حلول أزمة المياه بعجلون تعلق بنفق الدراسات وطرح العطاءات

=

عجلون- في سيناريوهات ما تزال تتكرر صيفا كل عام، ستبقى مناطق واسعة في محافظة عجلون تعاني نقصا بمياه الشرب وحدوث أزمات تطال معظم المناطق والسكان، وتتسبب بتأخر الأدوار لأسابيع، وما يصاحبها من معاناة وتكبد أثمان مياه بأسعار مضاعفة تنقلها لهم الصهاريج الخاصة.

هذه المعاناة ليست خافية على الجهات المعنية، بحيث لا تجد مبررات لها إلا في تراجع طاقة مصادر مياه الشرب في المحافظة، وتزايد الطلب عليها صيفا، وعدم كفاية الحصص من خارج المحافظة، وأسباب أخرى طارئة كحدوث التلوث أو العكورة أحيانا، ووجود نسب فاقد كبيرة في الشبكات، مقرين بأن إنجاز مشروع محطة للتحلية بمنطقة القاعدة في عنجرة، وجر المياه إليها عبر خط ناقل من سد كفرنجة سينهي هذه المعاناة.

ويرى المواطن حسان أبو محمد أن نقص مياه الشرب يتكرر في مناطق عديدة بمحافظة عجلون كل صيف، ما يجدد تساؤلاتهم حول مصير مشاريع مائية وعدوا بها منذ عدة سنوات، من شأنها حل المشكلة، وما يزال موعد إنجازها غير محدد، كمحطة التحلية في منطقة القاعدة بعنجرة  والخط الناقل من سد كفرنجة.
ويؤكد أن هذا الحال، سيبقي مدنا وقرى وأحياء واسعة في محافظة عجلون تعاني فقرا بمياه الشرب وتأخرا في الأدوار يمتد لأكثر من 3 أسابيع مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على مياه الشرب.
ويؤيده الرأي عضو مجلس المحافظة منذر الزغول، مبينا أنه ورغم تأكيدات مسؤولي المياه بقرب المباشرة بمشروع محطة التحلية والخط الناقل، إلا أن أحدا لا يعلم متى سيتم الانتهاء من المشروع بمراحله الأربع، ما يبقي مناطق مرشحة للاستفادة منه، كعنجرة ومناطق الصفا وعين البستان وعين جنا وعجلون في حالة ترقب ومعاناة قد تطول أو تقصر بالاعتماد على سير العمل حال البدء بالتنفيذ وعدم التعثر في أي من مراحله، لافتا إلى وجود الكثير من شكاوى المواطنين من تأخر الدور وعدم كفايته في تلك المناطق، ما يضطرهم لشراء المياه من الصهاريج الخاصة بأثمان مرتفعة.
وبين أن دراسة سابقة أعدتها جمعية دارة عجلون للتراث والثقافة وجهات متعاونة، مستعينة بأرقام وحدة التنمية في المحافظة، أوضحت أن أسبابا أخرى تجعل المحافظة تعاني شحا في مياه الشرب صيفا، كحدوث التلوث والعكورة أحيانا، واهتراء شبكات المياه، وارتفاع نسبة الفاقد في الشبكات لتصل إلى 40 %.
وبينت الدراسة أن إدارة مياه المحافظة، عادة ما تعزو السبب بظهور هذه الأزمات إلى تراجع طاقة مصادر المياه في المحافظة صيفا إلى أكثر من النصف، وعدم حصولها على حصتها من محطات المياه بإربد والبالغة 150 مترا مكعبا في الساعة والتي يتم من خلالها تزويد العديد من قرى المحافظة.
ويؤكد أحد القاطنين في حي نمر بمنطقة كفرنجة عاكف عنانزة، أن سكان الحي عطشى، ولم تصلهم المياه منذ 25 يوما، رغم تقديم العديد من الشكاوى لإدارة المياه، مؤكدا أنهم يضطرون لشراء صهاريج المياه لسد احتياجاتهم على حساب نفقات الأسرة الأخرى.
ويرى محمد القضاة أن محطة التحلية، إذا ما أنجزت، فإنها ستنقذهم من عطش الصيف، وامتداد فترة الدور في الصيف لأكثر من 3 أسابيع في تلك المناطق.
ويقول أحمد خطاطبة إنهم يعانون في منطقة عين البستان من أزمة في مياه الشرب طيلة أشهر الصيف، خصوصا مع تراجع طاقة ينابيع المحافظة المحلية صيفا، ووجود نسبة فاقد، وعدم وصول حصصها كاملة من مناطق أخرى، داعيا إلى استثمار سد كفرنجة لأغراض الشرب والإسراع بتنفيذ مشروع محطة التحلية والخط الناقل من السد.
ويقر رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، بأن إنشاء محطة التحلية، سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الخارجية والمصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف، ما سينهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة بشكل جذري.
وبين أن دراسات المشروع توضح أن تكلفته المشروع تبلغ 6 ملايين دينار أردني وبمنحة من الوكالة الأميركية USAID، لافتا إلى أن هذا المشروع الكبير يأتي من ضمن سلسلة مشاريع مائية مهمة جدا تقدر بزهاء 83 مليون دينار ستنفذها وزارة المياه والري في محافظة عجلون، ممولة من خلال منح عربية ودولية.
وأشار المومني إلى أن مجلس المحافظة السابق كان قد وقع قبل زهاء 4 أعوام اتفاقية تمويل مع USAD، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب، مؤكدا أن المجلس يسعى لتمويل وتنفيذ شبكة مياه لأكثر من 80 منزلا في منطقة سوس راسون، ما تزال غير مخدومة.
يذكر أن المحافظة تعتمد في مصادرها المائية حاليا على مصادر داخلية وهي (آبار زقيق 1 و2 و3 و4، ونبع عين القنطرة والتنور، آبار عين جنا، الصفصافة، نبع راسون، إشتفينا ومصادر مائية أخرى) وتشكل مجتمعة ما نسبته (80 %) من التزود المائي.
ووفق أرقام إدارة مياه المحافظة، فإنه يوجد زهاء 4600 عداد مياه مفصول في عجلون من أصل 27 ألف اشتراك بسبب الاستخدامات غير المشروعة للمياه ما رفع نسبة الفاقد بنسبة قد تصل إلى 50 % من التزويد المائي للمواطنين.
من جهته، يؤكد مدير مياه المحافظة المهندس مالك مفلح الرشدان، أن المشروع ما يزال بمرحلة الدراسات الفنية وطرح العطاءات، موضحاً أنه لا يمكن تحديد موعد لإنجازه.
وأقر بأن المشروع، وفي حال انجازه، سوف يسهم في تحسين التزويد المائي لمناطق عنجرة وعين جنا وكفرنجة ومناطق الصفا وعجلون حيث سيكون تزويد المواطنين بالمياه من الخزان بشكل انسيابي، مبينيا أن المشروع قد يوفر 350 مترا مكعبا في الساعة.
وأوضحت مصادر أن المشروع سينفذ على أربع مراحل، ستشمل المرحلة الأولى إنشاء محطة تحلية بعد سد كفرنجة، كما ستشمل المرحلة الثانية إنشاء محطات رفع والمرحلة الثالثة ستشمل إنشاء خزان تجميعي بمنطقة القاعدة في عنجرة بالقرب من متنزه عين جارا بسعة 6 آلاف م3 ، فيما ستشمل المرحلة الرابعة مد الخطوط الناقلة للمياه من بعد سد كفرنجة الى موقع الخزان التجميعي.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات

  1. حمزه الصمادي يقول

    ياريت والله الواحد بعاني كثير والله بنشتري مي كثير وخصوصاً بصيف

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة