دوري المحترفين في أمتاره الأخيرة.. سخونة في المنافسات وبيئة خصبة للملاسنات
بدأت وتيرة السجالات والتكهنات ترتفع رويدا رويدا في الشارع الرياضي المحلي، حتى أن بعضها تحول إلى ملاسنات، مع اقتراب موعد مباريات الحسم في دوري المحترفين لكرة القدم، والتي تجري بعد غد.
واحتدم التنافس على لقب دوري المحترفين بين الحسين إربد (56) نقطة والفيصلي (54) نقطة؛ حيث يلتقي الحسين في المباراة الأخيرة مع فريق سحاب على ملعب الأمير محمد بالزرقاء، فيما يلعب الفيصلي مع شباب الأردن على ستاد عمان، وفي اليوم نفسه تشتعل منافسات الهبوط، لتحديد هوية الفريق الثاني الهابط إلى الدرجة الأولى برفقة فريق الجليل، حيث انحسرت بطاقة الهبوط الثانية بين مغير السرحان وسحاب والأهلي.
ومع ارتفاع حدة التنافس، اشتعلت المناكفات الرياضية الروتينية بين جماهير الفيصلي والحسين إربد، وهو ما تكشف عنه مواقع التواصل الاجتماعي، التي امتلأت بشحذ الهمم وتشجيع اللاعبين، وتأكيد أحقية كل فريق بإحراز اللقب، فيما كانت هناك مناكفات ومشاحنات تجاوزت الخطوط الحمراء، وهو ما رفضه الكثير من المتابعين الذين طالبوا بضرورة تحكيم العقل، واعتبار أن المنافسة فقط داخل المستطيل الأخضر، فيما الجميع إخوة خارجه، وبالتالي ضرورة التحلي بالروح الرياضية مهما كانت نتائج المباريات.
الخطوط الحمراء التي تجاوزتها بعض التعليقات، جاءت أيضا بسبب اشتعال الهبوط، ودوره المرتبط بالفائز باللقب، خاصة مباراة الحسين إربد الطامح للقب الدوري، وسحاب المتشبت بآمال الهروب من شبح الهبوط، حيث ذهبت التكهنات إلى نسج قصص من عالم الخيال، فالبعض يرى أن سحاب ربما يميل للعب لمصلحة المتصدر أو وصيفه، فيما الأخبار القادمة من نادي سحاب، وهي الأخبار الأكثر دقة ومصداقية، تؤكد أن الفريق سيلعب لنفسه ولن ينظر إلى أحد، وإنما سيبحث عن الفوز الذي ينجيه من شبح الهبوط، وبالتالي دحض كل الأقاويل التي تتحدث عكس ذلك كما يحاول البعض الترويج له.
ورغم ارتفاع وتيرة المناكفات السلبية، إلا أن الكثيرين قرروا تحكيم العقل في الكثير من التفاصيل، واعتبار أن كرة القدم مجرد لعبة تنافسية، لا تمنح أي شخص الحق في كيل الاتهامات، وبالتالي ضرورة التشجيع بروح رياضية بعيدا عن التشنج والإساءات.
ويقر متحدثون لـ”الغد”، أن الشارع الرياضي في الأيام الحالية، حافل بالإشاعات والأقاويل والاتهامات الخارجة عن الروح الرياضية، وهو ما تجسده صفحات التواصل الاجتماعي المليئة بالتناقضات والاتهامات، رغم وجود صفحات واقعية تخط التعليقات بكل روح رياضية، وتؤكد تشجيعها لفريقها المفضل، بعيدا عن الإساءة للفريق المنافس.
ويقول كبير مشجعي الحسين إربد ماهر موسى، إن فريقه يستحق لقب الدوري، وهو الأقرب للاحتفال باللقب، مؤكدا مساندته للفريق حتى اللحظات الأخيرة من الدروي، مع تأكيد احترام المنافس، ورفض أي تعليقات مسيئة، أو اتهامات باطلة تلحق الضرر بصورة الرياضة الأردنية.
ويضيف “نحن نشجع فريقنا الحسين إربد بكل روح رياضية، ونحترم ونقدر جمهور الفيصلي ونعتز به، ولكن في الوقت نفسه نرفض أي خروج عن النص في التعليقات والإساءات التي نلحظها في ازدياد في الشارع الرياضي المحلي، خاصة بعد خسارة الحسين إربد أمام الفيصلي الاثنين الماضي”.
ويؤكد موسى ثقته الكاملة بقدرة فريقه على إحراز لقب الدوري يوم السبت المقبل، متمنيا على الجماهير الحسينية والفيصلاوية، تقبل النتيجة مهما كانت لأن الرياضة والمنافسة تحتمل كل الخيارات ولا بد من تقبلها.
أما المشجع الفيصلاوي فريد العيسى، فقد أبدى امتعاضه من الإشاعات التي يتم تداولها بشأن استعداد هذا الفريق أو ذلك لخدمة فريق آخر، مؤكدا ثقته بأن الأندية تلعب لمصلحتها في الدرجة الأولى، بعيدا عن التلاعب أو التعاطف، لا سيما وأن الفرق المعنية تحتاج إلى كل نقطة في المباراة الأخيرة.
ويرى المتابع لكرة القدم الأردنية، وتحديدا دوري المحترفين رجائي الصمادي الذي يتولى رئاسة نادي عجلون، أن احتدام المنافسة على اللقب والهروب من الهبوط، جعل من مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للإشاعات والأقاويل والتكهنات الظالمة في أغلبها، متمنيا على الجماهير أن تحكم العقل قبل أن تنشر “بوستات” على صفحات التواصل الاجتماعي التي تزخر بكلام محرض وبعيد عن الروح الرياضية.
وأضاف “الحسين إربد قدم موسما استثنائيا يجعله مستحقا للقب الدوري، والفيصلي فريق عاد بعيدا بفضل مدربه أحمد هايل وجماهيره الوفية، ويستحق الفوز بالدوري، وبالتالي يتوجب تقبل النتائج بروح رياضية”، لافتا أيضا إلى أن فريقا بتاريخ سحاب يدفعه للعب من أجل تاريخه بعيدا عن أي شيء، وهو فريق يلعب لنفسه من أجل الهروب من الهبوط.
التعليقات مغلقة.