حالات الانتحار المتكررة في الأردن ماذا تعني ؟ / د. رياض خليف الشديفات

=

ذكرت أحدى وسائل الإعلام المحلية أن عدد حالات الانتحار في الأردن خلال الخمس سنوات الأخيرة زادت على ( 600) حالة ، وهذا الرقم في مجتمعنا مؤشر خطير له دلالاته النفسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية .
فالانتحار يعني اليأس من الحياة والوصول إلى حالة الإحباط التام بما يدفع للتخلص من الحياة عبر الطرق التي نشاهدها في وسائل الإعلام من رمي النفس من الجسور العالية ، أو العمارات والأبراج الشاهقة، أو حرق النفس بسكب المواد الحارقة على الجسد، أو تناول كميات كبيرة من الدواء ، واطلاق النار والرصاص على النفس، وقد رأينا من يقتل أولاده وزوجته ثم يقتل نفسه ، ومن دلالات حالات الانتحار الدلالات الآتية :
– الانتحار انتهاك صارخ للرسالات والشرائع التي تحرم الانتحار وقتل النفس لما في ذلك من هدر لحق الإنسان في الحياة التي كفلته الشرائع والمواثيق الدولية .
– فقدان الأمل بالحياة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها المواطن لكثرة الالتزامات الحياتية وعجزه عن الوفاء بها .
– غياب الوازع الإيماني الذي يغذي الإنسان بالأمل والإيمان والصبر على مشاق الحياة .
– عجز النظم التربوية والاجتماعية والاعلامية عن بناء الشخصية المتوزانة ، وعجزها في تأمين التكافل الاجتماعي لحالات الفقر والجوع والحرمان والبطالة في المجتمع .
– انتشار المخدرات وسهولة الحصول عليها مما يزيد من نسبة المتعاطين التي تساعد في فقدان السيطرة على الأعصاب والسلوك مما يساعد على الإقدام على الانتحار .
– موت الضمير لدى المسؤولين في تأمين العيش الكريم للإنسان في مجتمعنا ، وغياب المسؤولية الأدبية والاخلاقية في القيام بواجبهم ، وانشغالهم بالمزيد من جمع الثروات واستفراز المواطن البسيط في قوته وقوت عياله ، وعدم تأثرهم بمشاهد الانتحار والضياع والتشرد والتسول التي غدت ظواهر مقلقة في مجتمعنا .
– غياب قيمة الإنسان كإنسان لدى الفئات المترفة والمسيطرة على الإدارة في المجتمع ، فالإنسان مجرد رقم يدل على ذلك حالات الانتحار والجريمة والمخدرات والهجرة والاستهتار بالقيم والدين والعرف .
– القهر والحرمان وتحكم الفاسدين بمقاليد المال والاقتصاد ، وغياب الأفق المستقبلي للمواطن من عوامل الاقدام على الانتحار ،وكل حالة من حالات الانتحار هي خسارة لنفس كرمها الله ، وسوف يسأل عنها من كان سبباً في ازهاقها ، والله المستعان .