“دورات المشاريع” بالغور الشمالي تنشل أسرا من الفقر ومطالب بتوسعتها لتعميم الفائدة
الغور الشمالي-ساهمت الدورات التدريبية الزراعية التي تعمل على تدريب شباب وفتيات وأصحاب مشاريع صغيرة ممن يرغبون بتطوير مشاريعهم الزراعية، بانتشال العديد من الأسر المعوزة من الفقر بالغور الشمالي وتمكين الشباب من إنشاء مشاريعهم الخاصة لمواجهة التعطل عن العمل توفير احتياجاتهم.
مع نجاح هذه الدورات، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة التوسع بالدورات التدريبية الذي تقوم عليها مديرية الزراعة بالاغوار من اجل تعميم الفائدة على اكبر قدر ممكن من المستفدين.
ويرى مهتمون بتلك الدورات والمشاريع الزراعية، أن المشاريع والتي تأتي ضمن “مشروع زيادة دخل أسر ريفية فقيرة”، ساعد العديد من أسر اللواء في تحسين دخلها وإيجاد مصدر دخل لأسر لم يكن لديها اي دخل.
وقالوا إن “المشاريع الناجحة جاءت بعد أن خضع أصحابها من الشباب والشابات للدورات التدربية والعملية، والتي مكنتهم من انشاء وادراة مشاريعهم بشكل ناجح.
وتعقد هذه الدوارت بالتعاون مع قسمي المشاريع والتنمية الريفية، وقسم الارشاد الزراعي في مديرية الزراعة.
ووفق مصدر من مديرية الزراعة، فقد تم تشكيل لجنة لإختيار ودراسة حالات أسر متقدمة لشمولها بالمشاريع الزراعية، موضحا أن اختيار الأسر تم وفق أسس وضعتها جهات معينة بالتعاون مع مديرية الزراعة في اللواء ويتم اختيار الأسر من قبل اللجان التي شكلت لذلك الهدف، موضحا ان أغلب تلك الأسر المستفيدة تكون قد نسبت من الجمعيات الخيرية بهدف ان تكون أسر منتجة قادرة على تطوير افرادها بدل من الاعتماد على مساعدة صندوق المعونة، إضافة الى تمكين بعض الشباب غير المستفدين من صندوق المعونة الوطنية من تعلم مهنة تمكنهم من إنشاء مشاريع صغيرة تمكنهم من توفير احتياجاتهم اليومية.
بدوره قال المختص بالمشاريع الصغيرة المهندس الزراعي فارس المشرقي إن أغلب المتدربين هم شباب خريجين او عمال زراعة ومنهم من يرغب بتطوير مشروعه الزراعي، مشيرا الى ان أغلب المشاريع الزراعية يكون عليها اقبال، ولكن مشاريع “تربية النحل” من أكثر المشاريع اقبالا، مرجعا ذلك الى طبيعة المنطقة ومناخها المناسب لهذا النوع من المشاريع، كما ان التكلفة المالية قليلة جدا مقارنة بالمشاريع الزراعية الأخرى.
من جانبه، قال مدير مديرة زراعة اللواء المهندس رائد الشرمان إن الهدف من التدريب وانشاء الدورات هو إنشاء مشاريع اقتصادية مدرة للدخل، كتربية النحل والاغنام والزراعة المائية والهدف من تلك المشاريع الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة في مناطق اللواء من الشونة الشمالية ولغاية منطقة الكريمة جنوبا.
وأشار الشرمان الى أن شروط المشروع تمنع الأسر المستفيدة من التصرف به، مؤكدا على أن هناك متابعة من قبل مديرية الزراعة بهدف تطوير ومتابعة المشاريع، كما ان المديرية تعمل وتساعد أصاحب المشاريع على تسويق منتوجاتهم.
يقول الشاب الجامعي محمد البشتاوي من سكان اللواء إنه درس تخصص مهندس زراعي في مجال الانتاج الحيواني ولكنة لم يتمكن من الحصول على اي عمل، وتقدم بطلب للحصول على دورة تدريبية في المديرية في مجال تربية النحل، مشيرا الى تمكنه من انشاء مشروع تربية النحل، وحاليا يوفر المشروع متطلبات أي شاب خريج جديد، داعيا من الشباب الحصول على تلك الدورات الهادفة، مؤكدا على أن هذه المشاريع تغني العديد من الشباب عن الوقوف أمام الجمعيات الخيرية أو البحث عن مساعدات مالية وعينية أو الاعتماد على ذويهم.
وتقول العشرينية ميساء خالد من سكان منطقة الشونة الشمالية، إن الدورات التدريبية على المشاريع يتم اختيارها وفق طبيعة المنطقة، مؤكدة أنها حصلت على تدريب في تربية النحل إذ أن تلك المشاريع تناسب طبيعة الحياة الريفية في مناطق الأغوار، خصوصا في فصل الربيع حيث تتوفر الأزهار والنباتات الموسمية التي تعد غذاء للنحل، مشيرة الى أن الدورة التدريبية التي تلقتها كانت هادفة ووضعتها على الطريق الصحيح من أجل إنشاء مشروعها الخاص.
جدير ذكره، أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشد فقرا ويبلغ عدد سكان اللواء قرابة 130 ألف نسمة، موزعين على عدة مناطق سكنية تمتد من الشونة الشمالية ولغاية منطقة الكريمة، ويعتمد أهالي اللواء في الحصول على مصدر رزقهم من خلال عملهم في الزراعة ويعمل البعض الآخر في القطاعات الحكومية.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.