خسارة “النشامى” بالخمسة تسبب صدمة قبل استكمال التصفيات الآسيوية

خسارة حقيقية أفضل من فوز كاذب.. تلك مقولة طالما ترددت في الوسط الرياضي، ذلك أنه كما للفوز آباء كثر وللخسارة أب واحد، فإن الخسارة في المباريات الودية قد تكشف العيوب وتضع الأصبع على موطن الخلل، وتوجب معالجته قبل الدخول في المنافسات الرسمية، في حين أن الفوز ربما يستر العيوب حتى يقع المحظور.
يمكن القول إن خسارة “النشامى” 1-5 أمام مضيفه الإماراتي، في مباراة ودية جرت أول من أمس على ستاد راشد في دبي، تشكل صدمة كبيرة لجماهير الكرة الأردنية، ويمكن اعتبارها “زلزالا بقوة 5 درجات”، لأنها جاءت في الأيام الأخيرة التي تسبق استكمال المباريات الثلاث المتبقية للمنتخب الوطني من التصفيات الآسيوية المزدوجة المقررة في الكويت، أمام منتخبات نيبال والكويت وأستراليا أيام 7، 11، 15 حزيران (يونيو) المقبل، كما أنها تشكل الاختبار قبل الأخير لـ”النشامى”، حيث يفترض أن يواجه نظيره الفيتنامي يوم الاثنين 31 أيار (مايو) الحالي، في ختام المعسكر التدريبي المقام حاليا في دبي.
سرية التحضيرات
ولأن المباراة لم تكن مبثوثة تلفزيونيا لاعتبارات تتعلق بـ”سرية التحضيرات والخطط” قبل التوجه إلى الكويت، فمن الصعب الحديث فنيا بالتفصيل عن أسباب تلك “الهزيمة” التي لم نعتدها في السنوات الأخيرة إلا في حدود ضيقة للغاية وأمام منتخبات أكثر قوة من المنتخب الإماراتي الشقيق.
أسئلة كثيرة
الخسارة 1-5، وإن لم تكن مقياسا نهائيا على حال المنتخب الذي توجه إلى دبي بـ25 لاعبا من بينهم جميع اللاعبين المحترفين في الخارج، في انتظار التحاق لاعبين من الفيصلي وثلاثة من السلط بعد انتهاء المشاركة بكأس الاتحاد الآسيوي يوم الخميس المقبل، إلا أنها تطرح عددا كبيرا من الأسئلة التي برزت بعد نهاية المباراة الودية، منها على سبيل المثال لا الحصر.. هل عكست نتيجة المباراة وأداء اللاعبين فيها حقيقة مستوى “النشامى” وحجم تحضيراته من معسكر لآخر منذ بداية العام الحالي؟، وهل بقي في جعبة فيتال شيء جديد يقدمه للمنتخب الوطني أم كان يستحق الإقالة مبكرا ولو كان مدربا أردنيا لتمت إقالته منذ زمن طويل؟، وهل ستكون الخسارة بمثابة “الضارة النافعة” ويستعيد المنتخب الوطني عافيته بسرعة في اللقاء الودي مع فيتنام ومن ثم في مبارياته الرسمية الثلاث المقبلة؟، وهل بقي من وقت حتى يستمر فيتال في تجريب اللاعبين للوقوف على التشكيلة الأساسية التي سيشارك بها في المباريات الرسمية، وكذلك على أسلوب اللعب الذي يتماشى مع إمكانيات اللاعبين؟.
إذا كان فيتال وطاقمه المساعد لا يستطيعان حتى هذه اللحظة اختيار 11 لاعبا للتشكيلة الأساسية وعدد من اللاعبين الاحتياط الذين يمكن الزج بهم على مراحل معينة من زمن المباريات، فتلك مصيبة كبرى، لأن جميع الأسماء ومنذ سنوات باتت معروفة للجهاز الفني، وبالتالي يفترض أن تكون المباريات الودية الأخيرة بمثابة “بروفة” حقيقية قبل خوض المباريات الرسمية، وليس جعلها كسابقاتها من المباريات الودية مجرد فرصة لتجريب جميع اللاعبين وبالتالي تغييب الاستقرار في التشكيلة والانسجام بين اللاعبين.
إدراك حجم المسؤولية
آن الأوان للجهاز الفني للمنتخب الوطني واللاعبين على حد سواء، أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فالمنتخب الوطني دخل في “عنق الزجاجة” حين فقد 5 نقاط مهمة في عمان جراء تعادل سلبي مع الكويت وخسارة بهدف أمام أستراليا، ولا شيء مضمونا من نقاط المباريات الثلاث المتبقية وإن كانت المواجهة مع نيبال “نظريا” هي الأسهل ويفترض أن تكون نقاطها في متناول اليد، لكن ماذا عن نقاط المباراتين أمام الكويت وأستراليا؟.
المصاعب جمة والطريق تكاد تكون شبه مغلقة للتأهل نحو المرحلة التالية من تصفيات المونديال، إن لم يتم تدارك ما جرى في دبي وجعل الخسارة على قسوتها حافزا للاعبين للنهوض من حالة السبات إلى فعل المعجزات، وغير ذلك سيكتفي المنتخب بالدخول في مرحلة جديدة من تصفيات كأس آسيا في الصين بعد وداع تصفيات المونديال، وكذلك خوض لقاء مع جنوب السودان في التصفيات التمهيدية لكأس العرب في قطر.

تيسير محمود العميري/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة