“حرفية معان”.. 16 عاما بلا شبكة مياه أو بنية تحتية سليمة

معان- رغم مرور 16 عاما على بدء تشغيل مدينة معان الحرفية، إلا أنها ماتزال غير مخدومة بشبكة مياه متكاملة، وتيار كهربائي يتحمل ضغط الورش، وبنية تحتية سليمة، رغم أن معظم الصناعات داخلها تعتمد على المياه والكهرباء بشكل أساسي.
ويؤكد أصحاب استثمارات بالمدينة، التي تتضمن صناعة الباطون الجاهز ومعامل الطوب ومناشير الحجر والرخام والجرانيت، أن هذه الورش يقوم أصحابها بشراء صهاريج المياه على حسابهم الخاص، من أجل تيسير أعمالهم، وبأسعار مرتفعة الثمن، ما يثقل كاهلهم ويزيد أعباءهم المالية.
وقالوا، إن المدينة الحرفية ما زالت تئن تحت وطأة معوقات وصعوبات تواجه تقدمها، حيث تفتقر إلى غياب وضعف الخدمات الأساسية المقدمة لمشاريعهم التي يمكن أن تسهم في تحسين ظروف العمل والإنتاج فيها، مشيرين الى أن المدينة الحرفية تعد مشروعا استثماريا ناجحا وتقدم خدمات متعددة للسكان في المجالات الإنشائية وتوفر دخلا جيدا للبلدية.
ويقول زياد أبو جري، إن أصحاب الاستثمارات والورش الصناعية في المدينة الحرفية لا زالوا ينتظرون خدمة شبكة المياه منذ أن تم إنشاؤها في العام 2006، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج مياه بأثمان مرتفعة، موضحا انه وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على بدء العمل فيها، لكنها ما تزال تعاني من غياب الخدمات، والبنى التحتية الضرورية، مطالبا بمعالجة ضعف التيار الكهربائي، بحيث يتم تركيب محول كهربائي لتحسين الشبكة الحالية وتعزيزها واستبدال الخطوط لرفع موثوقية الشبكة لمواجهة ضعف التيار المستمر الذي يعطل أعمالنا ويؤخر إنجازها ويفقدنا العديد من الزبائن.
وبين محمد أبو عجم، أن المدينة الحرفية غير مخدومة بشبكات طرق حديثة، وإن وجدت فهي متواضعة ترابية وغير معبدة، كما أنها تفتقر إلى النظافة ومرافق صحية عامة ولخدمة الحراسة، إذ تعرضت الكثير من المعدات والآليات للسرقة، حيث تقع العديد من السرقات في ظل ضعف الإنارة، وغياب الحراسة، مبينا أن أصحاب المحال يضطرون في بعض الأوقات للذهاب إلى المدينة الحرفية ليلا من أجل تفقد ورشهم.
وقال المستثمر رامي السعودي، إن مخلفات المصانع والورش تسببت بضيق المساحة فضلا عن التلوث البيئي، لافتا إلى أهمية إيجاد طريقة آمنة للتخلص من تلك المخلفات والتي تتسبب بإغلاق الطرق الداخلية بين أجزاء المدينة الحرفية، مطالبا بـضرورة تحسين الخدمات المقدمة في المدينة وصيانة بناها التحتية وتزويدها بالنواقص التي تعرقل سير العمل فيها لخدمة المحال التي يشغلونها داخل المنطقة، الأمر الذي يهدد العديد منهم بإغلاق محالهم.
من جهته، أكد مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، أن البلدية تعمل جاهدة على إزالة جميع المعيقات، التي تواجه المستثمرين داخل المنطقة الحرفية، بما يحفز ولادة مزيد من المشاريع الاستثمارية في مختلف المجالات، باعتبار أن الاستثمار هو الحل الأمثل للتغلب على مشكلتي الفقر والبطالة، إلا أن ضعف الموارد المالیة والإمكانيات في الوقت الحالي، تجعل البلدیة غیر قادرة على تغطیة بعض الخدمات التي يجب أن تقدمها للمنطقة الحرفیة، نظرا لتراجع أعداد الملتزمین بدفع المستحقات المالیة المترتبة علیهم من أصحاب هذه الاستثمارات، من إیجارات منذ فترة طویلة والتي تقدر بأكثر من 300 ألف دینار.
وأشار المصدر، أن البلدية ستقوم بمتابعة موضوع إيجاد شبكة مياه ورفع الطاقة والقوة الكهربائية داخل المدينة الحرفية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة.
وبين، أن البلدية غیر مسؤولة عن توفیر الحراسة داخل المنطقة الحرفیة، وأن على كل صاحب مصلحة توفیر الحراسة لمنشآته.
وقال إن البلدیة ستعمل على إزالة مخلفات الورش الصناعية داخل المدينة الحرفية، من خلال احضار وشراء آلیة مخصصة لهذا الغرض والاستفادة من هذه المخلفات والأنقاض، لإنتاج وصناعة المواد، التي تدخل في الأعمال الإنشائية، بهدف إعادة بیعها للجهات المختصة والمقاولین.

حسين كريشان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة