حول العيد والإفطار بين أهل العلم وعامة الناس …وحرمة السخرية في قضايا الدين // د. رياض خليف الشديفات

= .
يكثر اللغط والجدل سنوياً حول مسألتين هما: زكاة الفطر هل نخرجها نقداً أم نخرجها طعاماً؟ هذه المسألة تصل إلى درجة احتدام المعارك والتجريح عبر وسائل الإعلام المختلفة، والمسألة الأخرى حول سلامة بداية الصيام وإعلان بداية شهر شوال وعيد الفطر، وليت الاختلاف بقي في دائرة الاجتهاد وحرية التعبير؛ بل تجاوزه ليصل إلى درجة التجريح والتشكيك والطعن في المخالفين، ولبيان الحقيقة حول هذه القضية بين أهل الفتوى وأهل العلم علينا أن لا نبحر كثيراً في البحث عنها فقد كفانا الله سبحانه مؤونة ذلك عبر أهل الاختصاص من علماء والدين وعلماء الفلك الذين يترك لهم الأمر في هذه المسائل ، وعلى كل حال من الإنصاف ذكر الآتي:
– لدينا في الأردن مرجعية دينية ” دائرة الإفتاء الأردني ” ومرجعية فلكية علمية متخصصة بمراقبة الأهلة وتحديد المواقيت وضبطها للناس بما يساعد على الفتوى وما يلزم الناس في شؤون دينهم ودنياهم ، وللإنصاف هناك تعاون بين اهل الاختصاص الديني والعلمي يتمثل في لجنة مراقبة الأهلة التي تجتمع لغاية تحديد بداية شهر رمضان وبداية شهر شوال ، وقد ثبت عبر سنوات عدة سلامة قرارتهم التي هي محل ثقة ، ولا يشك في دينهم ،ولا يمكن لأحد منهم أن يضع في ذمته وعنقه أثم ملايين البشر من حيث الصيام والإفطار ، ولا تخضع هذه اللجان لأية ضغوط سياسية أو دينيه ، أو لضغوط الهوى والانتصار للمذهب وغيرها ، فلا داعي للاختلاف المفضي للنزاع ، والله المستعان .
– من الحقائق العلمية والدينية التي قال بها أهل العلم وفقهاء الأمة قديماً وحديثاً ، هذه الحقيقة هي اختلاف المطالع القمرية من مكان إلى آخر لاختلاف الليل والنهار ، وخطوط الطول والعرض التي تحدد ساعات الليل والنهار من مكان إلى آخر ، فالفرق بينا وبين أمريكيا مثلاً أكثر من تسع ساعات ، والفرق بينا وبين بعض دول الخليج أكثر من ساعتين ، والفرق بيننا وبين المغرب العربي ثلاث ساعات ، وهذا يعني اختلاف المطالع ، فهذا الأمر طبيعي جداً علمياً ودينياً ، والغريب في الأمر أن يتحول هذا إلى ميدان للسخرية ، والله المستعان .
– ما دام لدينا مرجعية في الفتوى نثق بسلامة موقفها لا داعي لمقارنة موقفنا ببعض الدول العربية المجاورة، فقد ثبت على لسان بعض علمائهم تكرار الخطأ في توقيت وتحديد بداية رمضان وبداية شهر، وفي بعض الأحي