زلمه مِسعَد/ مصطفى الشبول
أبو خليل يحمل الماجستير والبكالوريوس في اللغة العربية ، متقاعد من وزارة التربية والتعليم بعد أن خدم أكثر من ثلاثين عام ما بين مُدرس ومدير للمدرسة ومشرف تربوي ويحمل الدرجة الخاصة بعد أن وصلها بكفاءة وإخلاص ، والكل يشهد له بعلمه وبأسلوبه في التدريس وكذا في إدارته الحكيمة للمدرسة ، هذا في مجال الوظيفة … أما في المجالات الأخرى فهو يُعد من الرجال أصحاب الخبرة والمشورة في القرية والرأي السديد وكلمته مسموعة في العشيرة … كما أنه عضو فعّال في لجنة مسجد الحارة ولجنة جمع الزكاة لفقراء القرية وله دور كبير في جمع التبرعات وجلب المحسنين لعلاقته الطيبة مع الناس ، وهو حافظ لكتاب الله ويجيد قراءته بأربع قراءات (منها قراءة ورش) ، ويعمل مدرس في مراكز تحفيظ القرآن بالقرية…
أما على مستوى العائلة فهو واصل للرحم ومحب للجيران والكل يشهد له بخدمته لوالديه قبل وفاتهم ، وقد اجتهد على تدريس أبنائه وبناته، وعلاقته بأبنائه كأصدقاء … أبو خليل حريص على أداء العمرة كل ثلاث سنوات مع أم خليل وقد حج البيت معها (مع زوجته) … كما أن أبو خليل لا يشرب الدخان ولا الارجيلة ولا يعرف السهر خارج البيت (زلمه بيتوتي) بصلي العشاء وبرجع على الدار ، والحمد لله ما عليه قرش دين ولا حدا بطالبه بشيء (عملته شندي بندي) … وكل أسبوع بطلع يشم هوا مع أم خليل طلعة داخلية ، وإذا لاحت الفرصة وكان وضعه المادي مرتاح بوخذ أم خليل شمة هوا برا البلد …
لكن الشيء الوحيد اللي بتضايق منه أبو خليل ومش قادر يفهمه انه من ثلاثين سنة (يعني من يوم ما تزوج) ولما يصير سوء تفاهم أو مشكلة بسيطة بالدار مع أم خليل مباشرة بتقول لأبو خليل : هاي كيف لو انك من الزلم المسعدة…
وما زال أبو خليل من هذيك الأيام لغاية اليوم يسأل أصحابه وجيرانه وكل حدا برتاح له عن مواصفات الزلمه الِمسعَد ، ومش ملاقي جواب …
أنداري إذا أبو خليل مع كل المواصفات الرائعة والمرتبة أم خليل بتحكي انه مش من الزلم المسعدة ، لعاد شو الزلم الثانية تحكي ….
التعليقات مغلقة.