حطب وكاز ومعضلة البرد القارس // أحمد معن القضاة

تأتي تعديلات أسعار النفط في كل مره لتؤكد على شيء واحد فقط بأن الحكومة تلعب مع الشارع لعبة متناقضة، لعبة تدل على أن عقل الحكومة لا يفكر سواء في العائد المادي بمعزل عن أي شيء أخر بمعزل عن الأوضاع الاقتصاديه للناس، بمعزل عن أثر رفع الكاز على الثروة الحرجية في المملكة، بمعزل عن أن الكاز هو من أحد أهم المصادر الرئيسية للتدفئه في الشتاء .

يأتي علينا هذا الشتاء وسعر لتر الكاز بما يعادل 0,82 قرشاً أي أن رب الاسره إذا أراد أن يشتري قالون كاز عشرون لتراً لتدفئه ستكون التكلفة الاسبوعيه اذا اعتبرنا بأن العشرون لتراً ستستمر لمدة أسبوع  ستكون القيمة  ١٦.٤٠ دينار أي أنه سيصرف شهرياً ما مقداره ٧٠ ديناراً فقط لشراء مادة الكاز للتدفئه، هل راتب ٣٠٠ دينار يتحمل سبعون ديناراً إضافياً شهريا يا دولة الرئيس؟ .

عندما تريد أن ترفع مشتق نفطي بغاية الأهمية في مثل هذا الوقت و أنت تعلم أنه مصدر أساسي للتدفئه يجب عليك أولاً أن تعطي المواطن علاوة بدل تدفئه او أن تدعم الحكومة سعر الكاز خصوصاً في هذا الوقت من العام و أن تسجل موقف بأن الحكومة اليوم تقف مع الشارع في ضل هذه الظروف الصعبه التي نمر فيها ولكن ما أصبح ملاحظ بشكل ملفت بأننا أصبحنا نعيش بواقع و كأن الحكومه لا تعيش معنا ولا تدرك المصاعب الموجوده على الارض .

هذه الحكومة التي تذكرنا دائما بأن نتعامل معها كنخبه، لا تتعامل مع الشعب ببساطته لا تراعي مصاعب حياته، متطلباته، إحتياجاته.

سيخلق قرار رفع الكاز معضله كبرى ستعاني منها الغابات في الاردن إثر تقطيع هائل للاحطاب للتدفئه و سيكون هذا هو الحل الوحيد للغير مقتدر  ليستطيع العيش في ضل البرد القارص، والذي يتحمل مسؤولية الأشجار التي تقطع خلال فترة الشتاء هي الحكومة .

سأتحدث عن محافظة عجلون التي تعتبر رئة الأردن التي تعاني  من تقطيع هائل للاشجار في مثل هذا الوقت من كل عام، عجلون التي تعتبر أكبر بقعه خضراء حرجية في المملكة  تتهاوى لتصبح صحراء قاحله، هل الحكومة فكرت جدياً بالثروة الحرجية و أثر رفع المشتقات النفطيه عليها؟

هل الحكومة التي تنظر كل يوم عن أثر التغيير المناخي قادره على أن تقدم لنا تصور عن كيفية حماية هذه الغابات من التقطيع الجائر؟

أسئلة كثيره برسم الاجابه هل من مجيب ……..؟

حمى الله الأردن قيادتاً وجيشاً وشعباً

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة