ساحة الثورة العربية الكبرى أيقونة تجمع تراث العقبة وتاريخها
بجاذبيتها الفريدة وماضيها العريق الضارب جذوره في عمق التاريخ، جمعت ساحة الثورة العربية الكبرى أركان مثلث السياحة الترفيهية والتاريخية والعائلية في نقلة نوعية ساهمت في جعلها قبلة للفعاليات العالمية والمحلية، ومتنفسا لا يمكن الاستغناء عنه لأهالي وزوار وسياح العقبة.
ساحة الثورة العربية الكبرى كانت منذ بداية انطلاقة الثورة العربية الكبرى، شاهدة على أحداث غيرت مجرى التاريخ، وفيها أهم المواقع التاريخية والأثرية من أبرزها قلعة العقبة التاريخية التي تشهد حتى اليوم على حضارة ضاربة في عمق الزمان، حيث اكتنزت القلعة التي شيدت في العصر المملوكي أهمية سياسية واقتصادية قصوى نظرا لموقعها الاستراتيجي على شاطئ البحر الأحمر، ومفترق طرق التجارة والملاحة البحرية والبرية ما بين بلاد الشام والحجاز ومصر وسائر أقطار العالم، إلى جانب متحف بيت الشريف الحسين بن علي والذي يعد محطة سياحية جديدة ونوعية عالية الجودة، يسهم في إيجاد تجربة سياحية وثقافية تاريخية تحمل هوية نشأة الدولة الأردنية وتعمل على إطالة مدة إقامة السائح في العقبة.
وفي قلب الساحة، سارية العقبة أو سارية علم الثورة العربية الكبرى تطل على الساحل الشمالي لخليج العقبة، حاملة علم الثورة العربية، يبلغ ارتفاعها 132 مترا، كانت الأعلى في العالم عندما أنشئت في العام 2004 أما الآن، فتحتل المركز السادس من حيث الارتفاع.
هذه الساحة بكل مقوماتها، استحقت بجدارة أن تكون المكان الأنسب والأفضل لزوار العقبة كافة، من أجل قضاء أجمل الأوقات، حيث أصبحت المتنفس الأول بفضل مستوى ونوعية وتعدد الخدمات الموجودة فيها، إضافة إلى الحالة المثالية للأمن والأمان الموجودة في الساحة والتي تمكن المواطن وعائلته من قضاء الأوقات بطمأنينة ولا سيما، أن إدارة الساحة تعتمد على أسس وخصوصية تراعي رمزية المكان تاريخيا وتراثيا.
وتعج الساحة بآلاف المواطنين كل ليلة ولا سيما، في أيام العطلات والأعياد، وتقام فيها الاحتفالات والكرنفالات العائلية المختلفة، بمشاركة فرق محلية وعربية وعالمية كان آخرها في عيد الفطر السعيد التي سجلت دخول أكثر من 120 ألف زائر.
يقول رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز: “إن ساحة الثورة العربية الكبرى تعد من أبرز معالم المدينة ولها أهمية استراتيجية ومكانة تاريخية”، مؤكدا أن الساحة تضم مساحات واسعة مخصصة للزوار، ومدرجا لإقامة الفعاليات، ومجمعين تجاريين يضمان متاحف تحاكي تراث العقبة وتاريخها، إضافة إلى مطاعم ومقاه، مبينا أن العمل جار على إدامة المرافق والخدمات ولا سيما، مع حلول فصل الصيف الذي يشهد حركة سياحية نشطة في العقبة وإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والاحتفالات بالمناسبات والأعياد الوطنية.
وأشار الفايز، إلى أن ساحة الثورة العربية الكبرى تجمع ما بين التنمية السياحية والاستثمارية والاجتماعية، لتكون محطة وصول وانطلاق لزائر وسائح العقبة حول المثلث الذهبي وباقي مناطق المدينة، مشيرا إلى أن المشروع يحتوي على مجموعة من الرزم المتنوعة ويتغلغل ممتدا من سوق السمك ليشكل نقطة مهمة تربط بين تراث المدينة وأصالتها، ومخترقا ميناء الصيادين والقوارب الزجاجية، بأعلى مواصفات الخدمة والسلامة العامة.
إضافة الى ساحة العلم باعتبارها الأيقونة الأساسية والرمز والدلالة على الوطن والقائد، ثم إلى علم الثورة العربية الكبرى وامتداده نحو بيت الشريف الحسين بن علي، ليشكل أيضاً محطة استقبال للعديد من المعارض والمتاحف التي تعكس تراث وتاريخ هذا الوطن الكبير، إلى جانب مسرح يتسع لـ800 شخص، ويطل مباشرة على البحر، حيث يعمل على استقبال الفعاليات الترويجية والتسوقية للعقبة.
من جانبه، بين مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل المرافق ياسر الشوابكة، أن ساحة الثورة العربية الكبرى، تعد جزءا من مشاريع شركة تطوير العقبة الذراع التطويري والاستثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ذات البعدين التاريخي والمكاني لأبناء العقبة والأردن بشكل عام، مؤكداً أن الساحة مكنت من خلق فرص استثمارية وتنموية تعزز البعدين السياحي والتراثي للمنطقة، إضافة إلى تشغيل الشباب الأردني، وتسهم منظومة ربط مع باقي المناطق السياحية في العقبة، وتعمل جزءا من منطقة المثلث الذهبي (البترا – وادي رم –العقبة).
ويضيف الشوابكة، أن الزائرين المحلي والأجنبي، يجدان اليوم منتجاً سياحيا مختلفاً يحاكي طبيعة المنطقة بخدمات مميزة، تعزز من الفرص الاستثمارية الكبيرة، وبما ينعكس إيجابا على أبناء المنطقة.
ويشير المواطن محمد القطامين، إلى أن ساحة الثورة العربية الكبرى بشكلها الحالي الفريد بعد إعادة تأهيليها، هي المكان المناسب لأبناء الوطن تجتمع فيها المقومات السياحية كافة، بإطلاتها المباشرة على البحر ووجود المعالم التاريخية والأثرية، وهذا من شأنه تعزيز المنتج السياحي في العقبة، مؤكدا أن العقبة بهذه الوتيرة من العمل والترويج، ستنافس وبقوة كل المدن الساحلية على البحر الأحمر.
ويثني الزائر خالد الزعبي على التغيير الحاصل بساحة الثورة، والذي يحاكي السياحة المتطورة بأفكار خلاقة تطيل مدة إقامة الزائر وتضفي البهجة والسرور على أفراد العائلة بالفعاليات الترفيهية التي تقام وتجذب العائلة، إضافة إلى وجود محلات تجارية تقدم خدمة الطعام والشراب بأسعار معتدلة، ووجود المرافق الصحية العامة المجانية، وكذلك توفر خدمة القوارب الزجاجية والنزهة.
التعليقات مغلقة.