“جفت الزيتون”.. وسيلة آمنة للتدفئة وغير مكلفة لذوي الدخل المحدود
إربد – مع بدء فصل الشتاء بقساوة برودته أصبح الكثير من المواطنين يبحثون عن مصادر للتدفئة بأسعار تكون في متناول اليد وذلك لارتفاع أسعار المشتقات النفطية في ظل أوضاع اقتصادية هشة وتفاقم مشكلتي الفقر والبطالة.
وأكد مواطنون ومختصون في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن كمية قليلة من (الجفت) توضع في صوبات الحطب والمواقد الحجرية قادرة على تدفئة المنزل بشكل كامل، مشيرين إلى أن عمليات تدويره صناعيا تخدم البيئة وتوفر فرص عمل دائمة.
الناطق الإعلامي باسم نقابة أصحاب المعاصر محمود العمري قال: “إن مخلفات الزيتون بعد هرسه أو ما يطلق عليه (الجفت) تعتبر مصدرا مهما للتدفئة وأصبحت ملاذا للكثيرين من ذوي الدخل المحدود من المواطنين”.
وأكد أن استخدام (الجفت) في أغراض التدفئة يوفر وسيلة آمنة للتدفئة ورخيصة الثمن طيلة فصل الشتاء نظرا لتوفر هذه المادة وبكثرة خاصة في محافظات الشمال والتي تشتهر بكثرة أشجار الزيتون ومعاصر الزيت، موضحا أن استخدام (الجفت) وهو بقايا النسيج النباتي وأنوية ثمار الزيتون الصلبة في التدفئة يعتبر تدويرا لهذه المادة بدلا من تركها نفايات ضارة للبيئة”.
وأشار الى أن هذه المادة لها سلبية واحدة مقابل العديد من الإيجابيات، حيث يعتبر ذا رائحة غير محببة عند تقليب (الجفت) وتحريكه لكن في حال استغلاله وتصنيعه له فوائد كثيرة منها إنتاج الأعلاف والأسمدة كونه مادة عضوية، مبينا أن العديد من المعاصر بدأت بتصنيع مادة الجفت على شكل قوالب بعد الانتهاء من عمليات عصر الزيتون في الأردن، ووضعه تحت أشعة الشمس كي يجف ليتم استخدامه في عمليات التدفئة وغير ذلك. وقال: “لوحظ في الفترة الأخيرة تراجع الاعتداءات وتكسير أغصان الأشجار الحرجية في المناطق التي يتم استخدام الجفت فيها للتدفئة”.
وأشار العمري إلى أن ممثلي نقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون في المملكة يطالبون حاليا بإيجاد تشريعات وأنظمة وتعليمات لترخيص معامل مختصة بمادة الجفت، وذلك لتصنيعه والتشجيع على الاستثمار بالصناعات التحويلية لهذه المادة المهمة، الأمر الذي سيوفر فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل وحل مشكلة بيئية، وذلك عن طريق السماح للمعاصر بكبس مادة الجفت المستخرجة وضمن أسس وشروط معينة، لأنه إذا لم تتم معالجته وتم التخلص منه بدون تصنيع فمن الممكن أن يسبب مشكلة بيئية خطيرة بدل أن يكون له منفعة مادية وبيئية.
وبين أن 73 % من الاشجار المثمرة في المملكة هي أشجار زيتون تخدمها 140 معصرة تتحمل كلفا عالية جدا من أجل كبس الجفت وتصنيعه، داعيا إلى السماح بالإبقاء على عملية كبس الجفت في المعاصر وعدم اعتبارها نفايات يجب التخلص منها وهذا يتطلب نقلها من المعاصر إلى أماكن أخرى، علما بأن هذه المعاصر تتحمل كلفا عالية من أجل كبس الجفت وتصنيعه من ماكينات وعمالة وكهرباء وماء وعبوات.
بدورها أكدت المهندسة الزراعية إيمان هزايمة أن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت إقبالا ملحوظا من المواطنين على شراء واستخدام الجفت، نظرا لسهولة اشتعاله والطاقة الحرارية الناتجة عنه والتي تدوم لفترات طويلة وتوفر قدرا هائلا من التدفئة للمنازل. وأضافت، في الوقت الحالي أصبح الجفت من أهم المخلفات بالنسبة لأصحاب المعاصر نظراً لاستخدامه في أغراض عدة بعد تشكيله وكبسه في قوالب خاصة لتسهيل تداوله، الأمر الذي جعل منه مصدر دخل إضافيا وبابا من أبواب الاستثمار في قطاع المعاصر، حيث تتفاوت كميات الإنتاج من هذه المادة تبعاً للموسم الزراعي، مقدرة كميات الجفت المنتجة بآلاف الأطنان سنوياً.
وأوضحت أنه يتم استخدام الجفت حاليا في أكثر من مجال منها لأغراض الدفئة، وإنتاج سماد عضوي في المشاتل، مثلما يضاف إلى المحاصيل لتحسين خواص التربة، كما يعتبر مصدرا للأعلاف حيث يدخل في صناعة المكعبات العلفية ضمن الخلطة العلفية للحيوانات، وفي صناعة الصابون نظراً لاحتوائه على 2-4 % من الزيت، وصناعة الفحم الذي يستخدم للشواء والأراجيل، ويستخدم أيضا في صناعة المبيدات الحيوية لمكافحة الأعشاب، والآفات التي تهاجم المزروعات والأشجار.
وتقول المواطنة ليلى الأسعد: “إنها أصبحت تستخدم الجفت للتدفئة كبديل عن الحطب وفي الطعي وتسخين الماء”. فيما يشير المواطن أحمد عودات إلى أن استخدام الجفت هو الحل والبديل الأمثل في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء أسعار المشتقات النفطية، حيث أن كمية قليلة منه توضع في صوبات الحطب والمواقد الحجرية قادرة على تدفئة المنزل بشكل كامل. إنه وسيلة فعالة ورخيصة الثمن.
وبين مختصون في شؤون الصحة والبيئة أنه لا يوجد أي أضرار تمنع المواطنين من استخدام الجفت في التدفئة، مع مراعاة شروط التهوية بالشكل الصحيح، بخاصة إذا كان في الأسرة مصابون بأمراض الربو والأزمات التنفسية المزمنة.-(بترا)
التعليقات مغلقة.