روسيا تمطر أوكرانيا بوجبة كبيرة من الصواريخ تقطع الكهرباء عن أجزاء واسعة من البلاد
فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه من المهم للغاية في ظروف الحرب الهجينة ضد روسيا، استخدام الدبلوماسية بشكل فعال لحماية السيادة والأمن الوطني، أمطرت روسيا، في وقت مبكر من أمس، البنية التحتية الحيوية في أجزاء عدة من أوكرانيا بصواريخ ومسيرات، عطلت الكهرباء عن أجزاء واسعة من البلاد.
في غضون ذلك، قالت فرنسا إن الطائرات المقاتلة التي تطالب بها كييف لا يمكن أن تسلم لها قريبا.
وبعد القصف الروسي المكثف، انطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا خلال ساعة الذروة صباح أمس، في حين حذر مسؤولون من ضربات صاروخية روسية أخرى محتملة، وحثوا السكان على الاحتماء.
وقال مسؤولون محليون، إن الهجوم على زاباروجيا هو الأعنف منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
وقال مسؤولون بالمنطقة، إن البنية التحتية الحيوية هوجمت أيضا في منطقة خميلنيتسكي (غربي أوكرانيا) ومنطقة خاركيف في الشمال الشرقي ومنطقة دنيبروبيتروفسك (وسط البلاد).
وقال المتحدث باسم سلاح الجو يوري إهنات للتلفزيون الأوكراني، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 5 طائرات مسيرة من أصل 7، و5 صواريخ كاليبر من أصل 6 أطلقت كلها على أوكرانيا.
وأفاد سلاح الجو أيضا بأن 35 صاروخا من نوع “إس-300” أطلقت في منطقتي خاركيف وزاباروجيا. وليست لدى الدفاعات الجوية الأوكرانية القدرة على إسقاط هذا النوع من الصواريخ.
وفي السياق ذاته، قالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الحكومية الأوكرانية، إن منشآت عدة في شرق وجنوب وغرب أوكرانيا تعرضت للقصف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
ومن ناحية أخرى، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أول من أمس، إن المقاتلات التي تريدها كييف لا يمكن أن تسلم في الأسابيع المقبلة “تحت أي ظرف”، مؤكدا أنه يفضل أسلحة “أكثر فائدة” ويمكن تسليمها بشكل أسرع.
وأشار ماكرون إلى أن مدافع قيصر ونظام الدفاع الجوي متوسط المدى المقدم من فرنسا تفي بهذه المعايير.
ومن جهتها، أعلنت بريطانيا أنها تدرك المخاطر التصعيدية المحتملة لتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الغربية، في وقت قللت فيه من احتمال تسليم كييف مقاتلات “تايفون” من طرازات قديمة.
وجاءت هذه التعليقات في أعقاب زيارة الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى العاصمة لندن، الأربعاء الماضي، قبل أن ينتقل إلى باريس وبروكسل، أول من أمس، لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، لحض الحلفاء على تزويد بلاده بطائرات مقاتلة لاستخدامها ضد القوات الروسية.
وقالت بريطانيا إنها ستبدأ تدريب طيارين أوكرانيين، وستنظر في إرسال طائرات على المدى الطويل، رغم ما يعتري الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من قلق التورط أكثر في الحرب.
وقال بوتين، في رسالة تهنئة لموظفي وزارة الخارجية الروسية، نشرت أمس على الموقع الإلكتروني للكرملين “هناك طلب كبير على أفضل صفات الخدمة الدبلوماسية المحلية اليوم، في ظروف الحرب الهجينة ضد روسيا، عندما يكون من المهم للغاية استخدام أدوات السياسة الخارجية بأقصى قدر من الفعالية لحماية سيادة دولتنا وأمننا الوطني”.
وأضاف الرئيس الروسي “إلى حد كبير بفضل جهودكم، لم يصبح من الممكن إحباط خطط الغرب لعزل بلدنا وحسب بل وتكثيف التعاون مع غالبية أعضاء المجتمع العالمي أيضا: دول الفضاء الأوراسي والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا وأميركا اللاتينية”.
كما أشار بوتين إلى “أن حماية الحقوق القانونية للمواطنين الروس ودعم المغتربين الروس، والكفاح الذي لا هوادة فيه ضد أي مظاهر للنازية الجديدة والتمييز على أساس الجنسية تظل من بين أولويات الدبلوماسية الروسية”.
وتابع الرئيس، أن الدبلوماسية الروسية ستواصل الإسهام في إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب وديمقراطي حقاً، يقوم على المساواة والاحترام المتبادل والالتزام بأحكام القانون الدولي المعترف بها عالمياً. ووفقا لبوتين، من المهم بالنسبة لروسيا “زيادة التعاون مع الشركاء الدوليين المسؤولين”.
كما أشار الرئيس إلى أهمية تقوية الصلات مع بلدان رابطة الدول المستقلة، وتعزيز عمليات التكامل الأوراسية، والتعاون في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتحقيق إمكانات دولة الاتحاد، وتوسيع التعاون في إطار منظمة شنغهاي وبريكس.
وعلى وقع قرب إتمام المعارك عامها الأول، يحاول الجيش الروسي جاهدا لبسط السيطرة الكاملة على مناطق أوكرانية، فيما تواصل كييف في المقاومة بدعم لوجستي وعسكري من الغرب.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تقدم القوات الروسية لأول مرة منذ نصف عام، معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد، في معارك شتوية لا هوادة فيها يصفها الجانبان بأنها من أكثر الحروب دموية.
وفي حديث آخر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتماع مع ممثلين عن صناعة الطيران، أكد أن روسيا لم تبدأ القتال في أوكرانيا بل تسعى لوقفه، وأن النازيين هناك وداعميهم هم من شرعوا في القتال.
وقال بوتين “أريد أن أقول ذلك مرة أخرى: لم نبدأ أي قتال، بل نحاول إنهاءه”، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية.
وأضاف أن المهمة الرئيسية الآن تهيئة الظروف كافة للحفاظ على روسيا وتنميتها وتعزيز طاقاتها، وحماية تاريخها.
يأتي ذلك فيما رد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف على الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إن الرئيس الروسي بوتين خسر حرب أوكرانيا، بأنه ما من أدنى شك بنجاح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال بيسكوف: “ليس لدينا سبب للشك. السيد بايدن لا يأخذ في الحسبان المستوى غير المسبوق لتوحد المجتمع حول بوتين”، مضيفا أن هذا هو النجاح.
وبدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا ستصمد أمام الحرب الهجينة التي أطلقتها ضدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون. وتقول كييف إنها تتوقع أن توسع موسكو نطاق هذا الهجوم بدفعة كبيرة مع اقتراب الذكرى السنوية للعملية العسكرية.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.