“حلوة يا أرضي” يمثل الأردن في جوائز الأوسكار 2025
ختيار مستقل
وقع اختيار لجنة مستقلة تماماً مؤلفة من ستة أعضاء من الخبراء والمهنيين الأردنيين المعنيين بالقطاع المرئي والمسموع على هذا الفيلم لتمثيل المملكة. وتولت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تنظيم سير العملية، والتأكد من شفافيتها واستقلاليتها باعتبارها الجهة الرسمية المخولة بتقديم الأفلام للترشح لجوائز الأوسكار. تم فتح باب التقديم للأفلام الطويلة في شهر يوليو الماضي، ضمن إطار يضمن النزاهة والمنافسة العادلة.
فيلم وثائقي يحكي معاناة إنسانية عميقة
يعتبر “حلوة يا أرضي” أول فيلم طويل للمخرجة الأردنية الأرمنية سارين هيرابديان، التي حققت نجاحاً سابقاً مع فيلمها الوثائقي “لم ننتهِ بعد”، الذي حاز على عدة جوائز. يروي الفيلم قصة فريج، الصبي البالغ من العمر 11 عامًا من آرتساخ (ناغورنو كاراباخ)، والذي يحلم بأن يصبح طبيب أسنان في قريته التي دمرتها الحروب. تتبع القصة رحلة فريج عندما يضطر هو وعائلته للفرار بسبب اندلاع الصراع مرة أخرى، ليعودوا لاحقاً إلى وطنهم المدمر بعد خسارة الحرب، ويجد نفسه مجبراً على مواجهة صدمات الواقع والتحديات الجديدة.
الفيلم يعتمد على أسلوب المراقبة الوثائقية، حيث تقدم الكاميرا نظرة حميمة ومؤثرة على الحياة اليومية لفريج وعائلته، ما يسمح للمشاهدين بمشاهدة الأحداث بشكل طبيعي دون تدخل كبير من المخرجة. يتطرق الفيلم لقضايا الحرب والنزوح والصدمة بين الأجيال، ويسلط الضوء على النضال المستمر من أجل الأرض والهوية.
نجاحات محلية ودولية
حقق “حلوة يا أرضي” نجاحات بارزة، حيث فاز بثلاث جوائز في مهرجان عمان السينمائي الدولي 2024، بما في ذلك جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وثائقي طويل وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل. كما ترشح الفيلم في مهرجانات دولية بارزة مثل مهرجان شيفيلد الدولي للأفلام الوثائقية.
حصل الفيلم على دعم من عدة جهات محلية ودولية، بما في ذلك منحة تطوير من صندوق الأردن لدعم الأفلام، وبدعم من القناة التلفزيونية الأوروبية ARTE والصندوق العربي للثقافة والفنون AFAC. هذا الدعم يعكس أهمية الفيلم والاعتراف بجودته الفنية وتأثيره الاجتماعي.
إنتاج مميز ومؤثر
يعد الفيلم نتاج تعاون بين المخرجة سارين هيرابديان والمنتجة الأردنية عزة حوراني، التي تمتلك خبرة طويلة في صناعة الأفلام وشاركت في إنتاج أعمال مميزة مثل “العنكبوت المقدس” و”هجان”. بفضل هذا التعاون، جاء “حلوة يا أرضي” كعمل متكامل يبرز قصصاً إنسانية مهمة تحتاج إلى أن تُروى.
آمال كبيرة وترقب
من المقرر أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن قائمة الأفلام المؤهلة للنهائيات للأوسكار في 17 ديسمبر، بينما سيتم الإعلان عن الأفلام المرشحة في 17 يناير 2025. يأتي هذا الترشيح كفرصة كبيرة للفيلم الأردني لإيصال صوته إلى العالم، وتعزيز مكانة السينما الأردنية على الساحة الدولية.
يقدم “حلوة يا أرضي” قصة مؤثرة تسلط الضوء على معاناة الأطفال في مناطق النزاع، ويجسد صراعهم اليومي بين الأمل والخوف. الفيلم لا يقتصر على كونه عملاً فنياً بل هو شهادة حية على تأثير الحرب على الأجيال الناشئة، ودعوة للتأمل في قوة الإرادة البشرية في مواجهة الظروف القاسية. هذا العمل السينمائي يعزز من أهمية توثيق قصص المجتمعات المهمشة التي غالبًا ما تُنسى في خضم الأحداث العالمية.
بترشيحه للأوسكار، يفتح “حلوة يا أرضي” الباب أمام السينما الأردنية لمزيد من الاعتراف الدولي، ويثبت أن الأفلام الوثائقية يمكن أن تكون أداة قوية لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية الكبرى. بانتظار الإعلان عن النتائج النهائية، يبقى الأمل بأن يحقق هذا الفيلم نجاحاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازاته، ويعزز من حضور الأردن على الساحة السينمائية العالمية.
التعليقات مغلقة.