دجاجة حفرت ونعامه نقت/ الأستاذ الدكتور: أحمد مصطفى بني فواز

=

قد يُستغرب العنوان هذه المرة ويتسال ما سره ما مغزاه ما مقصده ولكني اعتقد أن المتبحر في لغتنا الغالية يعلم معنى الرمزية ويعلم معنى المثل المشهور (الحكي إلك وإفهمي يا جاره) أو قد يقول البعض أن اغلب الكتاب المبدعين ينتقي عنوانا منمقا يشد به ملكة القارىء ليبحر أكثر ويتعمق في معاني الكتابة ليصل للب معناها بكل جماليات صورها الفنية أو جناسها وطباقها إلى غيره أو آخره مما يزين به الكلام ليصبح (كطرطة) عيد ميلاد أعدت لحفل فخم ولا فخامة أكبر من أن تحفر بيدك التراب كالدجاجة ولما تجد قوتك ورزقك وتاتي تلك التي تغطي راسها وتكشف المستور لحظة وجود العدو وتأخذ كل ما جنيت بعد كد وتعب وجهد على مرائى الجميع والمصيبة الألسن تنشل وكل الأعضاء تقف عن المطالبة بأحق الحق من كلمة واحدة جعلت الدجاجة تبيض و(تكاكي أو تقاقي) بكل اللهجات لتعلن للناس ها قد أنتجت فتعالوا خذوا ما أنتجت وتغذوا فقسًا أو قليًا أو شويًا أو حتى اصنعوا (جز ومز) وتلذذوا فإلى متى تفيق ويسقط عرفها وهي تبيض لمرتزقة وجودهم في أرضها بلا جذور ولكن القدر والزمن لعب لعبته بأن جعل لإبن الزنا المرمي بباب المسجد أن يجده العقيم بلا رقيب فيصيح بالناس أنجبت أم العيال وينسب المولود لغير الوالد وتكون له السلطة والمكانة فقط لأنه نسب كإبن حرام وولد (زنيم) في عباءة أصيل محروم وجده باب فرج ليرث مال حلال مع أن نسبه حرام وهذا غيض من قليل وإليكم التفصيل.
رسالة من تحت الماء من فوق لتبلغ عنان السماء أو في أرض يقطنها الأغبياء والبلهاء حتى عم البلاء وصار شعار بعض الأحرار (تموت الأسود في الغابات جوعًا ولحم الضأن تأكله الكلاب) لقد تعدى التعدي على حرمات الله أبعد من الذروة حتى صار للرويبضات جولة وللمنافقين صولة وأصبح بيع الشرف حرفة وصولة الجاهلين مقرفة يتصدر الناس من لا يسوى نكلة وعداد الرجال في زمن الأزلأم عورة فالى متى؟ وإلى أين؟ ولو طرحنا كل أدوات النداء والسؤال فلن يرتد إلا الصدى والأحرار نيام والخون قيام وندفن كلمة الحق ونسوغها بالبدعة ألم يبلغ الأمر منتهاه ألم يأن أن يآن المتوجعون تحت الأغطية التي لا تستوعب حرارة النفس وتسارع دقات القلب من شدة كمت الغضب والإهانة وكان الذي يجلد بالسوط يركب للعواطف واقي الصدمة وإن كان صحيح ما سر إزدياد نسبة موت التجلطات في الدم انه الكتم والصمت في العتم والهروب للظلام لتكون لحظات لم يكتب مثلها التاريخ الذي لم تقف فيه الصرخات مع أن الدجاج الذي ينبش لا يختلف عن دجاج زماننا وإن كانوا في الماضي أغلى سعرًا من النعامة التي لا فقط رقبتها طويلة إنما ساقيها اللتان لو تخجل لما أبرزتهما ظنا منها الأجدر والأجمل لتخفي رأسها وتبرز ما لا يجب أن يكون مكسوفًا لأي صياد وهذا حال المحجبات اللاتي يخرجن أمام أزلامهن ولا حسافة على العلمانيات أو أشباه الرجال الذين يرفعوا شعار (المهم الصحة) أو ممن تقوده كفرس (الكدانه) وما زالت تبحث عن غرور وكرامة وشموخ الخيل الأصيل فبات الشرف لأمثالهم (طرف) ولست أدري محايد أم أنه في دم بعض البشر زيادة عدد فهانت المقدسات وهانت الكرامة وهان على البعض النساء فتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ومن الرجال من اكتفى بأن يكون رجس من عمل الشيطان متفخرا أنه زلم ومنهم طار كالبالون من شدة النفخ والكبر فما عاد يرى راس أنفه وغيرها من الطامات التي جعلت نصيب الأسد للنعامة التي أصبح شغلها نهب المقدرات من مناقير الدجاج فما تظهر الحبة بعد طول جهد وحفر تناولتها (عالبارد المبرد) وإن قلت لها احفري وتناولي طعامك بنفسك قالت (عامله مناكير وبدي كير أخاف الأظافر تتكسر تيك كير) وطالما صلتي تمنحني بطاقة التأهل فلما العب الأدوار التمهيدية اللعبة لعبتي إذن أنا أقرر متى تنتهي اللعبة؟ ومن يفوز؟ ومن يبقى؟ ومن يسقط؟ ومن هو السيد هنا؟ ومن العبد؟ ولما يريدوا بأحد يسقط قام القانون بدوره ليصبح المظلوم أكبر الظلام وحيتان البحر تلقم أي لحم ودم دونها المهم لا يمكن أن يشبع الدجاج وأيما أحد شبع بدون قرار تحول لدجاج مزارع ليباع بأرخص الأثمان تحت مسمى لنخلص للأوطان والدين والأخوة وهم الخون فقط لأنهم أجادوا صياغة الألوان فسخروها بكل مكان ونهاية المطاف ديك يصيح ودجاج يكاكي ورقبة النعامة الطويلة تنتش الأرزاق وطعامها الورق ولأجل جوعها في طفولتها خرجت عن فطرتها لتنتش الحب وإن رأيتها من أكلة اللحم فلا تستغرب وأنه لزمن الغربة فطوبى لأصحابها.
وختامًا… ما زلنا ننتظر المطر وكأننا حب ينتظر أن تشرب النواة فتورق وتينع وبعد الشتاء تزهر الأرض وتخضر والأمل روحه حاضرة ونبتهج للثوب الأخضر ومناظر الزهر وروعة العطر وحلاوة صوت العصافير وكل هذه المعطيات يأتي الصيف بحلو ثمره ومختلف ألوانه وأشكاله ومع ذلك لم يأت العيد الحقيقي كما كان يأت فنفرح كما كنا نفرح بطفولتنا الحلو رغم تواضعها ألا أن حلاوتها لذيذة جدًا وأقراص العيد رغم صغرها ألا أننا ما زلنا نحس حتى الأن بروعة طعمها ورونق أيامها تجتمع العائلة والعشيرة والصف والبلد يد واحدة تكبر وتوحد الله الواحد الأحد قبل أن تأتي نعامة فتت الشمل بالتفرقة وتلهينا بأنفسنا ومغريات الدنيا حتى لا نحس بأي وجع ولو كان فينا ليسهل لها نقر الحب من أمام الدجاج ويرش لها العلف المصنع لتكون كروش وتبرد دمها المغموس بدهن الخنزير الذي أذاب الغيرة ورفع علم الدياثة والمثلية ليسهل على البعض عرض الوقاحة ويقر ويرضى بأهله السوء من أجل فتات المال والنصيب الأكبر للحيتان التي تقودهم نعامة لحم أكتافها تسمن من الدجاج الذي يعطي ولا يأخذ ويعمل بلا مقابل ويبقى السؤال حائر في ساقية يديرها ثور إلى متى يقف هذا التدهور الأخلاقي ومتى تفيق العقول النيرة ويقوم ميزان عدل الثقافة ونوقف أهل النفاق والشقاق أفراح الخوارج المكنين الفراق وكبار المحدودية والزهايمر الفكري الذي يسلب الإرادة ويوقف العقل الباطن فضلا عن مسيرة الروح إلى الإفاقة من الغفلة إلى متى يبقى منا أناس كالأنعام بل أضل سبيلًا إلى متى نظن السوء ببعضنا ونقبل بمخططات التفريق ومحطات التمزيق أوقفوا نزيف الفرقة واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا فإذا عرفنا الداء وصلنا للدواء المهم إجتماعتنا نعطي مقترحات ونعالج الأخطاء فالعقل السليم يولد عقل سليم فإن كسرنا بثقافتنا رقبة النعامة نوقف سرقتها لمقدرات الدجاجة فتلتهي بنفسها والمها بدل أن تلتهي بنا وعند ذلك نجد المخرج لنور على نور يهدي الله لنوره من يشاء والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه إلى يوم الدين.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة