جرش.. مشاريع نسائية تصطدم بقلة التدريب وضعف التسويق
جرش- تواجه مئات من السيدات في محافظة جرش، ممن توجهن إلى العمل في المهن اليدوية والزراعية والتجميلية والغذائية سعيا لتوفير مصادر دخل ثابتة لأسرهن، تحدي قلة التدريب والتمكين، الأمر الذي يحول دون قدرتهن على تطوير وتوسيع عملهن وتسويق منتجاتهن.
وتعمل تلك السيدات في العديد من المهن، أبرزها صناعة الإكسسوارات، أو تهديب الشماغ الأردني، أو حياكة الملابس من الصوف، أو صناعة أنواع معينة من الأغذية وممارسة مهنة التسويق الإلكتروني.
وتعتمد السيدات المنتجات في مشاريعهن المنزلية على وسائل التواصل الاجتماعي في التدريب والتأهيل والتسويق لغياب كامل للمؤسسات التدريبية والجهات الإقراضية التي تمول هذا النوع من المشاريع التي يعتمد عليها آلاف الأسر.
وتحولت هذه المشاريع المنزلية النشطة إلى مصادر رزق ثابتة ومصانع إنتاجية مصغرة توفر فرص عمل وتكسب السيدات مهنة وخبرة، وخاصة خريجات الجامعات المتعطلات عن العمل لعشرات السنين، حيث تعد المشاريع التي تدار من داخل المنازل شريكا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قرى وبلدات محافظة جرش.
وقالت السيدة المنتجة مريم بني حمدان، إنها استطاعت الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في التدريب على صناعة الإكسسوارات بمختلف أنواعها، واعتمدت على هذه الحرفية في توفير مصدر رزق لأسرتها التي كان دخلها لا يزيد على 250 دينارا، وارتفع بعد عملها ليصل إلى 600 دينار، مما انعكس إيجابا على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرتها المكونة من 8 أفراد، أغلبهم على مقاعد الدراسة.
وأضافت بني حمدان، أن من أكبر التحديات التي تواجهها العاملات في هذه المهن؛ قلة التدريب والتسويق وتطوير العمل بما يتناسب مع متطلبات الحياة والتطور السريع فيها، إذ لم تجد أي مؤسسة تدربها على مهنتها، مما دفعها للاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في التعلم وشراء مستلزمات العمل الأساسية.
من جانبها، قالت دانا العياصرة إنها لجأت إلى البحث عن مهنة توفر لها دخلا ثابتا بعد عدم تمكنها من الحصول على وظيفة في تخصصها الجامعي لعشرات السنين، فتدربت على صناعة “الجاتوهات” بمختلف أشكالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وطورت عملها في فترة قصيرة، ورغم نجاحها، لم تجد أي مؤسسة تمويلية تدعم عملها أو تقدم التدريب المناسب.
وأشارت العياصرة، إلى أن المشاريع الإنتاجية للأسر ذات الدخل المحدود هي مصدر رزق مهم تعتمد عليه الأسر لتغطية جزء من احتياجاتها، وهذه المشاريع، التي تدار وتعمل فيها السيدات، تستفيد من الحركة السياحية في محافظة جرش لتسويق منتجاتها.
وفي سياق آخر، قالت جمانة الكردي إنها تعمل في مهنة صناعة الصابون ومنتجات التجميل المختلفة، وتلقت تدريبا وتأهيلا على يد خبراء لفترات طويلة، لكنها توقفت عن التطوير بسبب توقف برامج التدريب بعد جائحة كورونا.
وأكدت الكردي، أنها بحاجة إلى تطوير عملها وتوسيع نشاطها، حيث توفر فرص عمل لسيدات المجتمع المحلي وتدير معملا مصغرا في منزلها.
وطالبت بإعادة تنظيم المهرجانات والبازارات التسويقية التي كانت توفر فرص تسويق للمنتجات، فضلا عن ضرورة توفير تمويل لهذه الحرف لتوسعتها وتنشيطها.
من جهتها، أكدت يسرية العياصرة، رئيسة جمعية سيدات ساكب، أن معظم أعضاء الجمعيات الخيرية والتعاونية، من السيدات اللواتي يعملن في إنتاج الصناعات الغذائية والمشغولات اليدوية، مؤكدة في الوقت ذاته، أن السيدات بحاجة إلى وسائل تسويقية جديدة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا تمتلكها معظم السيدات العاملات.
أما نبيلة أبو غليون، رئيسة جمعية سيدات نجدة والحسينيات، فأكدت، من جهتها، أن المشاريع الإنتاجية للسيدات نشطة في القرى والبلدات وتوفر فرص عمل من خلال مشاغل مصغرة داخل المنازل، مشيرة إلى أن السيدات يفضلن العمل الفردي لضمان تحقيق دخل أكبر، رغم أن الجمعيات الخيرية توفر التدريب والتطوير اللازمين.
وترى أبو غليون أن هذه المشاريع بحاجة إلى معارض دائمة ومهرجانات لتسويق المنتجات بأسعار تغطي تكاليف الإنتاج.
التعليقات مغلقة.