حظر تجوال بأوكرانيا.. ومطالبة السكان بارتداء أقنعة خوفا من تلوث سام

دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ26، امس، فيما استمر القصف الروسي على المدن الأوكرانية. وفي آخر التطورات، أعلنت السلطات في أوكرانيا فرض حظر تجوال شامل اعتبارا من مساء امس وحتى غدا الأربعاء. وطالب عمدة كييف سكان المدينة بارتداء أقنعة خوفاً من تلوث سام جراء القصف الروسي.
وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” باندلاع قتال عنيف في محيط منطقة بوديليسكي في كييف.
وقال المدعي العام في أوكرانيا إن قذيفة روسية سقطت على مصنع كيماويات خارج مدينة سومي بعد الساعة الثالثة فجرا بقليل، ما تسبب في تسرب خزان يحتوي على 50 طنا من الأمونيا استغرق ساعات لاحتوائه. فيما اعتبر المتحدث باسم الجيش الروسي، إيغور كوناشينكوف، أن التسريب كان “استفزازا مخططا” من قبل القوات الأوكرانية لاتهام روسيا زورا بارتكاب هجوم كيمياوي.
وقبلها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل أكثر من 80 من المرتزقة الأجانب والقوات الأوكرانية في منطقة ريفني، مشيرة إلى قصف مركز لتدريب المرتزقة الأجانب في ريفني بصواريخ كروز.
وقالت إن صواريخ كروز دمرت مستودعا للذخيرة والأسلحة في مدينة سيليتس، كما دمرت أكثر من 216 مسيرة أوكرانية منذ بداية العملية العسكرية، مؤكدة استسلام أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا في ضواحي كييف أغلبهم قيادات بالجيش. كما أشارت إلى قصف منشأة عسكرية بصواريخ مجنحة في ضواحي ريفنا شمال غربي أوكرانيا.
هذا وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات الروسية تتقدم نحو كييف من الشمال الشرقي، مشيرة إلى أن القوات الروسية لا تزال بعيدة بنحو 25 كيلومترا عن وسط كييف. وأضافت أن روسيا ستعطي على الأرجح الأولوية لمحاولة تطويق كييف خلال الأسابيع المقبلة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن مهلة للسماح للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب بمغادرة ماريوبول بدون أسلحة، فيما ردت الحكومة الأوكرانية على الطلب الروسي بأن الاستسلام في ماريوبول غير وارد.
وتزامنا، أعلنت السلطات في أوكرانيا عن فتح 8 ممرات إنسانية امس لخروج المدنيين، ليس من بينها مدينة ماريوبول.
وميدانيا، قُتل 8 أشخاص على الأقل في كييف جرّاء قصف شنّه الجيش الروسي على مركز تجاري، مساء الأحد، وفق ما أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وكان انفجار ضخم هز المدينة خلال الهجوم، وشوهدت نيران بين أنقاض مركز “ريتروفيل” التجاري، حسب صحافيّين في وكالة “فرانس برس”.
من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على “فيسبوك”، إن قصفا تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي شمال غربي المدينة، وباندلاع النار في آليات عدة.
ونشرت خدمات الطوارئ صورا التقطتها كاميرا مراقبة تظهر انفجارا هائلا وسحابة على شكل فطر، وأعقبت ذلك سلسلة انفجارات صغيرة.
وانتشل رجال الإطفاء من بين أنقاض المبنى رجلا واحدا على الأقل مغطّى بالغبار، حسب صور فيديو أخرى نشرتها خدمات الطوارئ.
وطوّق جنود الموقع وأمروا الصحافيين بالتراجع، مشيرين إلى الخطر الذي تُمثّله ذخائر غير منفجرة، من دون أن يعطوا مزيدا من التفاصيل.
وقال سكّان يعيشون في مبنى مجاور تحطّمت نوافذه بسبب الانفجار، إنّهم شاهدوا قبل أيام عدّة قذائف صواريخ متحرّكة قرب المركز التجاري.
وتعرّضت كييف لسلسلة هجمات الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوم على مبنى سكني الأحد خلّف خمسة جرحى.
ودعت الدفاع الروسية، مساء الأحد، القوات الأوكرانية في ماريوبول لتسليم الأسلحة مقابل ممر آمن لها، كما أمهلتها حتى صباح امس للاستسلام وتسليم المدينة، فيما رفضت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، التهديد الروسي بضرورة إلقاء السلاح في مدينة ماريوبول، وأكدت أن الاستسلام مستبعد جدا، وأن أوكرانيا أبلغت الجانب الروسي بهذا الأمر.
وقال الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، في إفادة وزعتها وزارة الدفاع: “ألقوا أسلحتكم” في إشارة إلى القوميين الأوكرانيين. وأضاف: “كارثة إنسانية مروعة تحدث.. كل من يلقون أسلحتهم نضمن لهم ممراً آمناً إلى خارج ماريوبول”.
كما دعت روسيا الأمم المتحدة والصليب الأحمر للإشراف على خروج قوات أوكرانيا من ماريوبول.
الى ذلك، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للمرة الثالثة طلبه للتفاوض مع روسيا، حيث قال إنه مستعد للحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متابعا: “إذا كانت هناك فرصة 1 % لإنهاء الحرب سنغتنمها”.
واعتبر محللون تصريحات ومطالب الرئيس الأوكراني بالتفاوض، عكس ما كان في بداية العملية العسكرية الروسية الشهر الماضي، نقطة تحول، نتيجة عدة أسباب أهمها سقوط الميناء.
وفجر السبت الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية سيطرة القوات الروسية بشكل كامل على ميناء مدينة ماريوبول الرئيسي على بحر آزوف، وقالت: “نجح المحتلون جزئيًا في منطقة عمليات دونيتسك وحرموا أوكرانيا من الوصول إلى البحر”.
إعلان جاء بعد أيام من المعارك الضارية في المدينة، التي توصف بالجوهرة في العملية الروسية، حيث ستتمكن موسكو من إدخال أسلحتها لقواتها في أوكرانيا، وربما تجعل سفنها الحربية تتمركز في الميناء، لتدفع بميزان القوى في صالحها أكثر وحسم العملية العسكرية سريعًا، وهو ما أدركه الرئيس الأوكراني.
في سياق التطورات، دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قبل الإعلان عن سقوط الميناء بساعات، إلى محادثات سلام وأمن هادفة “دون تأخير” مع موسكو؛ وقال في خطاب فيديو: “حان وقت اللقاء، حان وقت الحديث، حان الوقت لاستعادة وحدة الأراضي والعدالة لأوكرانيا”.
من جانبه، قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع الجانب الأوكراني ومساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ “موقفي موسكو وكييف اقتربا قدر الإمكان بشأن موضوع الوضع المحايد لأوكرانيا”.
وأضاف ميدينسكي أنّ “موضوع الوضع المحايد وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو هو إحدى النقاط الرئيسة للمحادثات، وهذه هي النقطة التي جعلت الأطراف تقرّب مواقفها أقرب ما يمكن”.
وأكد أنّ “هذه النقاط لها فوارق دقيقة، تتعلق بالضمانات الأمنية لأوكرانيا”، بالإضافة إلى الضمانات القائمة في حالة رفض الانضمام إلى كتلة “الناتو”.
وعقدت الجولة الرابعة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع مواصلة العملية العسكرية.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة