رحلتي الى البرازيل – 2 –// الدكتور اسماعيل العطيات
=
تستدعي الاهمية البالغة التي تكتسبها غابات الأمازون سواء من الناحية البيئية او الاقتصادية أن نتحدث بالتفصيل عن هذه الغابات التي ينعكس أثرها على البرازيل وأمريكا الجنوبية والعالم أجمع بشكل عام . ونبادر الى القول أن البرازيل ليست ضخمة فحسب ، ولكنها تضم أيضًا حوالي ثلثي غابات الأمازون المطيرة ( كثيرة الأمطار ) . وعلى الرغم من أن هذه حقيقة يجب أن تفخر بها البرازيل ، إلا أن جهود الحكومة لا تزال دون المأمول . أما الأمازون ، من ناحية أخرى ، فهي أكبر غابة مطيرة ، ولا يزال المكان يحتوي على أكبر نهر في العالم من حيث الحجم . وبينما تعد غابات الأمازون مكانًا فريدًا على وجه الأرض ، فإن أكبر مستنقع في العالم يقع أيضًا في البرازيل. وهو (بانتانال ) الذي يعد وجهة سياحية “صاعدة وقادمة” في السنوات القادمة . وتشير الدراسات الى أن حوالي 60٪ من الغابات المطيرة في العالم تقع في البرازيل . يقع الجزء الأكبر من غابات الأمازون في قارة أمريكا الجنوبية في البرازيل ، يغطي هذا الحوض مساحة 7،000،000 كم²، منها 5،500،000 كم² تغطيها الغابات المطيرة. سميت بغابات الأمازون نظراً لمساحتها الكبيرة، وقد وصفها العلماء بأنها «الرئة التي تتنفس الأرض من خلالها»، وذلك بسبب عملية البناء الضوئي التي ينتج عنها الأكسجين، حيث أنها تعتبر أكبر غابة على سطح الأرض . وتتمتع غابات الأمازون بتنوع حيوي فريد، حيث يعيش نوع من كل عشرة أنواع حية في العالم في غابات الأمازون ، وهو ما يشكل أكبر تجمع من النباتات والحيوانات والأنواع الحية في العالم، تعتبر هذه المنطقة موطن لحوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات، وعشرات الآلاف من أنواع النباتات، وما يقارب من 2000 نوع من الثدييات والطيور. حتى الآن صُنّفت في هذه المنطقة علمياً على الأقل 40،000 نوع من النباتات، و2200 نوع من الأسماك، و1294 نوع من الطيور، و427 نوع من الثدييات، و428 نوع برمائي، و378 نوع من الزواحف. يوجد واحد من كل خمسة أنواع من الطيور في غابات الأمازون المطيرة، كما يعيش واحد من كل نوع من الأسماك في أنهار وجداول الأمازون ووصف العلماء ما بين 96،660 و128،843 نوع من اللافقاريات في البرازيل وحدها . والبرازيل هي موطن لبعض الثدييات الرائعة، مثل المدرع، والتابير، والجاكوار، وقرد الاسد الامريكي ، وكذلك فان طائر الطوقان الملون يعيش في البرازيل . يوجد في البرازيل أنواع حيوانية ونباتية أكثر من أي دولة أخرى في العالم . وهناك إجماع عام في عالم الأحياء على أن البرازيل هي الدولة الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على هذا الكوكب ، و ذلك لأن البرازيل بها أشهر النباتات والبرمائيات وأسماك المياه العذبة والثدييات ، حيث يوجد في البرازيل نقطتان ساخنتان للتنوع البيولوجي وهما الغابة الأطلسية والسافانا المعروفة باسم ( سيرادو ) ، وستة مناطق حيوية أرضية ، وثلاثة أنظمة بيئية بحرية كبيرة ، كما يوجد ما لا يقل عن 103،870 نوعًا حيوانيًا و 43،020 نوعًا نباتيًا معروفًا حاليًا في البلاد ، والتي تضم 70 ٪ من الأنواع الحيوانية والنباتية المفهرسة في العالم . وعلى الرغم من التقدم البارز في الحفاظ على المشاهد الحضرية في البرازيل، فما تزال البلاد تواجه تهديدات خطيرة بسبب تاريخ استخدامها للأراضي. وتؤثر غابات الأمازون بشكل كبير على المناخات الإقليمية والعالمية، وتُعد إزالة الغابات في هذه المنطقة محركًا إقليميًا وعالميًا لتغير المناخ، بسبب أعداد الغابات الكبيرة التي أُزيلت بالإضافة لتجزئة الموائل التي حدثت في هذه المنطقة. أنشأت البرازيل شبكة واسعة من المناطق المحمية التي تغطي أكثر من مليوني كيلومترًا مربعًا (25% من أراضي البرازيل المحلية)، وتنقسم بالتساوي تقريبًا بين المناطق الطبيعية المحمية أو وحدات الحفاظ وأراضي السكان الأصليين. ما تزال حماية البيئة مصدر قلق على الرغم من اتخاذ هذه التدابير، إذ تتعامل القبائل الأصلية بالإضافة للناشطين البيئيين البرازيليين مع مربي الماشية وقاطعي الأخشاب غير القانونيين والمنقبين عن الذهب والنفط وتجار المخدرات الذين يواصلون إزالة الغابات بشكل غير قانوني. والحقيقة المؤلمة أنه قد دُمر أك ثر من خُمس غابات الأمازون المطيرة في البرازيل تمامًا، وأصبح أكثر من 70 نوعًا من الثدييات معرضًا للانقراض. يأتي خطر الانقراض من عدة مصادر، بما في ذلك إزالة الغابات والصيد غير القانوني. يُعد الانقراض الإشكالية الأكبر في الغابة الأطلسية، إذ أُزيل ما يقارب 93 % منها. يوجد 171 من أصل 202 نوعًا من أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض في البرازيل في الغابات الأطلسية. وتتعرض غابات الأمازون المطيرة لتهديد مباشر بسبب إزالة الغابات القائمة منذ سبعينيات القرن العشرين، وذلك بسبب التوسع الاقتصادي والديمغرافي السريع. يدمر قطع الأشجار القانوني وغير القانوني الواسع الغابات بحجم بلد صغير سنويًا، ويدمر معها سلسلة متنوعة من الأنواع من خلال تدمير موائلها وتجزئتها. أُزيل منذ عام 1970 أكثر من 600000 كيلومترًا مربعًا من غابات الأمازون المطيرة عن طريق قطع الأشجار. وتشير الدراسات المتخصصة الى أن أكثر من ثلث أنواع الحيوانات البرية في العالم تعيش في غابات الأمازون المطيرة، وهي غابة استوائية عملاقة تبلغ مساحتها هي وحوض النهر أكثر من 5.4 مليون كيلومتر مربع وهي من أغنى الغابات الاستوائية في العالم وقد كنت محظوظا بأن اتيحت لي الفرصة لزيارة غابات الأمازون ونهر الأمازون أيضا….. وللحديث بقية . ismailatiyat@yahoo.com
التعليقات مغلقة.