جرش: مطالب بمسار سياحة دينية لمواقع عريقة

تزدهي محافظة جرش بمعالمها الدينية التاريخية، من مساجد ومقامات ومزارات دينية وكنائس ومعابد، تضاف الى ما تتمتع به مدينتها الآثارية الرومانية من حضور على الخريطة السياحية العالمية، لتشكل المحافظة ضمن منظومة معالمها، منطقة سياحية بامتياز، دفعت كثيرا من المعنيين للمطالبة بتنفيذ مسار سياحي للمواقع الدينية فيها.
ولفتوا الى أن هذه المعالم لا تقل أهمية عن باقي معالم المحافظة الآثارية، وتستحق أن تشمل بمسار سياحي مستقل، أو مدموج مع مسارات موجودة اصلا.
وقال مدير اوقاف جرش فراس ابو خيط، إن جرش ثاني أكبر منطقة سياحية في المملكة، تضم الى جانب المدينة الرومانية، مواقع دينية تاريخية بعضها يقارب عمر المدينة الرومانية، ما يصبغها بأهمية كبرى، تتطلب تفعليها في نطاق السياحة الدينية، وشمولها ببرامج المسارات السياحية.
وبين أبو خيط، أنه جرى ترميم وصيانة مقام النبي هود في المدينة، عن طريق اللجنة الملكية لصيانة وترميم وتأهيل مقامات الصحابة، كما وتنتشر في بلداتها مساجد تاريخية في ريمون والكتة وجرش وغيرها، ويصل عمر بعضها الى مئات السنين، وما تزال تحافظ على جاذبيتها.
ورأى أن المعنيين بالسياحة الدينية والسياح الذين يهتمون بالتعرف على مواقع دينية قديمة، يؤكدون على المزايا المعمارية التاريخية الإسلامية والمتنوعة للمساجد ودور العبادة والمقامات التاريخية في جرش، ويتطلعون الى تنشيطها طوال العام، واستثمار أهميتها التاريخية.
وطالب أبو خيط بتنفيذ مسار مستقل للسياحة الدينية كمسارات وادي الذهب وغابات السنديان وأم جوزة، وغيرها، لافتا الى ان مديرية أوقاف جرش، طالبت أكثر من مرة، بالتركيز على الجانب الأثار الديني فيها، والاستفادة من ميزاتها السياحية، في وقت بدأت فيه وزارة السياحة بصياغة أفكار بهذا الخصوص لتطبيق بعضها على أرض الواقع.
مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، قال لـ”الغد”، إن المحافظة تستحق بأن يخصص لها مسار سياحي ديني مستقل، أو دمجه بمسارات موجودة ومفعلة، ما يشجع على تفعيل السياحة في المحافظة، وتمكين السياح والزوار من ارتياد مزيد من مواقعها.
وأكد أن عدد المواقع الدينية التاريخية كبير في المحافظة، وكلها تحمل قيمة آثارية تاريخية وتراثية مهمة، لأنها بنيت في حقب زمنية بعيدة، وهي بذلك لا تقل أهمية عن باقي المواقع السياحية التي ستشملها خطة تطوير السياحة في المحافظة، والتركيز على تطوير بنيتها التحيتة، والاتفاق بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي على تفعيلها.
ويعتقد الخطاطبة بأن هذه مواقع مقام النبي هود ومساجد الحميدي في جرش وبلدة نحلة وريمون القديم ودير السيدة العذراء في دبين، وغيرها من المواقع التي ما تزال تستخدم، ستشكل عامل جذب سياحي للمحافظة، وتفعل تنميتها سياحيا عند انضوائها في مسار سياحي مستقل أو مسار مدموج.
وأوضح أن مديرية سياحة جرش ستتبنى فكرة السياحة الدينية في المحافظة، وستتيح للسياح والزوار فرصا فريدة للتمتع بزيارتها، بخاصة وأن بعض المواقع الأثرية الدينية قريبة من المدينة الرومانية، وهي جزء منها وتمر بها مسارات سياحية أساسا.
وبين أن المديرية رصدت مخصصات لتطوير عمل المسارات السياحية، لأنها تعتبر جزءا من منظومتها المتكاملة، وهي بحاجة للنهوض بها عبر ترميمها وتسويقها.
وأكد الخطاطبة أن المسارات السياحية توفر فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية، وتدمجهم بالعمل في القطاع السياحي، وتنعش عمل الجمعيات الخيرية والتعاونية والهيئات العاملة في السياحة، لذا سيسهم دمج السياحة الدينية بالمسارات لتوفير فرص عمل جديدة في المحافظة.
وبين أن تشغيل المسار الديني الى جانب المسارات الأخرى، سيخلق فرص عمل حيوية، حتى لو كانت بنسبة بسيطة، لكنها ستخفض منسوب البطالة، لافتا الى أن هذا الدمج يحتاج لتدريب وتأهيل العاملين في السياحة بجرش.
وقال عضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن هذه المواقع ما تزال غير مستثمرة سياحيا، ولم يروج لها برغم أهميتها، وامكانياتها في اتاحة تنوع فريد للسياح في المحافظة.
وأضاف زريقات، أن هذه المواقع، يجب دمجها بمسار سياحي، يركز عليها ويسلط الضوء على تاريخها وقيمتها، لاسيما وأنها تدل على التنوع الديني والعرقي الذي شهدته المحافظة في حقب زمنية ماضية.

صابرين الطعيمات/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة