دخان فرط // مصطفى الشبول
يحبونه ويمزحون معه ، ويُجلسهم في دكانه على المقاعد المتنوعة الصنع (البلاستيك ، وكراتين البيض الفارغة ، والطوب…) ، أبرقة الشاي لا تتوقف ما بين الغلي والتخثير … كافة أنواع علب الدخان المفتوحة والمتصدرة مشهد الدكان ، والتي يهرب ويتسرب طلاب المدارس من الحصص والمدرسة لأجلها … هكذا حال دكان أبو فليح القديمة و المجاورة للمدرسة … أبو فليح الرجل المحبوب لمعظم طلاب المدرسة والذي يستقبل الطلاب بكل صدر رحب وبكل حفاوة ويقضي الطلاب ساعات طويلة في دكانه … والجدير بالذكر بأن أبو فليح يُنصّب نفسه ولي أمر للطلاب رواد دكانه ، فعندما يطلب المدير من أحد الطلاب إحضار ولي أمره بسبب الغياب والتقصير يتدخل أبو فليح على أنه خال الطالب الفلاني ، وعم للطالب العلاني ، ووكيل الطالب فلان من قبل والده ، ليتعيّن محامي دفاع عن ثلة كبيرة من الطلاب المتسربين …ولو رجعنا لسبب تسربهم يكون السبب صناديق الدخان المتنوعة و المفتوحة على كافة رفوف الدكان … والمشكلة عندما تجد طلاب بعمر الورود لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره زبوناً دائم لدى أبو فليح …
(فعندما سُئل الكاتب الروسي أنطون تشيخوف عن طبيعة المجتمعات الفاشلة ، أجاب : في المجتمعات الفاشلة يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح ، وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية ، فإذا رأيت الموضوعات التافهة تتصدر النقاشات في أحد المجتمعات، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جداً) …
ربما كان بيع دخان الفرط سابقاً ، لأن الأمور الآن تطورت بشكل كبير وملحوظ … فعندما تسأل أحد المدخنين من الأجيال السابقة كيف تعلمت الدخان ؟ يُعزي الأمر إلى دكان أبو فليح ، أو من بيوت العزاء قديماً عندما كان من ضمن التقديم والضيافة مثل التمر والقهوة السادة الدخان حيث يوضع مجموعة من صناديق الدخان المفتوحة والمتنوعة على طاولة خاصة ، وهذا يشجع الشبيبة على الدخان … هذا عدا عن الاراجيل والسجائر الإلكترونية الموجودة مع الشباب الصغار ذكوراً وإناث دون رقيب وعتيد …
فهكذا يتم القضاء على الأجيال والمجتمعات ليتصدر الفشل و الجهل والظلم مشهد الحياة … تبدأ بسكارة فرط من البائع الفلاني وتنتهي بتعاطي وترويج مخدرات …
في جوار كل مدرسة توجد دكانة او اكثر
لابي فليح حتى فليح يبيع الدخان الفرط على ابواب الجامعات