زاهي وهبي ينثر قصائده بصوته الدافئ في مركز جلعد الثقافي

تألق الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي في أمسية شعرية أقيمت أول من أمس حملت عنوان “كامل التراب الفلسطيني”، حيث قرأ فيها مجموعة من قصائده، وذلك في مركز جلعد الثقافي، بالتعاون مع الشريك الإعلامي مؤسسة رونق الجمال للإنتاج (لابوتيه).
وقدم الشاعر، في بداية الأمسية، التعازي الحارة للشعب الأردني برحيل قامة شعرية أردنية هي الشاعر الراحل وزير الثقافة الأسبق جريس سماوي، قائلا “رحيل الشاعر سماوي خسارة كبيرة للوطن والثقافة”، بعد ذلك قرأ مجموعة من قصائدة التي تتغنى بتراب فلسطين وأنشد لها أجمل قصائد الحب والحياة والمرأة، فيما قرأ وهبي قصيدة إهداء إلى روح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وأضاء وهبي، بصوته الدافئ وبنبرته الخافتة، مدرج زرياب محلقا في فضاءات الجمال والحرية، مخاطبا أمهات العالم بقصيدة “أمي” التي أهداها للأسيرة المناضلة الفلسطينية خالدة جرار التي منعها الاحتلال من أن تشارك في جنازة ابنتها سهى حيث منعها الاحتلال من وداع ابنتها، وقصيدة أخرى أهداها للمدون والناشط الفلسطيني الشهيد باسل الأعرج.
وتنقل وهبي بمصاحبة عازفة القانون الدكتورة رولا جرادات بين وزن وقافية محلقا بمختارات شعرية عن فلسطين المحتلة وسط حضور المثقفين والمهتمين، وقال في إحدى قصائده بحماس وعزيمة غير متناهية:
“هذه الأرض لنا
مهما أوجعتنا البلادُ
وعاندتنا السارية
نرفعُ الأكفَّ أشرعةً نحو الله
نُصَلّي الفجرَ جماعةً
نَصْلِي العدا ناراً ضارية”.
وجاب الشاعر وهبي مرافئ الذكرى واستطاع نقل الحضور الى عالم مليء بالبهجة من خلال قصائده المختارة، وأبهر الحضور بقصيدة “غدا حين تكبرين”.
وأبدى وهبي سعادته بهذه الأمسية، قائلا: “اليوم لي كبير الشرف أن أحيي هذه الأمسية بمركز جلعد الثقافي في الأردن، بعد إصابتي وتجربتي مع فيروس كورونا، الأمر الذي استدعى نقلي الى المستشفى بسبب نقص الأكسجين مع بعض المضاعفات الأخرى”.
أكد النائب د. فايز بصبوص الدوايمة عضو لجنة فلسطين النيابية أن دور الهاشميين لم يقتصر على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بل كان على الدوام داعما للقضية الفلسطينية في المحافل كافة وسندا حقيقيا لأهلنا في فلسطين.
وكرمت وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر والإعلامي والمناصر للقضية زاهي وهبي بدرع تذكارية تقديرا لإسهاماته الأدبية ومناصرته وحبه لفلسطين، وقدم الدرع نيابة عن الوزارة بثينة حمدان الناطقة الإعلامية باسم الوزارة.
وقدم الشاعر الفلسطيني رامي اليوسف مختارات من قصائد زاهي وهبي التي تغنت بفلسطين وترابه، مؤكدا أن للشعراء دورا مهما في الحديث عن حقوق الشعوب الضائعة، والقضية الفلسطينية ما تزال مصدر إلهامهم الأول.
ومن جانبه، قال المهندس قصي النسور المدير العام لمركز جلعد الثقافي “إن هذه الأمسية تعد من سلسلة الأمسيات التي سيتم الإعلان عنها وإحياؤها بمنتجع سنديان السياحي”، مبينا أن هذا الصرح والمعلم الثقافي الأردني لن يتوانى عن تقديم كل ما من شأنه أن يثري الحياة الثقافية الأردنية.
وأشادت الإعلامية عبير الجلاد بالإعلام العربي والأردني على وجه التحديد، بقولها “ما يزال للإعلام، بالرغم من التقدم التكنولوجي، التأثير القوي في القضية الفلسطينية لأنه يمثل إحدى أشد حالات الكفاح والنضال، بل ويعد سلاحا في وجه الاحتلال الإسرائيلي”، مبينة أن صوت الإعلام يستمر حين تسكت أصوات الرصاص والقنابل، وصدح الشعراء مستمر باستحضار الهم القومي والقدس الشريف.
هذا وشهدت الأمسية الشعرية التي كان عريف حفلها الإعلامية منار الأيوب، وشارك في تنظيمها كل من مركز جلعد الثقافي بالتعاون مع مؤسسة رونق الجمال للإنتاج التلفزيوني والإذاعي والفني، أغاني صدحت بها الفنانة الأردنية هند حامد مقتطفات من أشعار زاهي.
الجدير بالذكر أن مركز جلعد الثقافي لمالكه رجل الأعمال الأردني سامي هندية، يحتوي على متحف للفن العربي المعاصر ومرافقه المختلفة في قرية أم سنديانة، على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة الأردنية عمّان ومدرج ثقافي تحت مسمى زرياب يجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر.
ويذكر أن الشاعر زاهي وهبي من مواليد لبنان في بلدة عيناتا الحدودية في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، وعاش وحيداً في كنف والدته إذ كان والده مهاجراً، صدر له مجموعات شعرية هي “حطاب الحيرة”، “صادقوا قمرا”، “في مهب النساء”، “ماذا تفعلين بي؟”، “ثلاث دقات/بيروت على خشبة مسرح”، “تتبرج لأجلي”، “يعرفكِ مايكل أنجلو”، “راقصيني قليلاً”، “كيف نجوت”، “قهوة سادة/ في أحوال المقهى البيروتي”، “أضاهيكِ أنوثة”، “رغبات منتصف الحب”، “تجري من تحتها الأنهار”، “لمن يهمه الحب”، “تعريف القُبلة”، “بانتظار الغريبة”، “هوى فلسطين”، “أهل التراب”، “حبر وملح 1: مرئي مكتوب”، “حبر وملح 2: جهة الصواب/ عن فلسطين وإليها”، “بيروت المدينة المستمرة”، “أغنِّي لها”، ألبوم شعري صوتي بمرافقة موسيقية تأليفاً وعزفاً للفنان اللبناني رامي خليفة.

معتصم الرقاد/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة