حرب الجنرالين بالسودان مفتوحة على أكثر من سيناريو والطول سمتها الغالبة

السودان – فيما يبدو أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مفتوحة على أكثر من سيناريو، الا أنها حتما بحسب محللين لن تنتهي في القريب العاجل، وستكون الخسائر كبيرة على الشعب السوداني الدي يرزح فيما قبلها تحت ضغوط كبيرة.
وتشي تصريحات كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي خلال الأيام الماضية، بأن طريق الصراع ما يزال طويلاً، وألا تراجع قبل هزيمة أحدهما الآخر.
فعلى الرغم من المبادرات المحلية من قبل مجموعات مدنية من أجل تمديد هدنة العيد التي أنتهت أمس، فإن العديد من المراقبين والمواطنين السودانيين على السواء يتوقعون أن تطول تلك الحرب أو الصراع.
وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في الشؤون الدولية إيهاب عباس، أن هذا الصراع بين القوتين العسكريتين في البلاد أشبه بـ”حرب النهاية” التي لا تصل إلى خواتيمها إلا بتصفية أو إقصاء القائدين أو الجنرالين أحدهما الآخر.
بدوره، رأى المحلل السياسي المصري بشير عبد الفتاح، أن هذه الحرب قد تطول لا سيما مع تمسك الطرفين بعدم التراجع وتحقيق الانتصار.
كما اعتبر أن الفوضى والاشباكات تتيح المجال لإطلاق الخارجين على القانون والمساجين من أجل توظيف تلك الورقة في الصراع.
وأشار إلى أن “كل طرف يرى أنه لا يمكن أن يجلس مع الآخر أو البقاء معه، ويريد إقصاءه سواء عبر الاغتيال أو الطرد أو الإخراج من البلاد، أو ربما المحاكمة”.
كما رأى أن كل فريق يصر على مواصلة العمليات العسكرية، إلا أنه اعتبر أن القضاء على الجيش مستحيل، لأنه جيش الدولة النظامي.
كذلك تحولت قوات الدعم السريع إلى قوات نظامية، وفق قوله، وأصبحت طرفا في التفاهمات السياسية كالاتفاق الإطاري وغيره، أي أن إصباغ الشرعية عليها بدأ فعلاً قبل أشهر عدة، لذا فالمواجهة بين الجانبين قد تستمر لفترة طويلة.
على صعيد آخر، لفت خبراء إلى أن الضغوط الدولية التي لوحت بالعقوبات الدولية، إلا أن هذا الخيار مستبعد في الوقت الحالي، ولا يبدو قابلاً للتطبيق.
وكان البرهان ألمح السبت الماضي، إلى أن أمد المواجهة سيطول، إذ قال حينها “لا أحد يمكنه التكهن متى وكيف ستنتهي الحرب”، لافتاً إلى أن القتال داخل المدن يطيل أمد المواجهة.
كما شدد على وجوب إخراج كافة المسلحين من المناطق السكنية لإنهاء الحرب، في إشارة إلى عناصر الدعم السريع.
بدوره، أكد حميدتي ألا تراجع ولا مهادنة مع الجيش.
وتوقع مركز أميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية استمرار المعارك في المدن الكبيرة في السودان مع دخول الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني، ووضع 4 سيناريوهات لتطور الحرب بالبلاد.
وأفاد المركز المعروف اختصارا بـ”ستراتفور” (Stratfor) في تقييمه للأحداث الجارية أن من المرجح أن يستمر القتال المكثف في المدن الرئيسية، على الرغم من أن توقفه المؤقت خلال الأيام المقبلة قد يسمح بإجلاء الرعايا الأجانب.
وأشار في تقريره إلى أن الوضع في الخرطوم وأم درمان ومدن أخرى في أرجاء البلاد لا يزال متقلبا ويتطور بسرعة، مضيفا أن ذلك قد دفع الحكومات الأجنبية والمنظمات الإنسانية إلى الاستعداد للعديد من السيناريوهات المحتملة الأيام والأسابيع المقبلة.
ومع استمرار الحرب يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو استمرار حرب المدن الشديدة، على الرغم من أن الضغط المتزايد من العديد من دول العالم قد يؤدي إلى توقف قصير للإجلاء، بحسب المركز الأميركي، الذي لفت إلى أن القتال قد يتطور الأيام والأسابيع المقبلة بـ 4 سيناريوهات مختلفة على الأقل.
والسيناريو الأول الأكثر ترجيحا وفق المركز الاميركي هو أن توافق القوات المسلحة و/أو قوات الدعم السريع على وقف لإطلاق النار بشكل دوري، لكن القتال المتقطع سيستمر في المراكز الحضرية.
ويرى المركز أنه من غير المحتمل التوصل إلى وقف دائم أو غير محدد لإطلاق النار، لكن الضغط الدولي للسماح بعمليات الإخلاء قد يدفع أحد الطرفين المتحاربين أو كليهما إلى وقف القتال لفترة وجيزة.
ويزعم تقرير المركز أن المعارضة والانقسامات داخل الجيش السوداني تشكل قيودا رئيسية حتى على الهدنات المؤقتة لتزويد الناس في مناطق القتال بالإمدادات الإنسانية والرعاية الطبية، حيث يدعو “المتشددون” في القوات المسلحة إلى تحقيق نصر كامل على قوات “الدعم السريع”.
والسيناريو الثاني المحتمل، فيتمثل في استمرار القتال العنيف في المدن دون وقف لإطلاق النار “في ظل تكافؤ قدرات القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع نسبيا من حيث عدد الأفراد والمعدات”.
وهناك خطر يتمثل في أن دولا بالمنطقة قد تبدأ في تزويد “طرفها المفضل” في الصراع بالمال والأسلحة وأشكال الدعم العسكري الأخرى.
أما السيناريو الثالث الذي يصفه التقرير بأنه مرجح إلى حد ما هو أن يلحق أحد الطرفين الهزيمة بالآخر مما يجبر الأخير على اللجوء إلى مناطق ريفية في أطراف نائية من البلاد.
والسيناريو الرابع وهو احتمال غير مرجح، بحسب التقييم، هو أن يوافق الجيش و”الدعم السريع” على وقف دائم لإطلاق النار “لكن خطر اندلاع أعمال عنف في المستقبل يظل قائما”.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة