رغم توافر أماكن الجذب السياحي.. معان تفتقر لمناطق التنزه

معان – رغم توافر المقومات وأماكن الجذب السياحي بمحافظة معان، إلا أن المحافظة تفتقر إلى مناطق للتنزه والترفيه التي من شأنها أن توفر للأسر متنفسا آمنا في أيام العطل الرسمية والأعياد والمناسبات.
وفي ظل غياب المرافق الترفيهية وخاصة لأطفال المحافظة، تضطر مئات الأسر في معان لقضاء العطل الرسمية والأعياد خارج المحافظة، وتحديدا في العقبة وعمان، بحثا عن المتعة والترفيه عن النفس ومراكز الألعاب التي تعنى بتقديم هذا النوع من الخدمات المهمة، فيما تبقى خيارات أطفال الاسر غير المقتدرة بين اللعب في الشوارع أو الجلوس على الأرصفة رغم خطورة ذلك عليهم.
ويشير سكان بالمدينة، الى أن إقامة مدينة ترفيهية يعطي للمواطن فرصة البقاء داخل المحافظة والتمتع باوقات العطل، بدلا من الذهاب للمحافظات المجاورة وتحمل عناء السفر وتكاليفه المادية الباهظة.
وقالوا، إن محافظة معان تعد متنزها شاملا ومتنوعا يحوي كافة عناصر الجذب السياحي ابتداء من غابات الهيشه وآثار بيضا وجماليات وادي الفينان بالشوبك مرورا بالآثار والقلاع وانتهاء بمدينة البترا الأثرية، مشيرين إلى افتقار أماكن الترويح والألعاب خاصة للأطفال باستثناء بعض الحدائق العامة والمتنزهات صغيرة المساحة وأماكن اللعب المتواضعة، وهو يدفع بالعديد من الاسر إلى التوجه نحو المحافظات الأخرى.
ويشكو سكان المدينة من عدم توفر الأماكن الترفيهية لغرض الترويح عن أنفسهم وجذب الزائرين  للمدينة خلال أيام العطل الرسمية والأعياد، والتي تعتبر رديفا لتطوير المنتج السياحي وتفعيل السياحة الداخلية.
يقول مهند آل خطاب من سكان المدينة، إن إيجاد مدينة ترفيهية في معان سيكون متنفسا سياحيا لأبناء المحافظة وخاصة فئة الاطفال، لافتا الى أن المنطقة تفتقر لأي متنفس ترفيهي، ما يضطر سكانها للسفر إلى المدن الأخرى للترفيه وتكبدهم الجهد والمال، مطالبا بتنفيذ مشروعات سياحية لاستثمارها كمدن ترفيهية تسهم في زيادة الجذب السياحي الداخلي والخارجي.
وقال صالح الطوره، إن الاهتمام بإنشاء الأماكن الترفيهية في معان باتت ضرورة ملحة لإيجاد متنفس للعائلات لاسيما خلال أوقات العطل والمناسبات، داعيا الى ضرورة استحداث تجربة ترفيهية متكاملة وشاملة تراعي جميع فئات المجتمع وتشمل العائلات والشباب والأطفال للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة والعروض الجديدة.
وأشار إلى أن تكون هذه التجربة محطة ترفيه أولى في معان، وأن توفر عشرات الألعاب بحيث تكون جاذبة لأهالي المدينة.
ويؤكد أحمد الفناطسة، أن معظم أطفال المحافظة يرغبون باللعب والتجول واللهو في أماكن الترفيه، ويعتبرون ذلك حلما بعيد المنال، في ظل ظروف مالية يعاني منها الأهل، تحول دون سفرهم إلى محافظات أخرى تتوفر فيها هذه الأماكن، فيما يلجأ العديد من الأطفال إلى طرق تقليدية وتحمل خطورة على سلامتهم للترفيه عن أنفسهم خلال العطل.
من جهته، أكد رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح أن وزارة الإدارة المحلية قد طرحت مؤخرا عطاء لتنفيذ مشروع إنشاء مدينة ترفيهية وترويحية في معان بمنحة تقدر بحوالي 372 ألف دينار، والذي سيقام على قطعة ارض تابعة للبلدية تبلغ مساحتها زهاء 18 دونما.
وتوقع صلاح ، أن المشروع سيوفر نحو 25 فرصة عمل خلال مراحل التنفيذ وبدء التشغيل، فضلا عن إيجاد أكشاك تجارية عدد 12 داخل المدينة الترفيهية يمكن تأجيرها لأبناء المجتمع المحلي، لافتا أن المشروع سيتم طرحه كفرصة استثمارية على المستثمرين، ضمن مشاريع البلدية التنموية والاستثمارية .
وأشار صلاح إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج التكيف الاجتماعي / المشاريع الابتكارية الذي تتبناه وزارة الإدارة المحلية بتمويل من البنك الدولي، لافتا أن المشروع سيشكل فرصة لإيجاد أماكن ترفيهية للمواطنين من أبناء محافظة معان.
وقالت مدير الخدمات الهندسية في بلدية معان المهندسة وجد سقاالله، أن فكرة إنشاء مدينة ترفيهية بمعان ستكون الأولى بالمحافظة، بسبب خلو المحافظة من المناطق والأماكن الترفيهية المختلفة، حيث ستضم المدينة الترفيهية مجموعة متنوعة من الألعاب الكهربائية وأخرى بلاستيكية كبيرة للأطفال بحيث تستهدف جميع الأعمار عامة وطلبة مدارس المحافظة خاصة.
وأضافت سقاالله، أن مدينة معان تفتقر لهذا المشروع الحيوي كونه سيحقق خدمة كبيرة لأهالي المحافظة من خلال إيجاد مكان ترفيهي متكامل تتوافر فيه كل الخدمات الملائمة عبر خلق أجواء مريحة وآمنة لقضاء أوقات الترفيه والاستراحة فيه، إلى جانب المساهمة في زيادة وتحسين دخل البلدية السنوي وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة.
وأشارت إلى أن مشروع المدينة سيتضمن مسطحات خضراء ومرافق خدمية متكاملة، وقاعة متعددة الأغراض ووحدات صحية ومقاعد ونوافير وملعب خماسي، وساحات رماية وارصفة وأعمال تنسيق مواقع أكشاك، إضافة إلى مواقف للسيارات لزوار المدينة، لافتة أن المشروع يقع على ارض ملك للبلدية وعلى مقربة من حدائق الديوان الملكي.

حسين كريشان/ الغد