رباعية “النشامى”.. مدرب ماليزيا يلخص الحكاية وتخوف مشروع يفرض ذاته
مر وقت طويل قبل أن يحقق المنتخب الوطني لكرة القدم، الفوز في مباراة بإحدى المسابقات الرسمية، بعدما اجتاز نظيره الماليزي برباعية نظيفة أول من أمس، في محطته الأولى بنهائيات كأس آسيا 2023، والتي حقق خلالها العديد من الأرقام الإيجابية.
صحيح أن “النشامى” لم يخض مباراة رسمية تنافسية واحدة في الفترة ما بين الفوز على المنتخب الكويتي في منتصف شهر حزيران (يونيو) العام 2022 بتصفيات البطولة المقامة حاليا، وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما افتتح مشواره بالتصفيات المزدوجة أمام طاجيكستان، لكن النتائج في المباريات الودية الأخيرة قبل النهائيات الآسيوية، زرعت الخوف في نفوس عشاق المنتخب.
بيد أن اللاعبين، أحيوا آمال الشارع الرياضي بهم، ليحقق أول من أمس، انتصارا عريضا، أسعدوا من خلاله أكثر من 20 ألف مشجع تابعوا المباراة من مدرجات ستاد الجنوب.
وتقاسم كل من محمود مرضي وموسى التعمري رباعية المنتخب الوطني بواقع هدفين لكل منهما، في ثاني أكبر فوز للمنتخب الوطني بمشاركاته القارية.
وأقام المنتخب أمس تدريبا في ساعات الظهيرة، عمد من خلاله الجهاز الفني إلى الاستشفاء من الضغط البدني للاعبين خلال المباراة، وحرصا منه على منحهم فترة أطول للراحة بقية اليوم، إضافة إلى استكمال التدريبات في الأيام المقبلة بالموعد ذاته تقريبا، نظرا لأن المواجهتين المقبلتين في الدور الأول ستقامان عند الساعة الثانية والنصف عصرا.
ويلتقي المنتخب الوطني نظيره الكوري الجنوبي السبت المقبل على ستاد الثمامة، علما بأن كوريا الجنوبية فازت على البحرين بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الأولى، ما يرشح تأهل المنتخب الفائز في هذه المواجهة للدور الثاني بشكل مباشر، علما بأن المنتخب التقى مع “الشمشون الكوري” مرة وحيدة في النهائيات القارية وكانت أول مباراة للمنتخب في العام 2004، وانتهت بالتعادل بدون أهداف.
معنويات عالية
ارتفعت معنويات الجهاز الفني واللاعبين بعد فترة الأعصاب المشدودة التي عاشتها المنظومة في المرحلة الماضية، ليأتي هذا الفوز ويساهم في زيادة الآمال ببلوغ أدوار متقدمة، نظرا لأن بعض منتخبات شرق القارة أزعجت منافسيها في مباريات الجولة، وأظهرت مستويات جيدة.
واستوعب اللاعبون الخطة الجديدة التي تتضمن بناء اللعب من الخلف، والاعتماد على الكرات الطولية للوصول إلى مرمى المنافس بأقل مجهود، إلا أن الأخطاء الدفاعية بقيت حاضرة من خلال سوء التمركز والتمرير، وهي أمور قد تقلق الجماهير والجهاز الفني في المحطات المقبلة.
وأكد المدير الفني للمنتخب الوطني الحسين عموتة خلال المؤتمر الصحفي، أن الهدف من المباراة كان الفوز بأي نتيجة كانت، من أجل الدخول بمعنويات أعلى للمواجهة الأهم أمام كوريا الجنوبية، وأوضح أن المنتخب ما يزال بحاجة لعمل أكبر منه ومن اللاعبين للظهور بالصورة التي يريدها.
التعمري.. المباراة الأفضل
وبعد اختياره كأفضل لاعب في مباراة ماليزيا، وبتسجيله هدفين في شباك المنتخب الماليزي، رد لاعب نادي مونبيليه الفرنسي موسى التعمري على المنتقدين الذين يشككون بقدراته الفنية وإمكانية تقديمه ما هو أفضل في الاستحقاقات المقبلة.
وخلال إجابته على الأسئلة بالمؤتمر الصحفي، بين التعمري أنه يعتبر الانتقادات الموجهة إليه نقدا بناء من أجل تطوير مستواه، وتقديم أفضل ما لديه مع المنتخب الوطني، حيث يعتبره الكثيرون بأنه اللاعب الأميز الذي يحمل على عاتقه، مهمة بلوغ المنتخب لأدوار متقدمة في البطولة.
التعمري سجل هدفين، الأول من علامة الجزاء، والثاني بطريقة مميزة من فوق الحارس، ما جعله واحدا من أبرز نجوم الجولة الأولى، بانتظار إكمال مهمته في المباريات المقبلة، والتي تتطلب بذل جهود مضاعفة في سبيل تحقيق الهدف المنشود.
مرضي واختبار الوقت
وعلى الرغم من خوضه 32 دقيقة تقريبا، كان اللاعب محمود مرضي على الموعد، وساهم في إعادة المنتخب إلى سكة الانتصارات، بتسجيله هدفين في أول مشاركة رسمية له بالنهائيات القارية.
وخلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة، قال عموتة إن مرضي تعرض لكدمة قبل المباراة، لكنه حرص على المشاركة، وأشار إلى أنه يحتاج ليومين من أجل العودة للتدريبات، ما يرجح احتمالية غيابه عن المشاركة بصفة أساسية في أصعب مباريات دور المجموعات.
ويعتبر مرضي أحد أبرز العناصر الأساسية للمنتخب خلال السنوات الماضية، وسجل هدفا قد ينافس على أجمل الأهداف في الجولة الأولى أو البطولة بشكل عام، من تسديدة ماكرة من خارج منطقة الجزاء، وجهها بالزاوية البعيدة للحارس الماليزي.
تخوف مشروع
إلى ذلك، أكد عدد كبير من المتابعين للمنتخب الوطني من الدوحة، أن الفوز الذي تحقق كان مهما وجاء في وقته المناسب، حيث عانى المنتخب خلال الفترات الماضية على صعيد النتائج، إلا أن هذا الفوز لن يكون كافيا في المشاركة الحالية.
وأدرك الجميع بأن المبالغة في الاحتفال والفرح بالفوز على المنتخب الماليزي، والمصنف أخيرا في ترتيب المجموعة، قد يتسبب في أضرار على معنويات اللاعبين، ومن هنا جاءت المطالبة بطي صفحة ماليزيا، والتركيز على المحطة المقبلة.
التحدي الأصعب
وهناك إجماع على أن مباراة كوريا الجنوبية هي الاختبار الحقيقي لإمكانيات الجهاز الفني واللاعبين في سبيل إظهار قدراتهم، وإقناع الجماهير بأن “النشامى” في المحافل القوية يظهر بشكل مختلف، وأن التحدي الأصعب له يتمثل في تجاوز هذه المباراة والخروج بنتيجة إيجابية تعزز من حظوظه في التأهل.
وقدم المنتخب الكوري بقيادة المدرب الألماني يورجن كلينسمان، مباراة قوية في ظهوره الأول بالبطولة، وأثبت بأنه أحد المرشحين للقب، ويضم عددا من اللاعبين العالميين وفي مقدمتهم نجم توتنهام هوتسبير الإنجليزي سون هيونج مين.
مدرب ماليزيا يلخص الحكاية
وفي السياق ذاته، لخص المدير الفني للمنتخب الماليزي كيم بان جون، حكاية المنتخب الوطني الذي أبهره بحسب تصريحاته، وجعله يتلقى خسارة كبيرة في مستهل مشواره بالبطولة، ما أوقعه بالمحظور وجعله يفكر في إيجاد حلول للتخلص من الانتقادات، بعد تصريحاته قبل البطولة بأنه يطمح للتأهل إلى ثمن النهائي.
وعمل المدرب الكوري الجنوبي، على مجاراة المنتخب الوطني منذ البداية، بعد أن شاهد أداء متذبذب للنشامى في مبارياته الأخيرة، ليعترف بعد اللقاء بأن المنتخب الوطني كان أكثر قوة مما توقع.
وظهر المنتخب الوطني بصورة مغايرة عن المواجهات السابقة على الصعيدين الرسمي والودي، واستطاع تحقيق النقاط الثلاث بفوز وأداء مقنع إلى حد بعيد، ليؤكد المنتخب تفوقه التاريخي على ماليزيا من جهة، بالحفاظ على سجله خاليا من الهزائم مجددا، وتأكيد حضوره المميز في نهائيات كأس آسيا من جهة ثانية، والظهور بأقوى أداء.
دعم معنوي
وحرص عدد من أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد الكرة، على تقديم التهنئة للاعبين بعد الانتصار، وهم نائب رئيس الاتحاد مروان جمعة، وعامر أبو عبيد، والأمين العام للاتحاد سمر نصار ونائبها فليح الدعجة.
وثمن المسؤولون خلال حضورهم في غرفة اللاعبين عقب المباراة، الأداء الجيد الذي قدموه في اختبارهم الأول، مطالبين إياهم بإكمال بقية المباريات على النمط ذاته، من أجل إسعاد الجماهير الأردنية التي تدعم المنتخب من قطر على المدرجات، ومن الوطن خلف الشاشات.
تفاصيل وخفايا في قطر
واستمرت قطر في تقديم أفضل ما لديها في سبيل إنجاح بطولة كأس آسيا على غرار كأس العالم الذي أقيم نهاية العام 2022، حيث واصلت تقديم ملاعبها المونديالية بالجودة ذاتها سواء للمنتخبات المشاركة، أو حتى للجماهير والفرق الإعلامية.
ويعيش الوسط الإعلامي العربي والأجنبي حالة من الذهول لما تقدمه اللجنة المنظمة للبطولة، من تسهيلات للوفود الإعلامية لتغطية الحدث، عبر مركز إعلامي يشمل كافة الاحتياجات التي يطلبها الإعلامي لتقديم مواده الصحفية، وتوفير وجبات غداء وعشاء لجميع الصحفيين في المركز الإعلامي الرئيسي، أو حتى في الملاعب.
التعليقات مغلقة.