جمهور الرمثا.. إمتاع وإبداع حتى في مظاهر الاحتفال
– عاشت جماهير الرمثا فرحة كبيرة، ابتهاجا بلقب دوري المحترفين لكرة القدم لموسم 2021، بعد فترة غياب دامت 39 عاما.
جماهير الرمثا الكبيرة المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، لم تكتفِ بالاحتفالات التقليدية، بل سلكت طرقا طريفة في الاحتفال، ابتهاجا بهذا اللقب الغالي الذي طال انتظاره، في مشهد يجسد ذوق هذه الجماهير العاشقة التي وجدت في هذا اللقب، بداية العودة إلى منصات التتويج.
في مدينة الرمثا، توشحت قمصان طلاب المدارس باللون الأزرق، ابتهاجا باللقب، وفي المدارس تحولت أغنية “وعينا عالدنيا.. عالدنيا وعينا.. حب الرمثا عايش فينا” إلى نشيد وطني أيقظ حنينا في قلوب “الرماثنة” عمره سنوات طويلة، بل إن هذه الأغنية أرهقت الكثير من عشاق الرمثا، الذين عانوا عدم القدرة على ترديد هذه الكلمات حتى أثناء النوم… في الرمثا احتفل الرجال والنساء والشباب والأطفال والشيوخ بلقب الدوري، وفي الرمثا تحولت المدينة إلى صالة احتفالات.
أمين سر نادي الرمثا السابق محمد أبو عاقولة، وفي تصريح لـ”الغد”، أكد أن تعدد مظاهر الاحتفال بلقب الدوري، كان شيئا لافتا، يؤكد عشق هذا الجمهور الكبير لفريقه. وأضاف: “في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا، تبنى مجموعة من مشجعي الرمثا، فكرة توزيع “الكباب” الرمثاوي على الطلاب، ابتهاجا باللقب، وفي المساجد تحدث الخطباء عن هذا الفوز مباركين باللقب، وهي أحداث طريفة ولافتة تستحق الإشادة، وتكشف عشق الرمثا “برازيل” الأردن في كرة القدم”.
مصلح أحمد القاطن في مدينة كفرنجة، أكد أن حالة طوارئ عاشها قبل انطلاق المباراة الفاصلة بأسبوع، لافتا إلى أن الأسبوع مر وكأنه عام، بسبب الشوق لتتويج الرمثا المتعطش للبطولات.
وبين أحمد الذي يعمل في الأعمال الحرة، أنه تطوع للعمل في اليوم التالي للمباراة بشكل مجاني، لافتا أيضا إلى أن أحد مطاعم المدينة أعلن عن توزيع الحمص والفلافل مجانا يوم الجمعة الماضي، ابتهاجا باللقب.
ويقول أحمد العاصي صاحب أحد المقاهي، إن الزبائن المتيمين بالرمثا، ظلوا في اليوم التالي يطلبون عرض لقطات لفريق الرمثا، مصحوبة بأغنية “وعينا عالدنيا”، قبل أن يتفاعلوا مع هذه الأغنية بالرقص والدبكة.
المشجع الرمثاوي عمر عبد الجليل، كشف أن صديقه قرر الاحتفال بلقب الدوري على طريقته، من خلال إرسال رسالة لمديره في العمل بطلب إجازة لمدة أسبوع قابل للتمديد، في حال استمرت الاحتفالات في مدينة الرمثا.
احتفالات الرمثا لم تقتصر على محافظات الشمال، بل امتدت إلى محافظات الجنوب، حيث عقدت جماهير الرمثا في تلك المحافظات سهرات وحلقات الدبكة، وسط حضور جماهيري كبير، يعكس جماهيرية النادي في مختلف مدن ومحافظات المملكة.
ومن الأمور اللافتة في احتفالات جماهير الرمثا، أن حافلة الفريق المتجهة من ستاد عمان إلى مدينة الرمثا، عقب التتويج باللقب، احتاجت إلى حوالي 5 ساعات للوصول إلى دوار مدينة الرمثا، حيث أصرت جماهير الرمثا في كل المدن والقرى التي مرت فيها الحافلة من عمان إلى مدينة الرمثا، على إيقاف الحافلة لعقد حلقات الدبكة احتفالا باللاعبين والإنجاز الذي حققوه.
في خارج الأردن احتفل “الرمثانة” على طريقتهم، حيث الاحتفالات والأهازيج الرمثاوية، إلى جانب الولائم الخاصة بمدينة الرمثا.
وأكد مغتربون من مدينة الرمثا، أن مباراة الفريق أمام الجزيرة ربما تكون الأكثر مشاهدة داخل الأردن وخارجه، وهو أمر يؤكد جماهيرية نادي الرمثا.
وليس أكثر بلاغة من عشق “الرماثنة” أن يتحمل ابن الرمثا مراد الزعبي عناء مشقة السفر من أميركا إلى عمان، لحضور مباراة فريقه أمام الجزيرة قبل أن يغادر.
في الرمثا قصة عشق لا حدود لها بين أهل المدينة “النشامى الطيبين”، وبين كرة القدم، جعلت من احتفالاتهم بلقب الدوري قصة بحد ذاتها.
خالد الخطاطبة/ الغد
التعليقات مغلقة.