دعم عسكري وعودة السفيرة.. تحركات أميركية جديدة بشأن أوكرانيا
أبوظبي -حمل دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثالث، تحركات جديدة ومكثفة من قِبل الولايات المتحدة، لتعزيز استراتيجيتها في مساندة كييف، ومناهضة النظام الروسي ومضاعفة خسائره.
واعتبر محللون عسكريون ومراقبون، أن واشنطن تسعى لأن “تربح كييف هذه الحرب أو لا تخسرها”، ولذلك تقدم مساعدات غير مسبوقة على كافة المستويات خاصة على الصعيد العسكري.
سياسيا، كانت لزيارة وزيري الخارجيّة والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن إلى كييف، العديد من التبعات لعل أبرزها بحسب المراقبين التأكيد على الدعم الأميركي، والمضي في توفير احتياجات أوكرانيا.
والتقى بلينكن وأوستن بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقاء دام 3 ساعات بالعاصمة كييف، بعدما استقلا قطارا من بولندا، في زيارة هي الأولى لمسؤولين أميركيين منذ 24 شباط (فبراير)، تاريخ بداية العمليات العسكرية الروسية.
وغداة زيارة وزيري الخارجية والدفاع، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار بريدجيت برينك السفيرة الحالية لدى سلوفاكيا في منصب سفيرة للولايات المتحدة في أوكرانيا، وهو المنصب الذي ظل شاغراً لأكثر من عامين.
وخلال الزيارة التي أحاطتها ترتيبات أمنية سرية، تعهد الوفد الأميركي بعودة الدبلوماسيين الأميركيين تدريجياً إلى أوكرانيا.
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، أظهرت الولايات المتحدة وحلف “الناتو” استعداداً مستمراً لتزويد كييف بمعدات أثقل وأنظمة أسلحة أكثر تقدما.
لكن ما يزال الجيش الروسي يسعى إلى تحقيق انتصارات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، في الوقت الذي عدّل من خططه مؤخرًا وسحب قواته من مناطق الشمال، للتركيز على “تحرير” إقليم دونباس.
دعم عسكري وسياسي
يرى المحلل السياسي الأوكراني ماتيا نيليس، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين تمثل تحركات جديدًا من الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، وبالتالي تعد بادرة بالغة الأهمية.
وأوضح “نيليس” أن الجانبان الأميركي والأوكراني ناقشا مؤخرا عمليات تسليم الأسلحة الجديدة المقدمة من واشنطن، وكذلك الاحتياجات الأخرى للجانب الأوكراني لمواجهة العمليات العسكرية الروسية والدفاع عن البلاد، موضحًا أن زيارة أوستن وبلينكين رغم رمزيتها إلا أنها تمثل تحولًا جوهرياً فهي الأولى لمسؤولين أميركيين منذ بداية الحرب في أوكرانيا..
وبشأن ترشيح الرئيس الأميركي سفيرة بلاده بسلوفاكيا للعمل في أوكرانيا، أشار المحلل السياسي الأوكراني إلى أن الإعلان عن تعيين بريدجيت برينك، وهي موظفة في السلك الدبلوماسي، سفيرة للولايات المتحدة في كييف، جاء وسط ترحيب واسع النطاق، إذ أنه لن يتم افتتاح السفارة الأميركية تدريجيًا فحسب، ولكن ولأول مرة منذ عام 2019، سيعمل سفير أميركي معين من مجلس الشيوخ في كييف، وهو قادر على التحدث نيابة عن الرئيس الأميركي.
ومنصب السفير الأميركي في كييف خالٍ منذ 2019 ويقود السفارة مذاك قائمون بالأعمال. ويتعيّن على مجلس الشيوخ الأميركي أن يوافق على تولّي برينك منصبها الجديد لكي يصبح تعيينها سارياً.
عقوبات.. واتصالات
وفي تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية صاموئيل وربرغ، أن الرئيس الأميركي جو بايدن لديه اتصال وثيق بشكل دائم مع الرئيس الأوكراني، كما أن الإدارة الأميركية بشكل عام تتواصل بشكل شبه يومي مع الحكومة الأوكرانية على جميع المستويات.
وشدد على أن واشنطن ستواصل تكثيف إجراءاتها ولن تنفد لديها الخيارات لفرض مزيد من التكاليف في أي وقت قريب، فضلًا عن استمرارها في تزويد أوكرانيا بالسلاح للقتال، وتقديم الدعم الإنساني والمالي المباشر؛ لفرض مزيد من الضغوط على الاقتصاد الروسي.
وبشأن اعتزام فرض عقوبات جديدة على روسيا، قال وربرغ إن “ما يمكننا قوله الآن هو أن الولايات المتحدة وبالتعاون مع المجتمع الدولي قامت باستهداف كل ما يهم الرئيس بوتين، بمعنى أننا قمنا بتقليص قدرة الجيش الروسي وقدرته على الوصول إلى أحدث التقنيات، وقمنا بتضييق الخناق على روسيا في ملف الطاقة وقدرة موسكو على استغلال العالم واستخدام الطاقة كورقة ضغط ومنعه من استخدام نفوذه للضغط على الدول”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.