“خلية الحسينية”.. استغلال احتجاج قطاع النقل لتنفيذ عمليات إرهابية
يرى خبراء في التنظيمات الإرهابية أن الخلية التكفيرية في لواء الحسينية التابع لمحافظة معان، استغلت الأحداث التي تعيشها بعض المحافظات في المملكة بسبب احتجاجات المحروقات، لتوظفها في تمرير عملياتها الإرهابية.
ووفق هؤلاء الخبراء، فإن المداهمة الأمنية التي نفذتها قوة من الأمن العام فجر أمس في منطقة الحسينية، وانتهت بمقتل المشتبه بقتل نائب مدير شرطة معان العميد الشهيد عبدالرزاق الدلابيح، إضافة الى استشهاد ثلاثة من رجال الأمن وإصابة خمسة آخرين، قطعت الطريق على هذه الخلية التي استغلت الحالة القائمة في بعض مناطق المملكة لتنفيذ عمل إرهابي ضد رجال الامن، وذلك لرفع حالة التوتر.
وعادة ما تتخذ التنظيمات الارهابية والخلايا التابعة لها، فكريا وتنظيميا، المنتسبين للقوات المسلحة والاجهزة الأمنية هدفا لها في معظم عملياتها الارهابية، كما ان الخلايا النائمة او الناشطة تستغل هي الأخرى مثل هذه الأحداث لتمرير مآربها.
وهذا ما يؤكده الخبير في التنظيمات الإرهابية حسن أبو هنية، إذ يرى أن هذه المجموعات الارهابية تستثمر الازمات لغايات تنفيذ أعمال ارهابية تصب في خدمة أجنداتها وخلق حالة من عدم الاستقرار، مراهنة على الإفلات من الملاحقات الأمنية والقانونية تحت هذا الغطاء.
وأضاف ابو هنية ان ما قامت به هذه الخلية يثبت ان تلك الخلايا لا تزال لديها الإرادة والقدرة على تنفيذ عمليات ارهابية واستغلال الازمات المحلية، لضرب الامن والاستقرار في الاردن، مشيرا الى ان الخلية المذكورة على الأغلب مرتبطة بتنظيم داعش او القاعدة، فكريا او تنظيميا، وهي أقرب الى نظام قطعان الذئاب المنفردة، التي تتحرك بعيدا عن اي أوامر تنظيمية مباشرة، علما ان تنظيم داعش يرتبط مع خلاياه عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل.
وأشار الى ان بعض الحسابات على الشبكة العنكبوتية، وخصوصا التلغرام، حرضت على القيام بأعمال ارهابية في الاردن خلال أزمة ارتفاع المحروقات والاحتجاجات التي رافقتها.
بدوره قال خبير الحركات الاسلامية المتطرفة الشيخ أسامة شحادة إن هذه التنظيمات يسهل اختراقها من جهات خارجية، ولذلك لا يستبعد ان يتم تحريضها لخلق حالة من الفوضى في الإقليم، وهي تستغل دائما المناخات المضطربة لتمرير اجندتها وعملياتها الإرهابية.
وأضاف شحادة: “كما أن هناك عدة جهات مستفيدة من حالة الاضطراب، من بينها العدو الصهيوني والمليشيات الشيعية في العراق وسورية، والمشروع الايراني التوسعي، فضلا عن أن العمليات الارهابية التي تنفذها تلك التنظيمات عادة ما تخدم هذه الجهات اذا لم تكن مرتبطة بها، خاصة وان هذه العمليات لا تخدم في المقابل اي مصلحة وطنية، سواء للدولة او المعارضة، بل تعمل على ضرب المصلحة الوطنية”.
وزاد ان هذه التنظيمات تأخذ من حالة التوتر حاضنة لها لتمرير عملياتها الارهابية، وبالتالي فهي تراهن على إدامة وتعزيز التأزم للإفلات من الملاحقة الامنية والقانونية وتنفيذ اجنداتها.
أما اللواء المتقاعد العين محمود ابو جمعة،، فيقول: “عادة ما تستغل الخلايا اي خروج عن المألوف في محيطها لتنشط في عملية التأجيج والتأزيم، ومن ثم العنف، وبعدها تبدأ عملية تنفيذ مخططاتها الإرهابية، عبر عمليات مخططة تحت غطاء الاحتجاج”.
وأشار الى ان عملية اغتيال الشهيد العميد الدلابيح وإصابة اثنين آخرين الخميس الماضي، كانت من ضمن مخططها الارهابي، ولو فشلت تلك الخلايا بتنفيذها، لاستهدفت حرق الشاحنات او الاعتداء على المراكز الامنية، مؤكدا أن اهدافها لا تتحقق الا في حالة التوتر، فأفرادها كالخفافيش يعشقون العيش في الظلام، ويؤججون الأحداث حتى تصل الى مرحلة الصدام والعنف، لتمرير مخططهم الارهابي عبر عمليات تستهدف المنتسبين للامن العام، أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
موفق كمال / الغد
التعليقات مغلقة.