زيلينسكي يتهم روسيا بارتكاب «إبـادة جمـاعيـة» فـي الدونبـاس
كييف – اتّهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية بارتكاب «إبادة جماعية» في الدونباس بشرق البلاد.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المتلفز، إنّ «الهجوم الحالي للمحتلّين في الدونباس قد يجعل المنطقة غير آهلة بالسكّان»، متّهماً القوات الروسية بأنّها تسعى لأن «تسوّي بالأرض» العديد من مدن وبلدات هذا الحوض المنجمي.
وأضاف أنّ القوات الروسية تمارس «الترحيل» و»القتل الجماعي للمدنيين» في الدونباس، معتبراً أنّ «كلّ ذلك… يشكّل سياسة إبادة جماعية واضحة تنفّذها روسيا».
وبهذا يكون الرئيس الأوكراني قد وجّه إلى القوات الروسية التهمة ذاتها التي وجّهتها موسكو إلى قوّاته لتبرير غزوها بلاده، إذ اتّهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يومها القوات الأوكرانية بارتكاب «إبادة جماعية» بحقّ السكّان الناطقين بالروسية في الدونباس.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أقرّ البرلمان الأوكراني نصّاً يصف ممارسات الجيش الروسي في البلاد بـ»الإبادة الجماعية»، وحضّ دول العالم والمنظمات الدولية على أن تفعل الشيء نفسه.
وسبق للرئيس الأميركي، جو بايدن، أن استخدم المصطلح نفسه لوصف ما تقوم به القوات الروسية في أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال بوتين في اتّصال مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، إن موسكو مستعدّة لتقديم «مساهمة كبيرة» لتفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، شرط أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.
وقال الكرملين في بيان إثر الاتصال إنّ «بوتين شدّد على أنّ روسيا الاتّحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطّي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية».
ولفت إلى أن بوتين تحدث أيضًا عن «الإجراءات المُتّخذة لضمان سلامة الملاحة، بما في ذلك فتح ممرات إنسانية يوميًا لخروج السفن المدنية من موانئ بحر آزوف والبحر الأسود، الأمر الذي يعرقله الجانب الأوكراني».
واعتبر بوتين أنّ تحميل روسيا مسؤولية مشاكل الإمدادات الغذائية في السوق العالمية «لا أساس له».
وجرت المكالمة بمبادرة من دراغي. وتعطّل تصدير انتاج أوكرانيا من الحبوب وخاصة الذرة والقمح بسبب القتال. أما روسيا فلم تعد تستطيع بيع إنتاجها الزراعي وأسمدتها بسبب العقوبات الغربية التي تؤثر على القطاعات المالية واللوجستية. وينتج البلدان ثلث القمح في العالم.
من جانبه قال دراغي خلال مؤتمر صحافي إن «الغرض من هذه المكالمة الهاتفية هو معرفة ما إذا كان من الممكن القيام بشيء ما للإفراج عن القمح الموجود اليوم في المخازن في أوكرانيا».
واقترح «تعاونا بين روسيا وأوكرانيا لفتح موانئ البحر الأسود» حيث يوجد القمح المعرض لخطر التعفن، وذلك «من جهة لإزالة الألغام من هذه الموانئ ومن جهة أخرى لضمان عدم وجود اشتباكات أثناء إزالة الألغام».
وأوضح دراغي أنه لمس لدى الجانب الروسي «استعدادا للمضي في هذا الاتجاه»، وأنه سوف يتصل بزيلينسكي «لمعرفة ما إذا كانت هناك إرادة مماثلة». وختم قائلاً «إذا سُئلت إن رأيت أيّ بصيص أمل في السلام، فإنّ الجواب هو لا». وكالات
التعليقات مغلقة.