حقائق لا نعرفها عن الجهاز اللمفاوي
يضع معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الأحد، حقائق قد لا يعرفها كثير من الناس عن الجهاز اللمفاوي، وكيفية عمل هذه الشبكة من الأنابيب الدقيقة في جسم الإنسان.
وتوضح نشرة المعهد مكونات الجهاز اللمفاوي، والأدوار الرئيسية له، والدورة اللمفاوية لهذا الجهاز الذي يعد بمثابة نظام تصريف ضروري في جسم الإنسان، إضافة إلى بيان المشكلات والأمراض التي قد تصيبه.
الجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة من الأنابيب الدقيقة (الأوعية اللمفاوية والعقد اللمفاوية). يصرف الجهاز اللمفاوي سائلاً (يسمى السائل الليمفاوي) الذي يتسرب من الأوعية الدموية إلى الأنسجة ويفرغه مرة أخرى في مجرى الدم عبر العقد الليمفاوية لتصفيته. حيث يتم سحب السوائل التي تحمل السموم والمخلفات من أنسجة الجسم ونقلها إلى العقد اللمفاوية، ثم يتم تصفية السائل الليمفي داخل العقد اللمفاوية وإعادته إلى الدم عن طريق الأوعية الليمفاوية. تلعب هذه العملية دوراً في المحافظة على مستوى السوائل في الجسم إذ يؤدي أي خلل في العملية إلى حدوث وذمة لمفاوية.
تشمل الأدوار الرئيسية للجهاز الليمفاوي ما يلي:
– إدارة مستويات السوائل في الجسم.
– التخلص من البكتيريا والسموم.
– امتصاص بعض الدهون في نظامنا الغذائي من الأمعاء.
مكونات الجهاز اللمفاوي:
يتكون الجهاز اللمفاوي من الأوعية والعقد اللمفاوية التي يتم من خلالها ترشيح السوائل وتصفيتها، كما يشمل الجهاز ما يلي:
– الغدد اللمفاوية: حيث تتواجد الغدد اللمفاوية في مناطق متنوعة من الجسم إما داخلياً حول القلب والرئتين أو قريباً من سطح الجلد مثل تحت الذراع وخلف الأذنين.
– الطحال: ويشكل الطحال أكبر عضو في اللجهاز اللمفاوي، ويعمل كمرشح للدم. يتحكم الطحال في كمية خلايا الدم الحمراء وتخزين الدم في الجسم، ويساعد على مكافحة العدوى. إذا اكتشف الطحال البكتيريا أو الفيروسات أو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي يحتمل أن تكون خطرة في الدم، فإنه -جنبًا إلى جنب مع العقد الليمفاوية- ينتج خلايا دم بيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية، والتي تعمل كخط دفاع ضد الاجسام الضارة.
– الغدة الزعترية: تقع في منطقة الصدر فوق القلب، وتعمل على تخزين الخلايا اللمفاوية غير الناضجة خاصة خلايا الدم البيضاء لتحويلها إلى الخلايا التائية النشطة التي تقضي على العدوى والسرطان.
– اللوزتين: اللوزتان عبارة عن تجمعات كبيرة من الخلايا الليمفاوية، وهما موجودتان في البلعوم. وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة ، فإنهما تمثلان “خط الدفاع الأول للجسم” كجزء من جهاز المناعة، وقد تصاب اللوزتان بعدوى البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف. تعتبر إزالة اللوزتين عند تكرار إصابتهما بالعدوى من بين العمليات الأكثر شيوعًا التي يتم إجراؤها، وعادةً ما تتبع التهابات الحلق المتكررة.
الدورة اللمفاوية:
يمكن اعتبار الجهاز اللمفاوي بمثابة نظام تصريف ضروري لأنه، مع مرور الدم عبر الجسم، تتسرب بلازما الدم إلى الأنسجة من خلال الجدران الرقيقة للشعيرات الدموية. يسمى الجزء الذي ينفد من بلازما الدم السائل الخلالي أو خارج الخلية، ويحتوي على الأكسجين والجلوكوز والأحماض الأمينية والعناصر الغذائية الأخرى التي تحتاجها خلايا الأنسجة. على الرغم من أن معظم هذا السائل يتسرب على الفور إلى مجرى الدم، إلا أن نسبة منه، إلى جانب الجسيمات، تُترك. يزيل الجهاز اللمفاوي هذا السائل المتبقي وهذه المواد من الأنسجة، ويعيدها عبر الأوعية اللمفاوية إلى مجرى الدم، وبالتالي يمنع اختلال توازن السوائل الذي قد يؤدي إلى موت الكائن الحي.
تبدأ السوائل والبروتينات داخل الأنسجة رحلتها مرة أخرى إلى مجرى الدم عن طريق المرورعبر الشعيرات الدموية اللمفاوية الدقيقة التي تنغرس في كل نسيج في الجسم تقريبًا. مناطق قليلة فقط بما في ذلك بشرة الجلد، والأغشية المخاطية، ونخاع العظام، والجهاز العصبي المركزي هي خالية من الشعيرات الدموية اللمفاوية، في حين أن مناطق مثل الرئتين، والأمعاء، والجهاز البولي التناسلي، والأدمة من الجلد تحتوي بكثرة على هذه الشعيرات. بعد المرور عبر الشعيرات الدموية اللمفاوية يصب السائل اللمفاوي أو اللمف في أوعية أكبر تسمى الأوعية اللمفاوية. تتلاقى هذه الأوعية لتشكل أحد الأوعية الكبيرة التي تسمى الجذوع اللمفاوية، والتي ترتبط بالأوردة في قاعدة العنق. أحد هذه الجذوع -القناة الليمفاوية اليمنى- والتي تتواجد في الجزء الأيمن العلوي من الجسم، والتي تعيد اللمف إلى مجرى الدم عبر الوريد الأيمن الذي يقع تحت عظم الترقوة الأيمن. الجذع الآخر-القناة الصدرية- تصرف السائل من باقي الجسم في الوريد الذي يقع تحت عظمة الترقوة اليسرى. يتم نقل اللمف على طول نظام الأوعية الدموية عن طريق تقلصات العضلات، وتمنع الصمامات الليمفاوية الليمف من التدفق للخلف. تتخلل الأوعية اللمفاوية على مسافات متباعدة كتل صغيرة من الأنسجة الليمفاوية، تسمى العقد الليمفاوية والتي تزيل المواد الغريبة مثل الكائنات الحية الدقيقة المُعدية.
حقائق عن الجهاز اللمفاوي:
فيما يلي مجموعة من المعلومات الأساسية حول الجهاز اللمفي:
– تضخم العقد اللمفية: تتضخم العقد اللمفية نتيجة الإصابة المباشرة بالعدوى، وقد تتضخم نتيجة أورام سرطانية أو أمراض أخرى نادرة.
– تمتلك العقد اللمفاوية ذاكرة مناعية طويلة وتلعب دوراً في المناعة المتكيفة مع العوامل المُمرّضة الجديدة.
– مرض الوذمة اللمفية من أمراض الجهاز اللمفي وهو انتفاخ يحدث عند عدم قدرة الوعاء اللمفي على تصريف سائل اللمف.
– السائل اللمفي سائل رائق شفاف يتغير لونه بحسب وجود الالتهاب أو الإنتان، يكون لونه أبيض في القناة الصدرية حيث ينقل الجزيئات الدسمة بشكل مستحلب من الأمعاء نحو الدورة الدموية.
– يعتبر فحص العقد اللمفية فحصاً مهماً لتقدير درجة انتشار الأورام السرطانية، كما يساهم في تحديد الخطة العلاجية.
من المشاكل الشائعة التي تصيب الجهاز اللمفاوي:
– الحمى الغُدّية – تشمل الأعراض العقد الليمفاوية الرقيقة.
– التهاب اللوزتين – التهاب اللوزتين في الحلق.
– داء كرون – اضطراب الأمعاء الالتهابي.
– مرض هودجكين – نوع من سرطان الجهاز الليمفاوي.
وكالات
التعليقات مغلقة.