حشد روسي ومناورات أطلسية.. تحذيرات من صدام عسكري مباشر
تزامنا مع بدء حلف شمال الأطلسي مناورات “الردع النووي” في بحر الشمال وبلجيكا والمملكة المتحدة، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لإرسال 9 آلاف جندي لبيلاروسيا، في إطار الاتفاق بين موسكو ومينسك على نشر قوات عسكرية مشتركة على حدود بيلاروسيا الغربية، وأن طلائع تلك القوات بدأت بالوصول.
التطورات الميدانية
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس أن قواتها سيطرت على قرية في مقاطعة خاركيف (شمال شرق)، وذلك في تطور هو الأول من نوعه منذ استعادت القوات الأوكرانية معظم أراضي المقاطعة من الروس الشهر الماضي.
وبالتزامن، تستمر المعارك على مشارف مدينة باخموت في دونيتسك، وكذلك في مقاطعة خيرسون التي تشن فيها القوات الأوكرانية هجمات مضادة.
وفي التطورات الميدانية أيضا، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك مقتل 4 مدنيين وإصابة 14 آخرين بجروح إثر قصف أوكراني على أحياء سكنية.
في موضوع آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عملية تبادل جديدة للأسرى مع الجانب الأوكراني.
وقالت الوزارة إنه تم الإفراج عن 110 روس -بينهم 72 بحارا- كانوا محتجزين في أوكرانيا منذ شباط (فبراير) الماضي مقابل 108 نساء أوكرانيات.
انتشار دفاعي
الكرملين قال إن قرار إرسال جنود إلى بيلاروسيا “جزء من عملية دفاعية”، فيما صرحت وزارة الدفاع الروسية أن الخطوة “يمليها النشاط الجاري في المناطق المجاورة لنا”.
مناورات “الردع النووي”
حلف الناتو بدأ تدريبات عسكرية “روتينية”، الاثنين الماضي، لاختبار منظومته للردع النووي بأوروبا، حيث تضم المناورات 14 من أصل 30 دولة عضو بالحلف الأطلسي.
فيما، ستشمل المناورات نحو 60 طائرة، من بينها طائرات مقاتلة وطائرات مراقبة وأخرى للتزويد بالوقود.
وتشارك بالمناورات قاذفات القنابل الأميركية بعيدة المدى “بي-52″، التي يطلق عليها اسم “ستيد فاست نون”، والتي ستستمر حتى 30 تشرين الاول (أكتوبر) الحالي.
كما، تشارك أيضا مقاتلات قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، لكنها لا تتضمن أي قنابل حية.
وفي هذا السياق، يحذر مراقبون وخبراء عسكريون من أن روسيا والناتو “أصبحا بالفعل أقرب من أي وقت للتصادم العسكري المباشر”، محذرين من مغبة ما يحدث من حشد عسكري ومناورات متقابلة”.
حسابات الخطوة الروسية
ويقول الخبير الروسي في العلاقات الدولية تيمور دويدار “القوة العسكرية الروسية التي تنشر تباعا في بيلاروسيا، دفاعية وردعية بالدرجة الأولى، وهي استباقية لأي تحرك عدواني من قبل حلف الناتو ضد روسيا وحليفتها بيلاروسيا”.
ويضيف “لا يجب استبعاد أن الوجود العسكري الروسي على الأراضي البيلاروسية، قد يكون مرتبطا كذلك بحسابات وتكتيكات خاصة بموسكو في الميدان الأوكراني”.
مؤكدا “نحن في مفترق طرق خطير وكافة الاحتمالات مفتوحة، ورغم أن موسكو تدعو للسلام والحوار، لكن الكتلة الأطلسية مصرة بالمقابل على التصعيد وإطالة أمد الحرب بأوكرانيا مع الأسف، خاصة عبر دعم كييف بمختلف أشكال المساعدات العسكرية والأسلحة”.
علاقة خاصة
في المقابل، يرى الخبير العسكري وأستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات، حسن المومني أن: “نشر هذه القوات هو نتاج عدة عوامل، أبرزها العلاقة الخاصة التي تربط موسكو ومينسك، لا سيما بين الرئيسين بوتين ولوكاشينكو، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي بقيت موسكو حريصة على الإبقاء على علاقات وطيدة مع الجمهوريات السوفييتية السابقة، باعتبار أنها مناطق نفوذ حيوي لها”.
بالاضافة الى “كون روسيا وريثة الدولة السوفييتية، فإنها تعتبر أن من حقها المحافظة على مصالحها العليا وأمنها القومي في مجالاتها الحيوية التقليدية تلك، مما شكل أحد أبرز بواعث اندلاع الحرب الأوكرانية”.
ويشير الى ان “وقوع الحرب بأوكرانيا وتوسع حلف الناتو بعد قبول انضمام كل من السويد وفنلندا له، زادا ولا ريب من أهمية تعزيز التعاون الروسي البيلاروسي، لكبح جماح التمدد الأطلسي، حيث أن بحر البلطيق تقريبا بات منطقة شبه أطلسية، لدرجة أن روسيا باتت مطوقة تقريبا من قبل الناتو”.
هل يتكرر سيناريو جورجيا والقرم؟
ويشير الخبير العسكري إلى أن “نشر الروس بالمقابل جنودهم في بيلاروسيا يشكل رسالة تصعيدية واضحة إلى الناتو، مفادها أن موسكو تتقدم خطوة ميدانية في إطار سعيها لمواجهة تمدد الحلف الأطلسي في حدائق روسيا الخلفية، وبالتالي فاحتمالات التصادم الروسي الأطلسي أصبحت واردة جدا”.
ويختتم حديثه بالقول: “روسيا متى ما رأت وجود تهديد ملموس لمصالحها في فضاءاتها الحيوية، فإنها تتدخل عسكريا كما حصل في جورجيا عام 2008، وكذلك في شبه جزيرة القرم سنة 2014”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.