رابطة الكتاب الأردنيين: خمسون عاما من الريادة الثقافية والفكرية

بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس رابطة الكتاب الأردنيين، صدر كتاب بعنوان “ذاكرة الياسمين: نصف قرن من الإبداع”، الذي يرصد الدور الطليعي التنويري للرابطة منذ تأسيسها في العام 1974.

يتضمن الكتاب، الذي أعده مدير الرابطة الأسبق محمد المشايخ، وحرره وراجعه محمد سلام جميعان، وقام بتنسيقه الدكتور مخلد بركات، مجموعة من الصور التي توثق أبرز المحطات في مسيرة الرابطة.

جاء في مدخل الكتاب وهو بعنوان “خمسون عاما في تفعيل الدور التنويري للثقافة”، يشير إلى أن رابطة الكتاب الأردنيين منذ تأسيسها العام 1974 وحتى احتفالها باليوبيل الذهبي العام الحالي، ظلت المنبر الثقافي الديمقراطي التنويري، الحر والحريص على الموازنة بين المستوى الإبداعي والمعرفي. كانت الرابطة دائما في مقدمة المدافعين عن قضايا الكتاب وحرية التعبير، والانحياز لثقافة المقاومة باعتبارها رافعة النهوض العربي. كما سعت دائما إلى تحقيق المزيد من المكاسب المطلبية والثقافية للكتاب، وتعزيز موقعها ممثلة رئيسية للمثقفين والمبدعين في الأردن.
وتتعاون الرابطة مع مختلف الفعاليات الثقافية والنقابية وهيئات المجتمع المدني دفاعا عن قضايا الأمة، وتساهم في صيانة الهوية الوطنية الأردنية بأبعادها القومية الحضارية العربية والإنسانية. كما تغذي التوجهات العروبية والقومية لمواجهة المخاطر التي تهدد أمتنا العربية برمتها، معتبرة أن هذه المهام هي واجب وطني وثقافي، يستوجب اصطفاف الكتاب والمثقفين والهيئات الثقافية الأردنية والعربية، والتقائها حفاظا على هويتنا العربية.
لقد سعت الرابطة، وما تزال، إلى توطيد علاقاتها مع مؤسسات المجتمع المدني، وشكلت في إحدى المراحل مجلس الهيئات الثقافية والفنية في المملكة، وأعادت تشكيل هذا المجلس في مرحلة لاحقة ليكون خاصا بالهيئات الثقافية والفنية في منطقة جبل اللويبدة. كما وسعت دائرة النشاطات الثقافية للرابطة، لتشمل جميع محافظات المملكة من خلال فروعها الثمانية، وعززت امتدادها العربي والعالمي عبر تفاعلها مع الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
وترأست الرابطة الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لمدة 6 سنوات، وكانت نائبة للأمين العام للاتحاد لمدة 7 سنوات، وكانت نائبة الأمين العام في الأمانة العامة لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.  وأصبحت الرابطة مؤخرا، عضوا في الاتحاد العالمي للكتاب. وعقدت عبر سنوات عمرها المديد، اتفاقيات مع اتحادات الكتاب العربية والعالمية المماثلة، مما مكنها من المساهمة في العديد من النشاطات الثقافية القومية والدولية.
كما استضافت العديد من رموز الثقافة والفكر والأدب من مختلف أنحاء العالم، فهي منفتحة على الثقافات والحضارات والآداب الكونية. وقد أبدع أعضاؤها أعمالا أدبية أثبتت وجودها على الساحتين العربية والعالمية، فترجمت إلى العديد من اللغات، وحظيت بجوائز مرموقة. كما مثلت المملكة الأردنية الهاشمية في عشرات المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات الثقافية العربية والدولية.
بعد “خمسين عاما” من تأسيسها، تعمل الرابطة على إعادة إحياء صندوق الثقافة، وتسعى بكل جهد لتأسيس مطبعة ودار نشر. كما تواصل البحث عن تمويل لضمان استمرارية منح جوائزها التقديرية السنوية، وتطوير مجلتها الثقافية “أوراق”، إلى جانب تحديث وسائل تقديم الثقافة والارتقاء بها عبر موقعها الإلكتروني.
بالذكرى الخمسين على تأسيسها تحتفي الهيئة الإدارية بالرابطة، وتأمل من الهيئة العامة الالتفاف حولها والتعاون، من أجل إنجاح فعالياتها الوطنية والعربية والدولية. معتبرة أن إنجازات كل عضو من أعضائها تشكل جزءا من الحراك الثقافي المستمر، الذي يكتمل عبر حضور الأعضاء ومشاركتهم في برامج الرابطة.
كما تقدر الهيئة الإدارية للمؤسسين والرواد جهودهم التي أثمرت على مدى خمسين عاما، لتساهم في كل هذا الإبداع والعطاء والإنجاز الثقافي والتنويري. كما تشير الرابطة إلى استحداث رسالة عمان التنويرية، وعقدها ندوة دولية حول مشروع طريق الحرير الثقافي وحوار الحضارات، بهدف إعادة الاعتبار لدور الثقافة والمثقفين في صياغة استراتيجيات عالم متغير، ليؤدوا دورا إيجابيا في التعاون والسلم الدوليين، والتصدي لكل أشكال التكفير الثقافي، ليكرس الأردن محطة دولية للصداقة بين الشعوب.
من جانبه، كتب رئيس الرابطة د. موفق محادين بعنوان “خمسون عامًا من الإبحار الثقافي”، يقول: “ما بين سنوات التأسيس في العام 1974، وما نحن فيه من سنوات عجاف، غاب عنها “تموز”، و”أدون”، وشقائق النعمان، وزهر الأقحوان، مثلت رابطة الكتاب الأردنيين، بقدر ما استطاعت، محاولة شجاعة وبهية لجفنة العنب هذه، لبيت الثقافة الأردني، وقد ألقت ثوبها على العارفين، ورمت حجارة من سجيل في المياه الراكدة للعقل المستقيل”.
ويضيف محادين مقابل ذلك، ومع كل متراس معرفي مقاتل كالرابطة وغيرها من عشرات الهيئات الثقافية العربية، تواصلت الحرب على الجبهة الثقافية، ونصبت المشانق في “المتروبولات” لكل سردية تشيح بوجهها عن السرديات المركزية للإمبريالية. وقامت دوائرها كما تخبرنا “سوندرز”، في عملها الكبير الموثق “من يدفع للزمار”، فإن دوائر الإمبريالية قامت باختلاق تيارات ومدارس فكرية وأدبية، تماما كما أي صناعة، بدءا من الأسلحة، وصولا إلى تدوير النفايات، وحتى جراثيم المختبرات للقتل الجماعي. ولا غرابة في ذلك. ويشير محادين إلى أن الرأسمالية هي سليلة الجريمة وابنتها الشرعية؛ من بطانيات الجدري ضد الهنود الحمر، إلى هدايا لا تباع ولا تبادل مثل حاويات منتهية الصلاحية، الفئران فيها أكثر من القمح، الذي لا يصلح علفا للحيوانات. ولم تكن “المتروبولات”، الرأسمالية، وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى الولايات المتحدة الأميركية، دون مفكرين وفلاسفة الذين يقدمون خدماتهم حسب الطلب أو بصورة غير مباشرة، ليقرروا هذه الوصفة أو تلك للشعوب المقهورة.
يقول محادين: “من الليبرالية وحقوق الإنسان المهدورة في البلدان التي توصف بالشمولية، إلى احتقار بلدان أخرى لا تستحق صناديق الاقتراع كما اقترح “شتراوس”، وبوبر، وسوروس”، رجل البورصة اليهودي الذي صار فيلسوفًا للثورات الملونة. قاموس كامل من حرب المصطلحات والمفاهيم والأغاليط المنطقية، من “الحد الثالث المحجوب” إلى “القياسات الصورية الفاسدة”. وقاموس كامل من حرب “الأخ الأكبر” وفتاوى القتل “الوضعية”، بعد قرون من الذبح وحرق من تجرأ على تحدي الأب الأكبر”.
يشتمل الكتاب على موضوعات مختلفة وكتابات منها “ذكريات التأسيس، الاحتفالات السابقة بذكرى تأسيس الرابطة، جوائز رابطة الكتاب الأردنيين 1974-2024،  فروع الرابطة، مجلة رابطة الكتاب الأردنيين (أوراق)، وهج السنوات 1974-2024، محطات مهمة في تاريخ الرابطة، رسالة عمان التنويرية، ذاكرة مدينة، ذاكرة مثقف.
وأيضا، مشاريع استثمارية للرابطة وأعضائها، إغلاق رابطة الكتاب العام 1987، ملاحق، الهيئات الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، حيث يستعرض هذا القسم قائمة بأسماء الهيئات الإدارية التي تولت إدارة الرابطة على مر السنين، مع تسليط الضوء على إنجازاتها. ومنشورات رابطة الكتاب الأردنيين في الفترة (1974 – 2024).
أما في مجال الإبداع والأعمال، فكانت الأعمال القصصية، الروائية، المسرحية والشعرية إلى جانب الدراسات، والنظام الأساسي لرابطة الكتاب الأردنيين للعام 2013، والمتوفون من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين (1974-2024)، من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين، يعرض قائمة بأسماء أعضاء الرابطة على مدار خمسين عاما، مع تسليط الضوء على إسهاماتهم الثقافية والأدبية. وصور من أرشيف فعاليات الرابطة وانتخاباتها، يتضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي توثق الفعاليات المختلفة والانتخابات التي شهدتها الرابطة عبر تاريخها.

عزيزة علي/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة