الأعشاب والحشائش الموجودة فيه والتي قد تتحول إلى وقود لنشوب الحرائق أو تكاثر الحشرات والقوارض والزواحف، ما يشكل خطرا على الزوار.
وأوضح أن هذه الفترة وهي مرحلة التعافي من آثار الجائحة تشجع الزوار على دخول الموقع الأثري من مختلف دول العالم في الاسابيع المقبلة، فضلا عن عودة المغتربين وبدء موسم المهرجانات ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار اليومي الآلاف، ويجب أن تظهر المدينة الأثرية بأجمل صورة وأبهى طلة تعكس ثقافة وحضارة وتاريخ الشعوب التي مرت فيها وما تزال تحافظ عليها.
ويعتقد العتوم أن ظاهرة العبث بالموقع الأثري تتكرر سنويا ومن أنواع العبث البحث عن الدفائن وتدمير الآثار والكتابة بالطلاء عليها في عدة مواقع، فضلا عن الاعتداء على أراضي الآثار من قبل المطاعم السياحية.
إلى ذلك قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة إن المبادرات الشعبية والأهلية التي تنفذ بالموقع تساهم في خدمة الموقع الأثرية والحفاظ على الآثار وتسويق الموقع عالميا، كون الحركة السياحية في ذروتها هذه الفترة وقد تجاوز عدد الزوار 45 ألف زائر من بداية العالم لغاية الآن ومن المتوقع أن يتضاعف العدد بشكل كبير في الأشهر القليلة المقبلة.
وبين أن وزارة السياحة تنفذ على مدار العام مبادرات متعددة تهدف كذلك للحفاظ على نظافة الموقع والترحيب بالزوار وإقامة الفعاليات المختلفة التي تجذب الزوار يوميا إلى الموقع.
وبين الخطاطبة أن وزارة السياحة ستقوم هذا العام وضمن منظومة المشاريع التطويرية للمواقع الأثرية بطرح مشروع صيانة وترميم السياج للحد من دخول العابثيين بطريقة غير منظمة وطرح مشروع البوابة الإلكترونية وهو يهدف إلى دخول الزوار وخروجهم بطرق آمنة ومنظمة ومشروع كاميرات المراقبة وسيتم تنيفذ هذه المشاريع وجملة من المشاريع الأخرى على موازنة هذا العام خلال الشهور المقبلة.
ويعتقد الخطاطبة أن هذه المشاريع ستسهم في الحد من دخول العابثين إلى الموقع ومراقبة حركة الزوار داخله على مدار الساعة، فضلا عن عمل موظفين السياحة وموظفين الآثار والأجهزة الأمنية في الموقع ومراقبة سلامة الزوار.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.