روسيا تحصن مواقعها في القرم وكييف تعلن إسقاط صاروخ نووي “كاذب”

أعلن حاكم شبه جزيرة القرم أمس أن روسيا تبني تحصينات في المنطقة الخاضعة لسيطرتها بعد انسحاب قواتها من خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، وفي حين تدور معارك على جبهات عدة، أعلنت كييف أنها أسقطت صاروخا روسيا يحمل رأسا نوويا وهميا.
وقال حاكم القرم المعين من روسيا سيرغي أكسيونوف إن الهدف من أعمال التحصين ضمان سلامة السكان.
لكنه شدد على أن أمن القرم يتم بشكل رئيسي من خلال الإجراءات التي ستُنفذ على أراضي منطقة خيرسون المتاخمة لشبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولون آخرون أكدوا مرارا أنهم لا يستبعدون القيام بعمل عسكري لاستعادة شبه جزيرة القرم.
رأس نووي وهمي
في هذه الأثناء، قال مركز الاتصالات الإستراتيجية للقوات المسلحة الأوكرانية إن صاروخا روسيا كان يحمل رأسا نوويا وهميا أُسقط أول من أمس في سماء كييف.
ونشر المركز صورة عبر حسابه على تليغرام صورة الصاروخ الذي لم يكن به رأس حربي بل أدمجت به كتلة شبيهة برأس نووي.
وكانت كييف أعلنت أن موجة جديدة من القصف الروسي استهدفت أول من أمس منشآت للطاقة ومصنعا للصواريخ، وأسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 14 شخصا.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء أول من أمس أن أكثر من 10 ملايين أوكراني انقطع عنهم التيار الكهربائي، خاصة في منطقة كييف التي شهدت أول تساقط للثلوج هذا العام.
وفيما يتعلق بسير المعارك، قال أوليكسي غروموف نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن القوات الروسية تواصل قصف مواقع قوات بلاده والبلدات قرب خطوط التماس، وتشن هجمات نحو مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس (شرق) وزاباروجيا (جنوب شرق).
وأضاف غروموف أن القوات الأوكرانية وصلت لخط المواجهة على طول الضفة اليمنى لنهر دنيبرو الذي يشق مناطق عدة، بينها خيرسون (جنوب) التي استعادتها القوات الأوكرانية قبل أيام.
وفي منطقة دونيتسك، التي قال مسؤول أوكراني أول من أمس إن معارك ضارية تدور فيها، وسيطرت خلالها القوات الروسية على طريق حيوي جنوبي المقاطعة ودمرت عددا من الآليات العسكرية الثقيلة ومنصات لإطلاق الصواريخ، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وأضافت الوزارة أن قواتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية في محاور بإقليم دونباس، وكبدتها خسائر وصفتها بالكبيرة.
وبثت القوات الروسية صورا قالت إنها لقصف بالصواريخ على مواقع للقوات الأوكرانية في مدينة باخموت التي تحاول منذ أشهر السيطرة عليها.
وفي لوغانسك المجاورة لدونيتسك، تحدثت قيادة الأركان الأوكرانية عن مقتل وجرح 50 جنديا روسيا، في قصف استهدف تمركزا للقوات الروسية قرب بلدة “دينيز هينكو فو”، بالمقاطعة.
من جهته، نشر حاكم لوغانسك سيرغي غايداي مقطعا مصورا قال إنه لكمين وقعت فيه دورية استطلاع روسية على جبهة كريمينا بالمقاطعة، من دون إعطاء تفاصيل عن حجم الخسائر الروسية المفترضة.
محطة زاباروجيا
على صعيد آخر، تبنى مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول من أمس قرارا جديدا يدعو روسيا إلى الانسحاب من محطة زاباروجيا النووية، ووقف ما تقوم به ضد المواقع النووية في أوكرانيا، بحسب مصادر دبلوماسية.
وذكر دبلوماسيون أن القرار الذي قدمته كندا وفنلندا وافقت عليه 24 دولة عضوا في المجلس من أصل 35، وصوتت روسيا والصين ضده.
وامتنعت 7 دول عن التصويت، هي باكستان والهند وجنوب أفريقيا وناميبيا وكينيا وفيتنام والسعودية، مع غياب دولتين.
وسبق أن تبنت الوكالة قرارين في الملف نفسه، الأول في آذار (مارس) والثاني في أيلول (سبتمبر)، مع تزايد المخاوف من حادث نووي يتسبب به القصف الروسي في أوكرانيا.
وفي القرار الجديد، يبدي مجلس حكام الوكالة الذرية “قلقه الشديد” من رفض روسيا وقف هجماتها على المنشآت النووية الأوكرانية، ويدعوها إلى أن تتخلى عن مطالبها التي “لا أساس لها” بشأن محطة زاباروجيا، وأن تسحب قواتها وطاقمها منها فورا، وتوقف أي نشاط ضد المحطات النووية في أوكرانيا.
يذكر أن القوات الروسية تسيطر على محطة زاباروجيا النووية من آذار (مارس) الماضي، وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات باستهداف المحطة.
ويوجد مفتشون من الوكالة الذرية في هذه المنشأة التي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا، ويجري المدير العام للوكالة رافاييل غروسي منذ أسابيع مفاوضات لإنشاء منطقة آمنة حول محطة زاباروجيا.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة