حريق “بالة إربد”.. هل أعاقت البسطات وصول الإطفائيات مبكرا؟
استفاق أصحاب قرابة 50 محلا تجاريا في إربد الأسبوع الماضي، على ما يمكن تصنيفه تجاريا بـ”كارثة”، بعد ان التهمت النيران كامل محتويات محالهم التي تحتوي على الألبسة المستعملة الاوروبية والمعروفة شعبيا بـ”ملابس البالة”، في حادث كشفت التحقيقات الأولية انه متعمد “بفعل فاعل”، واكتفت بالتعليل بوجود خلافات شخصية بين مفتعلي الحريق وبعض اصحاب المحلات التي احترقت.
الحادث والذي اخذ اسم “حريق البالة”، شغل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدار أيام، وفيما اشتعلت المواقع بكلمات التعاطف مع المتضررين، كانت ملامح الصورة تتكشف تدريجيا مع زوال دخان الحريق الذي ترك المكان اسود.
3 ساعات او اكثر، هو الوقت الذي احتاجته فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق، رغم ان توقيته كان عند الساعة الثالثة فجرا، ما يعني خلو كامل الشوارع من المركبات والمتسوقين، وهو أمر يتيح لهذه “الفرق” سهولة وسرعة الوصول الى موقع الحريق.
خلف هذه الحقائق، يوضح مصدر في الدفاع المدني القصة بقوله “إن كوادر الاطفاء وصلت الى موقع الحريق بسرعة قياسية بسبب خلو الشوارع المؤدية لسوق البالة من الاختناقات المرورية، كون الحريق وقع الساعة الثالثة فجرا، إلا أن صعوبة الدخول إلى داخل السوق تسبب بانتشار النيران بسرعة قياسية”.
وأشار المصدر إلى “أن كوادر الدفاع المدني اضطرت لجلب خراطيم طويلة للوصول إلى موقع الحريق بسبب وجود عوائق كبيرة حالت دون دخول الآليات إلى السوق، إضافة إلى أن جرافات بلدية اربد قامت بفتح الطريق للوصول الى موقع الحريق وإزالة العوائق”.
وأكد “أن أكثر من 20 آلية من الدفاع المدني مسنودة من مديريات الدفاع المدني المجاورة شاركت في عملية الإطفاء الذي استمر لما يقارب الـ3 ساعات وحالت دون امتداده للمحال المجاورة التي لا تفصلها أمتار عن المحال التي تعرضت للحرق”.
وأوضح “أن أكثر من 100 من كوادر الدفاع المدني والأمن العام شاركت في عملية اطفاء الحريق دون وقوع أي إصابات بين أفرادها واقتصرت على أضرار مادية بسبب سرعة انتشار النيران في الملابس المستعملة المعروضة على البسطات”.
بالعودة للحديث عن “الكارثة”، فان تصريحات المصدر تدلل على “كارثة” أخرى ذات صلة بالأمور التنظيمية، وهي كارثة احتلال البسطات لشوارع السوق وتعمد اصحابها تركها في الشوارع ليلا، مستعينين بأغطية بلاستيكية لحماية البضائع لليوم التالي.
هذا الأمر كان لفترة قصيرة مسكوت عنه وعلى مضض من قبل اصحاب محال تجارية في سوق البالة، غير ان الحادث فتح مجال الحديث والانتقاد.
في ايضاح لعدد من أصحاب المحال المتضررة، اكدوا لـ”الغد” “أن خسائرهم جراء الحريق تقدر بحوالي 100 ألف دينار وخصوصا وان الحريق أتى على محتويات الملابس المستعملة والمخزنة في المستودعات في الطوابق العلوية، لافتين إلى انهم استوردوا بضائع حديثا لملابس شتوية لعرضها بعد شهرين”.
وأشار اصحاب المحال الذين فضلوا عدم نشر اسمائهم إلى “أن سوق البالة غير منظم نهائيا منذ سنوات، ويعمد أي شخص على حجز موقع له في السوق وانشاء بسطة دائمة دون حسيب أو رقيب، الأمر الذي أدى إلى إغلاق شوارع نافذة بعد أن احتلت من قبل أصحاب البسطات، ناهيك عن المشاجرات التي تقع يوميا في السوق بسبب غياب الرقابة عنه”.
ولفتوا إلى أن “وجود عوائق كبيرة في الشوارع المغلقة من قبل البسطات تسبب باعاقة كوادر الدفاع المدني من الوصول الى النيران وإطفاء الحريق والذي استمر لأكثر من 3 ساعات”، داعين إلى “ضرورة فتح الشوارع وإزالة البسطات المخالفة التي تم تثبيتها بشكل دائم في الشوارع وعرض البضائع عليها”.
وأكدوا أن “المحال التي تعرضت للحريق تعتاش منها عشرات الأسر وتعتبر مصدر الدخل الوحيد لهم”، لافتين إلى “أنهم تعرضوا لخسائر فادحة يصعب تعويضها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.
بدوره، اقر رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس نبيل الكوفحي بوجود ما اسماه “اعتداءات كبيرة” على شوارع نافذة داخل سوق البالة، وان البلدية خلال الأيام المقبلة ستنفذ حملات لإزالة تلك البسطات وفتح الشوارع المحتلة منذ سنوات أمام المتسوقين والمركبات.
وأشار إلى أن هناك العديد من المحال التجارية والبسطات غير حاصلة على التراخيص، مؤكدا أن الحريق كان يمكن أن يقتصر على أضرار بسيطة في حال كان الشوارع المؤدية إلى السوق مفتوحة لا توجد بسطات في الشارع قام أصحابها بتثبيتها ليلا في الشارع.
التعليقات مغلقة.