ريال مدريد يحتفل برباعيته أمام برشلونة في ليلة تألق “فيني”

أوضح كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، أنه لم يتوقع تسجيل الأهداف بسرعة، خلال الانتصار بنتيجة (4-1) في مواجهة برشلونة، بنهائي كأس السوبر الإسباني أول من أمس، على ملعب “الأول بارك” بالمملكة العربية السعودية.

وقال أنشيلوتي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “آس” الإسبانية: “لم أتوقع أن نسجل الأهداف بهذه السرعة، واستفدنا جيدًا من الضغط العالي مع قوة فينيسيوس في الهجمات المرتدة، وكانت مباراة صعبة”.

وأضاف: “النتيجة كبيرة بالنسبة لطريقة لعب برشلونة، وكانوا يحاولون العودة في النتيجة بعد تسجيلنا الهدف الثالث، لكن الهدف الرابع أنهى الأمور تماما، اعتمدنا على الهجمات المرتدة كثيرا بعدما تقدمنا بهدفين”.
وعن كواليس حديثه مع الحكم، أوضح: “لم أخبره بأي شيء، فقط قلت له إن المباراة أصبحت متوترة وهذا كل شيء”.
وحول أداء فينيسيوس، أوضح: “لقد لعب بشكل جيد للغاية، وكان بحاجة إلى مباراتين أو ثلاثة ليعود لأفضل مستوياته”.
وأتم: “هذا اللقب يعني أننا نقوم بعمل جيد، حتى بعد فترة الإجازة، والآن حان الوقت لمواصلة العمل والتطلع إلى الأمام”.
وسجل لريال مدريد فينيسيوس (هاتريك) في الدقائق 7، 10، و39، ورودريجو في الدقيقة 64، بينما أحرز روبرت ليفاندوفسكي هدف برشلونة الوحيد في الدقيقة 33.
ويعد هذا اللقب هو رقم 13 لريال مدريد في البطولة، وبفارق لقب وحيد عن برشلونة الأكثر تتويجا باللقب.
وواصل أنشيلوتي كتابة التاريخ مع الفريق الملكي، بعد أن تخطى رقم الفرنسي زين الدين زيدان في عدد الألقاب مع الفريق.
وقبل المشاركة في بطولة السوبر الإسباني، كان زيدان، الذي جلس على مقعد المدير الفني للميرينجي في مناسبتين (2016-18 و2019-2021)، يتفوق على أنشيلوتي في رقمين، الأكثر خوضا للمباريات، وكذلك الأكثر في عدد التتويجات.
وعادل أنشيلوتي الرقم الأول في مباراة نصف النهائي الأربعاء الماضي أمام الجار أتلتيكو مدريد في الدربي، فاز بها ريال (5-3) بعد التمديد لشوطين إضافيين، بـ263 مباراة لكليهما، قبل أن ينجح في كسر هذا الرقم في مباراة النهائي اليوم أمام البرسا.
وواصل صاحب الـ64 عاما هوايته في تحطيم الأرقام بالانفراد بالمركز الثاني في قائمة الأكثر تتويجا في تاريخ النادي الملكي رافعا لقبه الـ11، والثاني في كأس السوبر الإسباني بعد الاول في الموسم 2021-2022، مقابل 10 ألقاب لـ”زيزو”.
يذكر أن المدرب الراحل ميجيل مونيوز يتربع على صدارة الأكثر خوضا للمباريات بين مدربي ريال (342 مباراة)، وكذلك الأكثر تتويجا بالبطولات (14 لقبا).
وقد تكون الفرصة مواتية لـ”كارليتو” لاقتناص صدارة أكثر مدربي الريال تتويجا بالألقاب من مونيوز، حال نجح في تحقيق البطولات المتاحة للريال هذا الموسم (الليجا وكأس الملك ودوري الأبطال، والسوبر الأوروبي حال نجاحه في الفوز بـ”التشامبيونز ليج”.
ودعا الأوروجوياني فيدي فالفيردي، لاعب وسط ريال مدريد، إلى الاستمتاع باللقب الذي حققه فريقه أول من أمس.
وقال اللاعب في تصريحات لـ”موفيستار+”: “علينا أن نستمتع به. إنني أؤيد الاستمتاع بكل لحظة، ومعرفة كيفية تقدير هذه الألقاب. لقد فزنا بكأس السوبر في مواجهة أفضل المنافسين في إسبانيا”.
وأضاف فالفيردي: “الآن، نأمل أن يستمر هذا النهج فيما هو قادم، هناك العديد من المسابقات ولدينا مباراة مهمة للغاية أمام أتلتيكو يوم الخميس. بالفعل سنتحدث عن أتلتيكو عندما ندخل غرفة تبديل الملابس”.
من ناحية ثانية، حقق ناتشو فرنانديز أول لقب له كقائد لريال مدريد، كما وصل للقب رقم 24 بقميص ريال، ويحتاج لبطولة أخرى كي يعادل إنجاز الفرنسي كريم بنزيما والبرازيلي مارسيلو فييرا.
وقال ناتشو: “أشعر بقشعريرة. كان أسبوعا عصيبا خضنا خلاله مباراتين قويتين. حققت حلم رفع أول كأس بصفتي قائد، إنه شعور رائع”، أثناء تصريحات أدلى بها لشبكة “موفيستار+”.
وكان ناتشو قد انضم إلى صفوف ريال في 2001 كلاعب ناشئ وعمره 11 عاما، وتدرج في فرق الناشئين بالقلعة البيضاء حتى الموسم 2012-2013 عندما التحق بالفريق الأول واستمر فيه حتى الوقت الحالي وقد جدد عقده الصيف الماضي لموسم إضافي.
وينتهي عقد اللاعب- الذي سيتم 34 عاما في 18 كانون الثاني (الحالي)- أواخر حزيران (يونيو) المقبل بعد موسم حافل بإصابات خطيرة في الركبة طالت البرازيلي إيدير ميليتاو والنمساوي ديفيد ألابا، ليصبح ناتشو لاعبا أساسيا في خطط المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
وإجمالا، ساهم ناتشو في تتويج الميرينجي بالدوري الإسباني ثلاث مرات، ودوري الأبطال خمس مرات، والسوبر الإسباني خمس مرات، وكأس ملك إسبانيا مرتين، وكأس السوبر الأوروبي أربع مرات، ومونديال الأندية خمس مرات.
وعادل ناتشو رقم زميله الكرواتي لوكا مودريتش من حيث عدد الألقاب التي حققاها مع الفريق الملكي (24 بطولة)، وما يزال بإمكانهما زيادة رصيدهما حيث تتبقى هذا الموسم 3 بطولات بعد.
ويظهر ريال مدريد في وصافة الليجا الإسبانية بفارق نقطة وحيدة عن جيرونا المتصدر وله مباراة مؤجلة قد تساهم في استرداد الصدارة، كما يخوض الفريق المدريدي مواجهة قوية مع لايبزج في ثمن نهائي دوري الأبطال، وقبلها سيصطدم بجاره اللدود أتلتيكو مدريد في ثمن نهائي كأس الملك.
إلى ذلك، رفع ريال مدريد في الرياض كأسه الـ13 في السوبر الإسباني، بفضل قوة هجومية هائلة تظهر إمكانات مدربه أنشيلوتي لا سيما في ظل عدم وجود رأس حربة صريح، بينما أثبت فينيسيوس جونيور في ثالث مباراة بعد عودته من الإصابة أنه تعافى تماما واسترد مستواه المعهود.
وسار كل شيء على ما يرام فيما يخص الهجوم، إلا أن حراسة المرمى بدت أنها بحاجة لاسم كبير في ضوء المداورة بين الإسباني كيبا أريزابالاجا والأوكراني أندريه لونين في نصف نهائي ونهائي البطولة، وصعوبة معرفة أيهما سيقف في مرمى الريال قبيل مواجهة أتلتيكو مدريد في كأس الملك ثم أمام ألميريا في الليجا.
تسبب رحيل كريم بنزيما الصيف الماضي في ضرب خطط ريال مدريد. كان الاستثمار الأضخم للريال موجها نحو الإنجليزي جود بيلينجهام، لاعب الوسط الذي انتهى به المطاف يقدم بداية لافتة للأنظار تفوق بها حتى على البرتغالي كريستيانو رونالدو في بداياته مع الميرينجي.
كان بيلينجهام المهاجم غير المتوقع الذي لم يخيب ظن أنشيلوتي، وعوض خفوت نجم رودريجو الذي حاول التسديد على المرمى 30 مرة لم يسجل منها ولو هدف واحد، فضلا عن الإصابة الأولى لفينيسيوس.
كان فينيسيوس هو محور كل شيء أول من أمس. سجل هدفين في 10 دقائق. وبمرور الدقيقة 39 كان قد حقق لقب (هاتريك) بتسجيله الهدفا الثالث له ولفريقه، وأظهر شخصية قوية بينما كان ينبري لركلة الجزاء. حاول البولندي روبرت ليفاندوفسكي ضرب ثقته بنفسه لكنه محاولاته باءت بالفشل، وتفوق على إينياكي بينيا وسجل الهاتريك رقم 12 في تاريخ الكلاسيكو.
ورغم كل ذلك يدرك فيني جيدا أخطاءه ويقول بنضج: “لست قديسا. أراوغ أحيانا عندما لا يجدر بي ذلك. يجب أن أكون نموذجا للصغار”.
وضع البرازيلي بصمته أيضا على الهدف الرابع الذي سجله مواطنه رودريجو. ليرفع رصيده إلى تسعة أهداف وصناعة أربعة أخرى خلال 16 مباراة هذا الموسم. لكن المكسب الأكبر يكمن في الانطباع الذي تركه بعودته إلى قمة مستواه في أهم فترة من الموسم، التي تحسم فيها البطولات.
في الناحية المقابلة، أقر تشافي هرنانديز، المدير الفني لبرشلونة، عقب الخسارة القاسية على يد الغريم التقليدي ريال مدريد، بأن فريق دخل “بأسوأ طريقة ممكنة” مباراة بهذه الأهمية، “وهذا أمر غير مقبول”.
وفي تصريحات خلال المؤتمر الصحفي عقب اللقاء، قال تشافي: “لا يمكن بدء نهائي باستقبال هدفين في أول 10 دقائق. أشعر بالغضب الشديد وبالإحباط من الخسارة بهذه الطريقة”.
وتابع: “يجب أن ننتقد أنفسنا. لم ننجح في غيقاف الهجمات المرتدة السريعة، ولم نرتكب أخطاء تكتيكية، والمنافس استغل هذا الأمر. كما أننا لم نطبق الضغط العالي كما ينبغي. أعتقد أن الفريق خرج تماما من المباراة بعد الهدف الثالث للريال (من ركلة جزاء)”.
واعتذر تشافي لجماهير برشلونة عقب المباراة والخسارة بهذه النتيجة، وقال في هذا الصدد: “لم نكن على قدر المباراة، أعتقد أنها اللحظة المناسبة للاعتذار للجماهير، لأن هذه ليست الصورة التي يجب أن يظهر بها البرسا في مباراة نهائية، وخصوصا أمام ريال مدريد”.
ورغم الخسارة القاسية والصورة التي ظهر بها الفريق الكاتالوني، إلا أن تشافي أكد أنه ما يزال “يثق في هذا المشروع”، وأنه شعر بالقوة والثقة للاستمرار على رأس القيادة الفنية للبلاوجرانا.
وأتم: “دائما ما كنا ننتفض بعد الخساراة القاسية، وأنا مقتنع بأننا سنعود للمنافسة بأفضل صورة ممكنة. الفريق يحتاج لإعادة ضبط، والمنافسة على الألقاب الثلاثة المتبقية. ما زال بإمكاننا تقديم موسم جيد”.
أما قائد فريق برشلونة، سيرجي روبرتو، فأكد أن الهدفين اللذين استقبلهما فريقه في الدقائق العشر الأولى، كانا حاسمين.
وصرح روبرتو عقب اللقاء: “هدفان في عشر دقائق حسما المباراة، لقد ألحقا بنا الضرر كثيرا. ثم حاولنا لتصبح النتيجة 2-1، ولكن بعد ذلك جاءت ركلة الجزاء. في الشوط الثاني حاولنا العودة”.
وقال سيرجي روبرتو إن لاعبي برشلونة يشعرون بـ”غضب وحزن” لأن “الهزيمة أمام ريال مدريد تؤلمهم دائما”.
واختتم: “يوم الخميس نواجه منافسة جديدة (في دور الـ16 بكأس الملك). يجب أن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها والهزائم. هناك مسابقات أخرى على المحك. أنا أثق تماما في الفريق. دعونا نواصل”.
في السياق ذاته، أكد ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، ثقة إدارة النادي في عمل المدرب تشافي هرنانديز.
ولدى سؤاله عن مستقبل مدرب الفريق، أكد ديكو أن هذا السؤال “ليس لديه معنى”، وأضاف: “في النهاية نحن خسرنا مباراة، ونهائي. ليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث عن ذلك”.
وتابع: “المدرب يحظى بثقة الجميع سواء الرئيس أو مجلس الإدارة، هذه خسارة قاسية ينبغي تحليلها والتفكير في أسبابها ومناقشة ذلك، لكن الخسارة لا تغير شيئا في النهاية”.,
وهنأ ديكو فريق ريال مدريد، مشيرا إلى أنه قدم “مباراة رائعة”، كما أن فريقه لم يستطع التصدى لنقاط قوة المنافس مثل فينيسيوس ورودريجو، وقال: “مع وصول النتيجة لـ1-2 كان هناك شعور بأننا يمكننا التحسن ومواصلة الكفاح، لكن مع دخول الهدف الثالث 1-3 فقد أضرنا كثيرا” واصفا الهزيمة بأنها “قاسية”. -(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة