دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه/ ماهر جعوان ( مصر )
–
(يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
ينادي الحقُّ تبارك وتعالى عباده المؤمنين آمرًا إياهم بالدخول في الإسلام دخولاً شاملا،
كُلّ لا يتجزّأ، في جميع عُراه وشرائعه قولا وعملا واعتقادا، فلا يتركوا منها شيئًا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته، وألا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه، بحيث لا يتخيرون بين شرائعه وأحكامه ما وافق مصالحهم وأهواءهم قبلوه وعملوا به، وما لم يوافق هواهم ردوه أو تركوه أو أهملوه، وإنما عليهم أن يقبَلوا شرائع الإسلام وأحكامه وحدوده كافة في جميع أحوالهم وأعمالهم، ونهاهم عن إتباع خطوات الشيطان في تحسين القبائح وتزيين المنكر وتبعيض الإسلام وتضيعه والاجتزاء منه ومحو الهوية.
﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
فهذا الدين ليس منتجاً أرضياً خاضعاً للدراسة، والبحث، والتعديل، والتطوير، والزيادة، والنقصان، بل هو كامل في عدد قضاياه التي عالجها وتاماً في طريقة المعالجة نوعاً، ارتضاه الله لعباده ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
وهذا مسلك النبي الكريم ﷺ حتى في أصعب الأوقات وهو يبحث عن موطن آمن للدعوة وهو يعرض نفسه على القبائل فمع قبيلة شيبان بن ثعلبة:
قال المثنى بن حارثة – وقد أسلم بعد ذلك: إنما نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السَّمامة، فقال له رسول الله ﷺ: «ما هذان الصريان» قال: أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى، فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب، فعلنا فقال رسول الله ﷺ: (ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه)
الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء.
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(
التعليقات مغلقة.