دعوة للتخفيف من المهور وتوابعها في مجتمعنا/ د .رياض خليف الشديفات
= قال تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير). (الحجرات: 13) وقال عليه السلام: الزواج من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني . انطلاقا من توجيهات الإسلام التي تدعو للزواج والتصاهر بين الناس، وتقوية الروابط بينهم بالزواج، واستجابة لطلب العديد من الذكور ومن الإناث من المتابعين لكتاباتي في الشأن العام وتحديداً في الجانب الاجتماعي منه لطرح موضوع غلاء المهور وتوابعها في المجتمع التي تعد مشكلة اجتماعية وسبباَ رئيسياً للعزوف عن الزواج، وزيادة نسبة العنوسة بين الذكور والإناث لعزوفهم عن الزواج لأسباب اقتصادية واجتماعية وغيرها. ولا شك أن هذا الأمر يتعلق بكل أسرة في المجتمع، فالزواج يعني كل أفراد المجتمع، فما من بيت في المجتمع إلا وفيه فتاة أو أكثر، أو شاب أو أكثر، ومن حقهم الزواج لتوافقه مع فطرة الله سبحانه وتعالى التي فٌطر الناس عليها، والخروج عنها يعني الوقوع في الانحراف أو المشكلات النفسية وغيرها، ويمكن توضيح هذه الفكرة من خلال النقاط التالية: 1. من ناحية فقهية وشرعية لا يجوز تحديد المهر بتحديده بمقدار معين، وإنما يترك لذلك للعرف السائد وتفاهمات أسر الراغبين في الزواج فالمهر حق للمرأة، وحفظ لحقوقها بموجب أحكام الإسلام. 2. التخفيف في المهر وتوابعه من الأمور التي دعا إليها الإسلام، فأقل النساء مهوراً أكثرهن بركة، والتخفيف والتيسير في المهر وتوابعه من أسباب البركة في البيوت، ومن دواعي العيش الكريم والسعادة في الحياة الزوجية. 3. المبالغة في المهر وتوابعه لا تجلب السعادة؛ بل تجلب المشقة والحرج، وتستدعي العزوف عن الزواج، وقد تتسبب في حدوث المشكلات الزوجية لعدم القدرة على الوفاء بالمتطلبات المطلوبة من الأزواج، أو من المقبلين على الزواج، وقد تكون من أسباب انفصام عرى الزواج ” الطلاق ” كما يدل على ذلك واقع الحال في المجتمع. 4. التيسير والتخفيف في المهر وتوابعه من دواعي العفة والستر لبناتنا وشبابنا، وهو مصلحة لكلا الجنسين ” الذكور والإناث “. 5. المبالغة في المهر وتوابعه من: ذهب، اثاث، حفلات، صالونات، ولائم ودعوات ، وفساتين سهرة مبالغ فيها ، وملابس فوق المعتاد ، وصالات كنوع من الاستعراض الاجتماعي ، وفرق غنائية ، وكماليات وغيرها …. هذه المسائل يمكن التحكم بها بحسب رغبة الطرفين، وهي لسيت خارج مقدور الناس، فالناس تستطيع أن تزيد وتنقص من ذلك بحرية تامة، وهذه الأمور تذهب مع ذهاب المناسبة، ولا يبقى منها إلا الذكرى الطيبة أو الحسرة والندامة على الذين لا يستطيعون سداد ديونهم والتزامهم للوفاء بغير الضروريات للزواج. 6. رضا الناس غاية لا تدرك، فالبحث عن الشهرة والاستعراض الاجتماعي لن يفيد الزواج في شيء، فحين تبكي سوف تبكي وحدك، ولن تجد إلا القليل والأقل من يحمل عنك بعض همك، فالضريبة انت من يدفعها، والحل هو البساطة ” وخير الأمور أبسطها “. 7. المبالغة في المهور وتوابعها والشروط المبالغ فيها تدخل صاحبها في ا لإثم والحرج، ويمكن للإنسان أن يجنب نفسه الإثم والحرج من حيث مخالفة الدين أو من حيث سن سنن سيئة في العادات التي لا تتفق مع العرف السليم والشرع الحنيف . 8. في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في المجتمع فإن التخفيف في المهور وتوابعها وفي تكاليف الزواج ضرورة اجتماعية واقتصادية وحياتية تسهم في الحد من مشكلة العنوسة ومن نسب الطلاق ومن الوقوع في مصيدة الديون والبنوك والاقتراض وغيرها. 9. هذه القضية الاجتماعية لا تتطلب سوى الإرادة القوية في تجاوز محاولة مجاراة الأعراف الاجتماعية الخاطئة، ويمكن أن تتم عقود الزواج بأسهل الطرق دون مبالغة وتكليف للأنفس فوق طاقتها. والله المستعان.
التعليقات مغلقة.