خطوة تفصل “صقور الأردن” عن بلوغ كأس العالم.. تاكر والدويري يغردان “خارج السرب”
أنهى المنتخب الوطني الأول لكرة السلة، مشواره في النافذة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2023، باحتلاله المركز الرابع في مجموعته الخامسة، ليصبح على بعد تحقيق انتصار واحد من أجل التأهل للمونديال، للمرة الثانية تواليا والثالثة في تاريخه.
وخسر “صقور الأردن” مباراته الأولى أمام الفلبين (66-74)، ثم فاز على نيوزيلندا (92-75)، ليحافظ على مركزه رابعا برصيد 12 نقطة، فيما تتصدر لبنان الترتيب برصيد 15 نقطة، تليها نيوزيلندا ثانية برصيد 14 نقطة، والفلبين ثالثة برصيد 13 نقطة، فيما تبددت آمال السعودية بخطف بطاقة التأهل الأخيرة للمونديال بعدما توقف رصيدها عند النقطة 10 في المركز الخامس، وجاءت الهند سادسة برصيد 8 نقاط.
وتنطلق منافسات النافذة السادسة والأخيرة من التصفيات في 24 شباط (فبراير) من العام المقبل، والتي يحل فيها المنتخب الوطني ضيفا على نظيره المنتخب الهندي، قبل أن يلتقي مع نظيره الفلبيني في مانيلا يوم 27 من الشهر ذاته، ويحتاج “صقور الأردن” إلى تحقيق فوز واحد من أجل إعلان تأهله الرسمي لكأس العالم.
تاكر الهداف والأعلى فاعلية
يعد لاعب المنتخب الوطني، دار تاكر، الأعلى فاعلية بين لاعبي المنتخب الوطني مع نهاية النافذة الخامسة وبمعدل 21.4 نقطة، يليه أحمد الدويري بمعدل 20 نقطة، وأمين أبو حواس ثالثا بمعدل 12.8، كما يعتبر تاكر أفضل المسجلين بمعدل 20.3 نقطة، ثم أبو حواس بمعدل 14 نقطة، والدويري ثالثا بمعدل 12.7 نقطة.
ويتفوق الدويري على مستوى المتابعات الناجحة تحت السلتين بمعدل 10.3 متابعة، يليه تاكر بمعدل 7.3 متابعة، وجون بوهانون ثالثا بمعدل 5.5 متابعة، فيما يعتبر فريدي إبراهيم أفضل الممررين بمعدل 6.7 تمريرة، يليه تاكر بمعدل 3.4 تمريرة، والدويري ثالثا بمعدل 2.6 تمريرة حاسمة.
“الصقور” تحت المجهر
من البديهي أن عشاق المنتخب الوطني لكرة السلة “صاحب الإنجازات المتتالية”، يرون أن أي شيء يدنو من الفوز يشبه “الإخفاق”، ولعل الظروف الأخيرة لم تخدم الجهاز الفني كثيرا مع توالي الإصابات وغياب البطولات، غير أن تعاطيهم مع الإمكانيات الموجودة، في ظل حرص اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة على توفير متطلبات النجاح لهم، باتت يؤكد أن هدف المنافسة حاضرا في مختلف مشاركات المنتخب الوطني.
والملاحظ أن العاطفة باتت تحكم مقاييس التقييم بعيدا عن التشخيص الدقيق لمكامن الخلل، فلا ينظر الجمهور إلى الحقيقة أين تكمن، بل يشغل نفسه في المقارنة بين “أمس جميل” و”حاضر حزين”، وكأن في مقدور أي فريق مهما علا شأنه أن يستمر في الصعود إلى القمة، بدون أن يواجه منحدرات ومحطات توقف، وهي أشبه ما تكون بحالة “المد والجزر” التي تحدث في البحار.
الفوز الذي حققه المنتخب الوطني أمام نيوزيلندا، منح الجهاز الفني واللجنة المؤقتة “طوق النجاة” وقلل من حدة موجة الغضب الجماهيرية، فالفوز على منتخب عريق بحجم نيوزيلندا وبأداء مثالي، شكل “تعويضا معنويا” عن الخسارة الموجعة أمام الفلبين، والتي كادت أن تعقد حلم التأهل لكأس العالم.
ولعب المنتخب الوطني في كل مباراة بـ”قناع” مختلف، لم يرتق إلى الشكل الجميل لـ “الصقور” الذي انطبع في أذهان المتابعين في مباراة الفلبين، لكنه كان أكثر إشراقا في المباراة الثانية أمام نيوزيلندا، بعدما ظهرت شخصية “الصقور” الحقيقية.
ومن المهم جدا تأكيد ضرورة الاستقرار الفني وإبعاد اللاعبين عن “مهاترات السوشال ميديا”، حتى لا يكون النيل من معنوياتهم أو الإطاحة بالجهاز التدريبي بقيادة وسام الصوص هدفا سهل المنال، لذلك يتوجب أن يكون الهدف المشترك هو تسليط الضوء على معالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات، ووضع كرة السلة الأردنية في مسارها الصحيح، وهذا لن يكون إلا بتغليب المصلحة العامة وتجاوز المصالح الشخصية الضيقة.
عليان يشيد بـ “روح الصقور”
وجدد رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة، محمد عليان، ثقته بالجهاز الفني الوطني بقيادة وسام الصوص ومساعديه محمد حمدان وعبدالله أبو قورة، مبديا استغرابه الشديد من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الجهاز الفني مؤخرا رغم تحقيق النجاحات.
وقال عليان في معرض رده على استفسارات “الغد”: “نسير اليوم في الخطة التي رسمناها، وتكرار إنجاز التأهل الثاني تواليا والثالث في تاريخ الأردن بات قريبا وسيكمله الصوص، وحققنا ذلك بأنفسنا دون الحاجة لانتظار هدايا من المنافسين”.
وثمن رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد اللعبة، الدعم الكبير الذي تلقاه “الصقور” في مباراتي الفلبين ونيوزيلندا، مشددا: “نهدي هذه الفرحة للجماهير الأردنية كافة، لقد ظهر لاعبونا رجالا في الملعب وأثبتوا للعالم أننا نستحق التواجد مجددا في المونديال، بالروح المعنوية والإصرار الكبير والعمل الجماعي”.
وأتم حديثه بالقول: “بعد خسارتنا أمام المنتخب الفلبيني القوي، لم يتوقع أشد المتفائلين فوزنا على نيوزيلندا، لكننا كسرنا التوقعات وكان لاعبونا على الموعد، وظهرت خبرات أحمد الدويري ودار تاكر واللاعبون كافة لحسم اللقاء وإنجاز المهمة”.
حمارشة: نحن عائلة واحدة
من جانبه، قال لاعب المنتخب الوطني، أحمد الحمارشة: “إن معادن لاعبي “الصقور” تظهر في المواقف الصعبة، لتحدي الظروف الصعبة التي رافقتهم خلال رحلة الإعداد، في ظل ابتعادهم عن أجواء خوض المباريات وغياب المنافسات المحلية”.
وقال حمارشة في حديثه لـ “الغد”: “نحن عائلة واحدة في الفريق، والمنتخب الوطني بمن حضر، نحن اللاعبون نتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الخسارة أمام الفلبين، واللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة برئاسة محمد عليان لم تبخل يوما علينا في توفير متطلبات النجاح كافة، وكذلك الجهاز التدريبي لم يتأخر بنقل خبراته ومعرفته للاعبين، هذه المنظومة المتكاملة هي الأفضل حتما، ونريدها أن تستمر معنا حتى المونديال”.
واستطرد: “اللاعبون كافة وأنا أتحدث بإسمهم، ندعم اللجنة المؤقتة والجهاز التدريبي كاملا، هذا المنتخب عائلة كبيرة تضم اتحادا مجتهدا وجهازا تدريبيا عالي المستوى ولاعبين محترفين، وندرك نحن ما يحدث خلف الكواليس، لذلك يتوجب علينا جميعا إنصافهم”.
خالد تيسير العميري/ الغد
التعليقات مغلقة.