“دار أبو عبد الله ” منظمة ذات بعد إنساني تسعى لمعالجة الفقر وتمكين الأفراد
تسهم المنظمات الإنسانية بتحقيق التنمية الشمولية ودعم الجهود الحكومية نحو تحسين حياة الأفراد والمجتمعات وتمكينهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وإكسابهم المهارات اللازمة للاعتماد على الذات، وإدماجهم في برامج هادفة تحقق لهم مستوى من الدخل المرضي.
وتعد “دار أبو عبد الله” إحدى هذه المؤسسات التي وجدت لغايات تمكين الأفراد وتعزيز قدراتهم واستدامة سبل عيشهم، من خلال برامج تعالج الأسباب الكامنة وراء الفقر الغذائي في الأردن. وتوفر لهذه الفئة الاستقلالية والاكتفاء الذاتي ضمن قدرات المؤسسة.
وتستند الدار في تحديد الفئات المستهدفة على شراكتها الاستراتيجية مع تكية أم علي التي تتلاقى معها في الأهداف والغايات والتعاون في تنفيذ النموذج التنموي الشامل الذي يهدف إلى تمكين الأفراد المستضعفين ضمن قاعدة بيانات مشتركة تساعد على تزويد المستفيدين بالأدوات والموارد التي يحتاجونها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، عن طريق كسر دائرة الفقر، وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل، ليس فقط للأفراد، ولكن أيضا لأسرهم ومجتمعاتهم بشكل عام.
ويقول مدير الدار سامر بلقر، إن “دار أبو عبد الله”، تنتهج نموذج التمكين الاقتصادي الشامل الذي يتضمن مسارين رئيسيين هما التشغيل من خلال ربط المستفيدين بفرص التوظيف المتوفرة، والعمل الذاتي عن طريق تأسيس الأعمال متناهية الصغر والمنزلية، حيث يعتمد المساران على اتفاقيات التوظيف والالتزامات الخطية التي يقدمها أصحاب العمل، وتوقع قبل البدء بتصميم وتنفيذ التدريب المهني أو التقني لضمان التنفيذ الفعال وتحقيق الأثر المستدام.
وبين أن الدار مكنت العديد من الشباب والسيدات، الذين استطاعوا الاعتماد على أنفسهم وحصلوا على فرص تشغيلية ومشاريع مدرة للدخل بعد الاستثمار بقدراتهم وطاقاتهم من خلال برامج مصممة خصيصا لتلبي احتياجاتهم وأولوياتهم المجتمعية المحلية، حيث تمكن العديد من الأفراد والأسر من الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على الذات.
وأضاف أن برامج المؤسسة ذات تأثير إيجابي على المستفيدين، حيث تصمم برامج الدار بدقة لتكون شاملة ومرنة وقائمة على الأدلة، ومستجيبة للفئات المستهدفة في المملكة، بحيث يضمن هذا النهج تأثيرا مستداما مبنيا على الحاجة.
وأشار إلى أن البرامج تركز بمجملها على المجالات الاقتصادية مثل برنامج القيادة والتمكين الاقتصادي لفئة الشباب، وبرنامج التشغيل والعمل الذاتي الذي يركز على ربط المستفيدين بفرص توظيف وتشغيل منزلي، وبرنامج بناء القدرات الذي يتضمن تدريبات ريادة الأعمال والتمويل الرقمي والشمول المالي، وبرنامج التنفيذ الذي يستهدف ذوي الإعاقة من النساء والشباب.
وبين بلقر أن برنامج الزراعة المراعية للمناخ والأمن الغذائي- نظام الزراعة المائية، لاقى نجاحا واسعا، حيث استفادت منه فئات كبيرة من المجتمع، ويركز على استغلال أسطح المباني في الزراعة وإدارة تجمعات المزارع، وإنشاء البيوت البلاستيكية في مناطق شمال الأردن وجنوبه.
وقال إن الدار قامت من خلال محور التصنيع الغذائي بإنشاء مزارع خاصة، وتطوير الإجراءات العملياتية للتصنيع، وربط المستفيدين بالأسواق وتدريبهم على كيفية تسويق المنتجات، مشيرا إلى أن نموذج التجميع الذي تتبناه الدار يعتمد على تعزيز الإنتاج المحلي وتبني ممارسات شراء مسؤولة، بالإضافة إلى دعم المبيعات وربطها بالأسواق لضمان استدامة المشاريع المنزلية والصغيرة، والذي تم من خلاله تمكين أكثر من 600 سيدة عن طريق محور المحكيات، حيث عملت السيدات في مشغل الدار الذي تم إنشاؤه في محافظة المفرق عام 2020 بإنتاج 1,500,000 كمامة طبية وما يقارب من 60,000 معطف و50,000 حزمة ملابس ومستلزمات الشتاء، وتم تدريب السيدات على المحيكات والتطريز والخياطة ليحققن دخلا اجماليا بقيمة نحو نصف مليون دينار ويستفدن من توفير دخل مادي شهري وبناء مهارات عالية في هذا المجال.
(بترا) رسمي خزاعلة-
التعليقات مغلقة.