….حفاوة ذاكرة … برعاية وزيرة الثقافة..// د. بسام هلول
في رحيل فيلسوف واديب الرفيق الصاحب الصقب ( ابراهيم العجلوني)..رحمه الله…ولقد حضر الحفل بل كان محفلًا في النخب…ومما قلته اليوم في ذكرى رحيله…
–
…ان ابراهيم كان امثل من ( صبرة قمح)…في هذا الوطن بل واكثر بركة مما يخرجه اصحاب الحقول من صبرتهم القمح والذي جرى عليه العرف عند كرائم فلاحينا انهم يخرجون من رأس الصبرة نصف مد من القمح يسمى عند فلاحين من بلدتي الطفيلة ويطلق عليه( نصمد الخليل)…تبركا وتيمنا ببركة ابينا الخليل ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام
ويوزع بل ويتصدق به على اطفال الفقراء أو عوائلهم لعل الله يزيدهم بسطة منه..وبركة…وكنت انا معية هؤلاء وكنا نمد بطرف من اثوابنا ذات اللون( الكعيكباني)..فيضع لنا ذلك الرجل صبيح الوجه متهللا بشرا..يتيمن به اصحاب الفلاحة ثم نذهب جميعا فرحين بما مدّ من مدّهم…ًنركض الى دكان الحاج عودة( رحمه الله)..وكان وجهه كذلك يفيض خصبا بأنعم الله وما افاء عليه من حمر النعم والشاة
لنشتري ما يوازي الوان بل يشابه بل يماثل اثوابنا حلوى اسمها( كعيكبان)…فابراهيم هو هذ ا( النصمد)…الذي تبرك به صبارة وطني…لقد اطروه كثيرا واشادوا بعبقريته وخبيء محصوله من المعرفة والعلم وان المكتبة العربية زخرت في كثير من مؤلفاته ومصنفاته..جاوزت سن الرجولة عندنا واكتمالها فتلفت على الاربعين كتابا علاوة ماكتبه شعرا
..وكأي عالم اومثقف نخبوي او عضوي
ضاقت عليه الارض بما رحبت…ذلك انه خرج غضبان اسفا…ومن سني ما مضى ان طلب الرزق ودق ابواب الكويت واصطحب معه( كرت غوار)..ليدلي به عند اخدهم وكان هذا الرجل( لبنانيا)..صاحب فنادق وفنادق
ليدلي بها الى من تاهت به الرتب وبعد ان اعيته اي صديقي ( الركب)..فمد يده بكارت( فيزيت)…من صديق لهذا اللبنيني…فلما نظر الى صديق وصقلية ابراهيم رحمه الله وابراهيم منحه الله كما حباه بسطة في العلم بسطة في الجسم…فنظر في وجه ابراهيم وقال له( وشك منو سياحي)… اي لايناسب ان يعمل في حقل( الفندقة وزد عليها الزندقة)…واحتراما واجلالا لمن بعثه
فكر مليّا وقال ياويلك عند صديق لي( محترف للنجارة)..عنده ( منجرة)..اظنك تصلح لما لك من بسطة في الجسم…ورجع ابراهيم بندامة الكسعي الى الوطن محملا بجرح من هذا الالم الممض ولما جرى ويجري لكل( الطلعات)..من هذا الوطن..غضبًان اسفا ..عالم يبحث عن ثوب وبائعات الهوى ترفل بالحرير…
وهذه كوكبة ليس اولها ولا اخرها..ابراهيم…رحم الله صديقي ابراهيم العجلوني…في يوم رحيله…لقد رحل هدا العالم الفيلسوف و لا يملك من حطامها كما تقول العرب( دانقا)..
..خرج غضبان اسفا…واخرج من جيبه قصاصة كتب فيها الابيات التالية وتلاها علي في مطعم( عكاشة)..
…عتبت على عمان، عتب مودع…امظّته فيها العاديات قراها….
…اضاعتني الايام فيها ولو درت….لعزّ عليها ان اكون مشاعًا….
…لقد ارضعتني كل خسف وانني…..لأشكرها ان لم تتم رضاها…
…وما انا بالجاني عليها وانما…نهضت خصاما دونها ودفاعا….
…واعملت اقلامي بها عربية….فلم تبد اصغاء لها وسماعا….
التعليقات مغلقة.