جرش: مطالب بعودة برنامج الحراثة المجاني للحد من الحرائق
يطالب مزارعون في محافظة جرش، مديرية زراعتهم بإعادة العمل في برنامج حراثة الأراضي الزراعية مجانا، للحد من نمو الأعشاب والحشائش، التي يشكل انتشارها ونموها بيئة خصبة لنشوب الحرائق في الصيف المقبل، بخاصة في الأراضي الزراعية القريبة من الأحراش والغابات، وتتسبب باشتعال الحرائق هناك سنويا.
وأشاورا الى أن مثل هذا الاجراء، سيخفف على المزارعين تكاليف حراثة أراضيهم، ويسهم بالحد من حرائق الأشجار والغابات.
وأكد مزارعون، ان انهيار الأسعار وتكدس محاصيلهم وعدم تسويقها كالسابق، بخاصة زيت الزيتون، وما خلفته جائحة كورونا من أضرار اقتصادية، تعجزهم عن حراثة أراضيهم أو تقديم أي شكل من أشكال الرعاية لها، بخاصة تقليم الاشجار وتعشيبها وتسميدها، وهي من الخدمات التي تحتاجها الأشجار لضمان جودة محاصيلها في الموسم المقبل، وتخلصهم من الأعشاب والحشائش التي تهدد المزارع بالحرق في حال ارتفاع درجات الحرارة وبدء جفافها.
المزارع امجد الحراحشة، قال إن معظم مزارعهم في القرى والبلدات التابعة لبلدية النسيم، قريبة من الغابات والأحراش، مشيرين الى أن نمو الأعشاب والحشائش سيهدد الغابات المجاورة لها بالاحتراق، بخاصة وانهم غير قادرين على حراثة الأراضي الزراعية، بسبب الظروف القاهرة التي يعيشونها جراء عدم تمكنهم من تسويق منتجاتهم، وانخفاض أسعارها، لافتين الى أن تكاليف قطافها والعمل بها أدت الى خسارتهم.
وبين أن الخطر المقبل، هو الحرائق التي تهدد الغطاء النباتي في محافظة جرش، وتحديدا في القرى والبلدات القريبة من الغابات كبلدتي سوف وساكب.
وتمنى الزبون على مديرية زراعة جرش، حراثة الأراضي الزراعية القريبة من غاباتهم لحمايتها من الحرائق، لعدم امكانية المزارعين ماليا حراثة أراضيهم، بخاصة وأن مديرية الزراعة أوقفت حراثة الأراضي الزراعية مجانا للمزارعين منذ 5 سنوات.
وقال المزارعون، إنهم كانوا يعتمدون على مردود موسم الزيتون لصيانة اراضيهم وحراثتها وتسميدها وتقليمها، وهذه الأعمال تحتاج إلى تكلفة مالية، لكن عجزهم عن تسويق منتجاتهم من زيت الزيتون، برغم تخفيض أسعاره لأكثر من 40 % عن السنوات الماضية، حرمهم من تأهيل أراضيهم.
وقال المزارع مصطفى العتوم، إن موسم الزيتون من المواسم التي ينتظرها المزارع سنويا بفارغ الصبر، لتيمكن عن طريق مردوده من تغطية تكاليف الإنتاج والعمل الزراعي والديون المتراكمة عليه، وصيانة مزرعته، لكن هذا العام لم يتمكن من تسويق زيته، ما جعله مكدسا في المستودعات، فتركت الأراضي بدون حراثة أو رعاية.
وأوضح أن ترك الأراضي الزراعية بدون اهتمام، ومع بدء تساقط الأمطار، يزيد من الأعشاب والحشائش التي تؤثر على نوعية وجودة الثمر في الموسم المقبل، فضلا عن ضرورة تسميدها وتقليمها حاليا، وحاجتها لمزيد من المواد الزراعية لتغذية التربة والشجر.
وأوضح المزارع خالد العجوري، أنه عاجز في هذا العام عن حراثة أرضه، لعدم قدرته المادية على دفع تكاليف الحراثة، ولن يستطيع خدمة أشجاره، إلا بعد تسويق منتجاته من زيت الزيتون التي وصل عدد صفائحها المكدسة عنده الى 22 صفيحة.
وأضاف أن حاله كحال مئات من المزراعين غير القادرين على تقديم أي شكل من اشكال الرعاية الزراعية لحقولهم، لتكدس منتجاتهم من زيت الزيتون لموسميين متتالين في المستودعات لعدم تسويقها.
وناشد وزارة الزراعة بتوفير آليات لحراثة الأراضي الزراعية، بخاصة وأن تركها بدون حراثة ونمو أطنان من الأعشاب والحشائش فيها، يزيد من خطورة اشتعال الحرائق الصيف المقبل.
رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة جرش المهندس فايز الحراشحة، قال إن المديرية، أوقفت برنامج الحراثة منذ 5 سنوات، والمزارعون يحرثون اراضيهم الزراعية على نفقتهم الخاصة.
وأوضح أنه الأراضي الزراعية، بحاجة للحراثة مرتين في العام الواحد، مرة بعد انتهاء القطاف وقبل بدء تساقط الأمطار، لضمان اشباع التربة بمياه المطر، والثانية مع بدء نمو الأعشاب والحشائش، حرصا على التخلص منها في الموعد المحدد والحد من نموها وتكاثرها قبل فصل الربيع.
ودعا الحراحشة، مزارعي المحافظة بحراثة الأرض الزراعية في المواعيد المحددة لضمان الحفاظ على جودة ونوعية المنتج الزراعي.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.