دمج المراكز الصحية بتصنيفاتها.. هل يحسن الخدمات؟
في ظل نقص الكوادر الطبية ووجود أكثر من 1600 مركز صحي يتوزع ما بين “شامل” و”أولي” و”فرعي” و”أمومة”، فإن الحاجة باتت تستدعي أن تزاول هذه المراكز العمليات الجراحية العميقة، لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية من جهة، وإدماج هذه المراكز وتحسين جودة خدماتها المقدمة للمواطنين من جهة أخرى.
ووفقا لمصادر في وزارة الصحة، فإن عشرات المراكز الصحية المنتشرة في محافظات المملكة مستأجرة، ما يرتب تكاليف إضافية لتغطية تكاليف الكوادر الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى تكلفة الإيجارات.
وأشارت المصادر إلى أن الوزارة أنهت دراسة دمج مئات المراكز الصحية لغايات تجويد وتطوير خدماتها، وتوفير الكوادر الطبية والإدارية المناسبة لها، وخاصة المراكز المتقاربة، إلا أن دمجها لن يتم إلا بالتوافق عليها مع سكان تلك المناطق ونوابها، واقتناعهم بأن عملية الدمج ستقدم لهم رعاية صحية أفضل وأشمل، وستنتج عنها مستشفيات صغيرة تتوفر فيها عيادات اختصاص وغرف عمليات صغرى.
وفي هذا الشأن، يؤكد مسؤول مطلع في وزارة الصحة لـ”الغد” أن الوزارة بدأت فعليا بتنفيذ خطة متكاملة لدمج عدد من المراكز الصحية الأولية في مراكز شاملة لتجويد الخدمات الصحية المقدمة، ولتصبح مراكز نوعية بالتعاون مع ممثلي المجتمع المحلي والنواب، وعدد من المبادرات المجتمعية.
وأشار إلى أن خطة الوزارة السابقة لتوسعة وافتتاح العديد من المراكز الصحية كانت بهدف توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية المتكاملة؛ للحد من تحويل المرضى للمستشفيات، بحيث تستنـد خدمات الرعايـة الصحية الأوليـة إلى مفهوم الرعاية الصحية الشاملـة، من خلال تقديم الخدمـات الأساسية الوقائية والعلاجية، كالتثقيـف الصحـي، والصحـة الإنجابية، فضلا عن سلامة الميـاه والرقابة علـى الغـذاء وصحة البيئة، والكشف المبكر عن الأمـراض المزمنة والوراثية والخلقية والصحة النفسية والإعاقات.
كما تشمل الخدمات الصحـة المدرسية والمهنية، ومكافحة الأمراض السارية والصحة السنية، وكذلك الوقاية من الإدمان ومكافحة التدخين، بالإضافة إلى تقديم الخدمات التي تركز على تعزيز أنمـاط الحياة الصحية السليمة وتجنـب عوامـل الاختطار.
وقال إن الوزارة، ولغايات تحسين وتجويد الخدمات والحد من الكلف الكبيرة، تعكف على إنشاء مراكز نموذجية متكاملة بالتعاون مع الجهات المانحة، وتخفيف الكلف المالية جراء وجود مراكز كثيرة وترشيق الكوادر الصحية لتعمل وفق الحاجة.
وأضاف أن الوزارة التي كانت تنشئ كل عام عددا من المراكز، أدخلت في استراتيجياتها الجديدة إنشاء مستشفيات تراعي الأبعاد الجغرافية بدلا من منظومة المراكز الصحية الفرعية والأولية والشاملة المنتشرة في كافة محافظات المملكة، والتي تم إنشاؤها سابقا استنادا لمعايير معتمدة، من أهمها البعد الجغرافي والحاجات الفعلية للسكان.
وتعمل الوزارة، وفقا للمصدر، على إنشاء وتوسعة وتجهيز 36 مركزا صحيا، ورفع كفاءة 150 مركزا آخر، ورفدها بالأجهزة والمعدات ووسائط النقل، وتعزيز قدرتها على تقديم الخدمة بجودة وكفاءة، وتجهيز وافتتاح أول قسم للخدمات التأهيلية والعلاجية للأشخاص ذوي الإعاقة في مركز صحي القويسمة الشامل، ضمن خطة تستهدف تجهيز مثل هذا القسم في 12 مركزا صحيا في المحافظات.
وقال إن الوزارة باشرت بخطة دمج المراكز الصحية الأولية بمراكز شاملة، لتجويد الخدمات الصحية المقدمة، لتصبح نوعية، حيث جرى دمج أول 4 مراكز تابعة لمديرية صحة محافظة الزرقاء في مركز صحي واحد، كما باشرت الوزارة العام الماضي، بإعادة تأهيل مراكز صحية بالتعاون مع مبادرة همتنا، وشملت مركزي صحي الأميرة بسمة، وغور المزرعة.
وتتوفر في المملكة 1616 مركزا صحيا، منها (121) مركزا شاملا، و(366) “أولي”، و(187) “أمومة”، و(502) “أسنان”، فيما يوجد 120 مستشفى، بينها 32 تتبع لوزارة الصحة، و15 للخدمات الطبية الملكية، و71 خاصا، و2 جامعيان هما مستشفى الجامعة الاردنية ومستشفى الملك عبد الله المؤسس.
فيما يبلغ عدد الاسرة 15003، منها 5251 في وزارة الصحة، و3154 للخدمات الطبية، و5415 للقطاع الخاص، و625 لمستشفى الجامعة الأردنية، و558 لمستشفى الملك عبد الله المؤسس.
حنان بشارات/ الغد
التعليقات مغلقة.